"آن الأوان لتعي المرأة في هذا الوطن أن جهدها لا ينبغي أن يتوقف عند مجرد الحصول على حقها في التعليم وحقها في التعبير، دون أن تكون لها مشاركة فاعلة في تغيير الواقع والقضاء على ما تركته أزمنة التخلف من أوضاع رديئة لا تخص المرأة وحدها وإنما تخص الرجل أيضا، علما بأن ذلك لن يتحقق بالكلمات الكبيرة والأناشيد الحماسية، وإنما بالعمل الجاد والتعاون الوثيق بين المرأة والرجل". هذا ما قاله الدكتور عبد العزيزالمقالح مفتتحاً ملف العدد الحادي عشر من فصلية "غيمان" واقع الكتابة النسوية في اليمن؟
ويضيف المقالح: يتملكني - منذ وقت ليس بالقصير - شعور يصل إلى حد اليقين بأن العصور التي أنصفت الرجل هي العصور نفسها التي أنصفت المرأة، والعكس صحيح. كما أن الظلم الذي نزل بالمرأة، وطال مداه، لم يكن سوى انعكاس طبيعي للظلم الذي نزل بالرجل، وهذا ما يؤكده واقعنا الراهن؛ فالمكاسب القليلة التي أحرزها الرجل في ميدان السياسة وفي مجال حرية التعبير وإبداء الرأي هي أنموذج للمكاسب القليلة التي بدأت تحرزها المرأة، وإن بمستوى اقل.
ويضيف المقالح: "نستطيع في هذا السياق أن نتذكر بعض الأزمان التي أضاءت فيها أسماء لشهيرات النساء العربيات ممن قمن بأدوار توقف عندها التاريخ طويلا ولا يزال؛ فقد أثبتت تلك النماذج بما لايدع مجالا للشك، أن أوضاع الرجال كانت في تلك العصور على درجة عالية من التقدم الروحي والأخلاقي وما يرافقه من تقدم ثقافي وحضاري".
ويتابع: "تبقى في هذا الصدد إشارة لا بد منها، وهي عن النجاح الذي حققته المرأة المعاصرة في مجال الإبداع الأدبي، نثرا وشعرا، وهو إنجاز على درجة عالية من الرهافة والشفافية؛ فقد أضافت بذلك أعمالا من الإبداع استطاعت أن تعبر عن روح ظلت مكبلة بمعطيات ظروف جائرة. ومن الثابت أن هذه الأعمال الإبداعية، بحكم تلك المعطيات، تتقاطع مع الأعمال التي يقدمها شقيقها الرجل شكلا وموضوعا، ولا معنى - من وجهة نظري - للتفريق بين أدب رجالي وآخر نسائي؛ فالأدب من حيث المبدأ لا هوية له إلا إنسانيته.
دراسات العدد الجديد من "غيمان" شارك فيها كل من: د. علي جعفر العلاق ب "شعرية الصداقة"، وعبدالرضا علي ب "اللص والكلاب .. قراءة نقدية"، وفاضل القعود ب "شعرية الطلل – القبيلة - قراءة نقدية"، ومحمود جابر عباس ب "جدل القراءة في المدونة القصصية والروائية النسائية في اليمن.. القاصة نورة زيلع في (حبات اللؤلؤ)".
وفي النصوص الشعرية نقرا ل: قاسم حداد، علي الحضرمي، رعد رحمة السيفي، عبدالله كمال محيي الدين، شهاب غانم، علي آدم، جلال الأحمدي، محمد محمد اللوزي، مجبل المالكي، أسامة الزقزوق، عبدالله باكرمان.
وأجابت كل من: حفيظة الشيخ، آمنة يوسف، نادية الكوكباني، صباح الارياني، وهند هيثم، على سؤال الكتابة: واقع الكتابة النسوية في اليمن؟
وكرس ديوان العدد لشاعر شاب يطرح في قصائده المختارة برهافة شعرية عالية نماذج متميزة تؤكد حضوره كواحد من جيل الثمانينيات الشعري بكل أحلامه وتوقده وانفعالاته، هو الشاعر هزاع مقبل.
وفي السرد نقرأ: "يوميات رئيس تحرير" للروائي اليمني محمد مثنى، "الأريكة" همدان دماج، "دوائر الاحزان" علي القاسمي، "على قارعة الصديق" محمد الصلاحي، "قصتان قصيرتان" ماجة غضبان.
واحتوى العدد على رسالة من شوقي عبدالأمير إلى الدكتور عبدالعزيز المقالح بعنوان "من شمس نادرة في باريس".
وفي الاخير يتذكر الكاتب جمال جبران قصة "واإسلاماه" للكاتب الكبير علي احمد باكثير.