بعد أيام فقط يتجه الاسكتلنديون إلى صناديق الاقتراع للتصويت ب(لا) او( نعم) لإستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة ورغم أن نسبة التصويت ب(لا) مقابل (نعم) متقاربة حسب ما يراه بعض المحللون السياسيون مما يحجب الرؤية عن معرفة نتيجة الاقتراع مسبقاًإلاّ أن الشيء المهم قد تحقق وهو إتاحة فرصة الإستفتاء لتقرير مصير إسكتلندا بالسؤال المطروح أمام الاسكتلنديين (هل ينبغي أن تكون اسكتلندا دولة مستقلة؟). لقد أصبح الإستفتاء حق من حقوق جميع الشعوب التي تنادي بالإستقلال وحق تقرير المصيرومطلب قانوني وشرعي وخصوصاً للبلدان التي ضمت أو توحدت مع بلدان أخرى دون إستفتاء شعبي لإنضمامها وتوحدها في أطار دولة واحدة مركزية كانت أم فدرالية وعليه فان البلد التي تأثرت بفعل الوحدة هي التي يحق لها أن تطالب بتقرير مصيرها وإستقلالها كما أن الشعوب ايضا سواء كانت بالعرق او الدًين يحق لها هي الاخرى المطالبة بالإستقلال, فجنوب السودان مثلاً استقلت عن السودان رغم أنها جزء لا يتجزأ من السودان على مر العصور وذلك لكون شعب جنوب السودان الذي يربطه العرق والدين واللغة قد تهيأ لحق تقرير مصيره وأجمع على حقه في الاستقلال فأجبر بذلك حكومة السودان المركزية على اتاحة له فرصة الاستفتاء فكان يومها هو ميلاد دولة جنوب السودان الجديدة .
وجزيرة القرم التي كانت جزء من روسيا عادت للأصل وانفصلت عن اوكرانيا عن طريق الاستفتاء ولا شيء غيره وان كان محمي بفيتو روسي الا ان نتيجة الاستفتاء هي التي رجحت انضمام القرم لجمهورية روسيا الإتحادية.
ونحن في الجنوب أقرب قانونا وشرعا في حقنا في الاستفتاء في تقرير المصير من باقي الشعوب الاخرى وذلك لكوننا كنا دولة مستقلة الى أن دخلنا في وحدة اندماجية لم يتم الاستفتاء عنها وفوق ذلك حوّل الشريك الآخر ( الجمهورية العربية اليمنية) الجنوب الى غنيمة حرب في صيف 94م ليقضي على مشروع الوحدة الاندماجية وحوّل المشروع الى مشروع ضم والحاق وفيد, وحتى لو لم تحصل الحرب فان من حق الجنوب الطعن في الوحدة والمطالبة بالاستفتاء عليها لكونها تمت بقرار سياسي وليست برغبة شعبية إلاّ ان اعلان الحرب ضد الجنوب ومحاولة طمس هويته وتاريخه هو من يعطيه الحق الكامل والمشروع في تقرير مصيره الذي بات وشيك وخصوصا مع المتغيرات الدولية الحالية والتي افضت الى تقرير مصير شعوب واستقلال دول عن طريق الإستفتاء.
إذن الإستفتاء الجنوبي قادم لامحالة, فماذا اعددنا له من تهيئة شعبية لكي تكون النسبة النهائية بنعم لإستقلال الجنوب يوم يطرح مثل هذا الخيار على شعب الجنوب. يجب ان نقولها بصراحة وبعيدا عن العواطف في أن وضعنا في الجنوب اكثر تعقيدا اذا ما حصل إستفتاء على الاقل في الوقت الراهن ونتائجه غير مضمونه وذلك لكوننا لم نعمل حتى الآن على تهيئة شعب الجنوب للإستفتاء وعليه فان التهئية المطلوبة للإستفتاء الجنوبي القادم تتطلب العمل بالنقاط التالية:
- العمل على تفعيل احصاء سكاني جنوبي يتحدد فيه سكان شعب الجنوب . - احصاء لجميع اعضاء الحراك الجنوبي. -العمل على وضع استبيان بشكل دوري شهري او سنوي لتحديد نسبة المؤيدين للإستقلال ويستحسن ان يكون مثل هذا العمل بنزول ميداني الى جميع المحافظاتالجنوبية . انشاء لجان توعوية من الشباب المثقفين لدعوة جميع الجنوبيين لتأييد فكرة الاستقلال .- -الدعوة الى مظاهرات مليونية للمطالبة بإستفتاء الجنوب ومثل هذه المظاهرات ستحرج المجتمع الدولي وسيفرض على نظام صنعاءشاء ام ابى القبول باستفتاء الجنوب. - تحديد ملامح دولة الجنوب القادمة ويستحسن ان يقوم بعض الساسة والمختصين بتحرير دليل مصغر يحمل مبادئ واهداف وشكل الدولة القادمة بشكل مختصر ويوزع مجاناً على كل جنوبي. - تحرير بطاقة شخصية رمزية وتوزع مجاناً لكل مواطن جنوبي . طبعا هذه بعض من النقاط وقد يكون لدى غيري ما هو افضل وانفع فأرجو من الجميع المشاركة وتبني فكرة التهيئة للإستفتاء من الآن حتى تكون نتائج الاستفتاء في صالحنا اذا ما سؤلنا يوماً مثل ما سؤل الاسكتلنديين ومن قبلهم شعب جنوب السودان وسكان جزيرة القرم . ويبقى لكم السؤال من الآن هل ينبغي أن يكون الجنوب دولة مستقلة؟؟
إن شاء الله بعد قيام الجميع بالتهيئة المطلوبة تكون الاجابة بنعم مئة بالمائة ..!