البعض من الجنوبيين يستخدمون مفردات ويروجون لها إما بحسن نية دون إدراك عواقبها ومغزاها القانوني . و.هؤلاء لانلومهم كونهم قد وقعوا في خطأ غير مقصود وجهل .والبعض الآخر على دراية بكل تفاصيل تلك المفردات وبمكر وخبث شديدين يحاولون وبكل طاقاتهم وبدعم مباشر من نظام الإحتلال اليمني خداع وغسل دماغ الجنوبيين وإقناعهم بجدوى طروحاتهم والتي تنسجم مع توجهاتهم ومصالحهم الضيقة . هناك حقيقة ينبغي أن ندركها وهي بأننا شعب له هويته وثقافته وكانت لنا دولة ذات سيادة معترف بها دوليا دخلت في مشروع وحدوي بمحض إرادتها لإيمان شعبها العميق بأن تلك الوحدة بمثابة اللبنة الأولى نحو مشروع وحدوي أكبر وأعظم ألا وهي الوحدة العربية . لن أدخل في تفاصيل ماحدث ومن نقض المعاهدات والاتفاقيات من قبل الجمهورية العربية اليمنية والتي بلغت أوجها حين غزت جحافل جيشها وبالتحالف مع قوى التطرف والضلال والإرهاب عام 1994م أرض الجنوب . من تلك اللحظة وماتبعتها من سياسات النهب والتهميش طالت الجنوب أرضا وشعبا وأصبح الجنوب وشعبه واقع تحت الإحتلال بموجب القوانين الدولية والتي للأسف الشديد ضربت عرض الحائط نظرا لمصالح بعض الدول الكبرى مع الإحتلال اليمني وتواطئها معه وفي مقدمتها أمريكا وفرنسا . إن شعب الجنوب لم يقف مكتوب الأيدي وهو يرى هذا العبث والفساد والتهميش والإقصاء والقتل والإعتقال وقام بثورته السلمية ضد الطغيان والهيمنة وضحى لأجل حريته وعزته وكرامته بآلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين . إن خروج حوالي 13تظاهرة مليونية حاشدة طالبت بتحقيق الهدف السامي المتمثل بالتحرير والإستقلال وإستعادة الدولة الجنوبية. إضافة إلى مئات التظاهرات والمسيرات اليومية التي تجوب سائر مديريات ومحافظات الجنوب أعظم إستفتاء شهدها ويشهدها العالم . فهي تظاهرة حية بعيدة عن الصناديق التي يمكن مصادرتها واستبدالها بأخرى أو كشوفات للناخبين يمكن تزويرها أو التلاعب بها .وحظيت بمتابعة إعلامية رغم التعتيم الإعلامي المتعمد من قبل بعض القنوات الفضائية العربية كقناة الجزيرة والعربية .فالكاميرات لاتكذب كونها قد نقلت ووثقت نضالات شعب عظيم وعريق ضارب جذوره أعماق التاريخ بهويته ورسالته الدينية الوسطية التي حملها وبأمانة ونشرها في أصقاع الأرض بشكل عام وشرق آسيا بشكل خاص . هنا يتجسد مدى عراقة شعبنا ومساهماته الإنسانية كون الجنوب يحتضن من الآثار والشواهد والتاريخ الناصع البياض مايثبت ذلك . ولذا لاينبغي علينا أن ننساق خلف من يبحثون عن المجد المفقود لأنفسهم وحينها تذهب تضحياتنا أدراج الرياح .ولا يجب أن نقبل بأقل مما خرجت الجماهير لأجلها . فلسنا كشعب تيمور الشرقية أو جنوب السودان حين أشرفت الأممالمتحدة على إستفتاء إستقلالهم الأولى من إندونيسيا والثانية من جمهورية السودان . والأمثلة كثيرة حيث النزعة الإنفصالية لشعوبها كشعب أسكتلندا وإقليمي كاتالونيا والباسك في أسبانيا وصقلية في إيطاليا وجزيرة مندناو ذات الغالبية المسلمة في الفلبين . أكرر نحن لسنا مثلهم .هم يريدون الإنفصال وتأسيس دول خاصة بهم ، بينما نحن نريد إستعادة دولتنا التي كانت قائمة بالفعل حسب ماذكرته سلفا . إذن حذاري من الإنسياق خلف مشروع الإستفتاء وتقرير المصير حتى لايصنفنا الأخرون بأننا ( إنفصاليون ) نريد تجزئة (اليمن) فنحن لسنا كأبناء تهامة أو صعدة أومأرب يريدون تمزيق وحدة أراضي اليمن بإنفصالهم وإن كان ذلك حق لهم. نحن شعب يناضل ويضحي ويطالب بإستعادة دولته . إن مقاومة تلإحتلال اليمني حق مشروع كفلتها الشرائع السماوية وأجازتها القوانين الدولية ويحق لنا أن نقاوم الإحتلال بكل الأساليب التي نراها ممكنة والتي تكفل حقنا في الدفاع عن أنفسنا وعن نضال سلمية ثورتنا . الخلاصة ياأيها الجنوبي البطل قل التحرير والاستقلال وإستعادة الدولة الجنوبية . ولاتقل الإستفتاء وحق تقرير المصير . فهناك فرق . والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .