* ( يعد الاجتياح الحوثي للعمق السني في اليمن تطبيقا حرفيا لما تسميه المخابرات الأمريكية " ارتدادا او إرتكاسا ") الكاتب البريطاني/ ديفيد هيرست * " نحتاج مشروع وطني يجمع الجنوبيين والحوثيين " علي نصر محمد * " ان مكوني باعوم والبيض هما مشروعا إيران في الحراك الجنوبي " عبد العزيز الصقر /رئيس مركز دراسات الخليج/في برنامج من قناة الجزيرة تتصدر مشهد الحراك الجنوبي تيارات ثلاث مهما تنوع التسويق لها وصبغ بعضها بالكوافير والمناكير السياسية والنضالية: -تيار مختلط من مخرجات الاشتراكي عموده الرئيس من "تيار الزمرة" مع وجود دور لقوى أخرى لكن صوت الزمرة هو الأقوى ويندرج في هذا التيار مؤتمر القاهرة ومجلس الإنقاذ -تيار اشتراكي عموده الرئيس "تيار الطغمة " ويشمل تيار البيض وباعوم مع هيمنة للحزب بوضعه الحالي على هذا التيار والدمج الذي تم بمسمى وحدة قيادة "من المجلس الأعلى ومجلس الثورة" تبدو فيه هيمنة الاشتراكي ويستخف بعقول الناس فالمسمى جديد والوجوه قديمة كانت في مكون واحد انشق البعض عنه قبل مؤتمر المنصورة وشكّلوا مكون والملاحظ ان وحدة القيادة التي تقدمت خلت من أشخاص في المكونين ليسوا من خلفية اشتراكية !!! -التيار الثالث ويشمل كل القوى الشبابية والطلابية والنسوية ومنظمات العمل المدني والحقوقي التي لم تتأسس كرديف " المنظمة الرديف: طريقة شمولية لتفريخ قطاعات الشباب والطلاب والمرأة ومنظمات العمل المدني وحقوق الإنسان وجعلها رديف لتجميل الشمولية" ويشمل كذالك الأحزاب الجنوبية التي همشها الاشتراكي وحاربها إعلاميا وتنظيميا حتى خلق في الوجدان الشعبي عدم أهليتها لإدارة الحكم او عمالتها كحزب الرابطة وبقايا جبهة التحرير وبعض المراجع التقليدية او ممن ينشقون عن حزبي المؤتمر والإصلاح ويلتحقون بالحراك . الواضح ان التيار الأول والثاني مخرجات حزب وحكم ودولة ولهما قدرة على التنظيم فمازال لهما وجود في الذاكرة وأتباع في الشارع ويملكان مال وإعلام وشبكات تعارف وقدرة على صنع منظمات رديف مهما كانت ضآلة تأثيرها...الخ وهذه المزايا يفتقر لها التيار الثالث.ولذا فهو محجّم من التيارين مهما كان الخلاف بينهما ومبدأ التصالح والتسامح لم يأخذ منه التياران الا انه يعيد إنتاجهما ولم يصل إلى قبول الآخر السياسي كند شريك بل كطرف او مفرّخ لهما . من هذا المشهد الحراكي نرى الجبهة القومية في طبعتها الحراكية تتحرك فيه ، الرغبة في حكم البلد والقفز على ما يؤدي إبراز قيادة تجتاز به الثورة وتؤسس توازن حكمه واستقراره ، فالاشتراكي جذر التيارين رغم انه متحالف مع الإصلاح الاخواني في المشترك لكن التأطير لذوي الولاء الحوثي بلغ فيه إلى مراتب عليا غير خفية وهو ما لم ينله أي تيار ديني فيه!! * يقول الرئيس علي ناصر وهو رئيس مؤتمر القاهرة ويعبر عن تيار الفيدرالية المزمنة لصحيفة الزمان " نحتاج مشروع وطني يجمع الجنوبيين والحوثيين " * ويقول عبد العزيز الصقر رئيس مركز دراسات الخليج : " ان مكوني باعوم والبيض هما مشروعا إيران في الحراك الجنوبي " ان هذين التيارين الجنوبيين سواء الذي يرفع راية التحرير والاستقلال او التيار الذي يرفع شعار الفيدرالية المزمنة إذا لم يكونا مواليان لإيران فهما يحوزان رضاها أو أنهما على قطيعة مع الجوار العربي السني في مرحلة يؤكد فيها التحليل الغربي بان اجتياح الحوثي كان " تطبيقا حرفيا لما تسميه المخابرات الأمريكية ارتدادا او ارتكاسا " بمعنى آخر " صاعق التفجير " ان الإنسان العربي يحمل ثلاث هويات: هوية وطنية تحمل المشترك الثقافي والديني بين فئات الوطن وطوائفه وهوية فوق الوطنية لا تحمل ذلك المشترك وهي الدينية والمذهبية وهوية تحت الوطنية وهي الجهويات والقبليات واللعب هذه المرة صار في الهوية فوق الوطنية ولا اعتقد ان منصف سيقول ان مشروع الحوثي وطني . السؤال: ما نوع المشروع الوطني الذي سيبنيه الجنوبيون والحوثة؟؟ كيف سيكون مشروع وطني والمرجع الكبير للحوثية طائفي يوصّف القضية الجنوبية بمظلومية جنوبية ما فوقها ظلم وما تحتها ظلم ؟ هل سيقبل الحوثي ، ومشروعه طائفي ، ان يبني مشروعا وطنيا مع مظلومية وطنية؟؟ "ناصر " يعرف مشروع كهذا في لبنان وان كان يجهل فليسال رئيس جمهورية لبنان او رئيس وزرائه عن كيفية بناء مشروع وطني مع حزب طائفي ؟؟!! خاصة وسيد صعدة يملك أكثر من الثلث المعطل الذي يملكه سيد الضاحية . اما بالنسبة لتياري البيض وباعوم فقد وصفهما السيد الصقر بالتابعين لإيران. فهل يعتقدون ان دول الخليج ستحارب مشروع طائفي معادي لها وموالي لإيران في صنعاء وستدعم استقلال في الجنوب يسيطر عليه تيار او تيارات موالية لإيران؟؟ هذه سذاجة سياسية . وهل يعتقد التيار الذي يريد مشروع وطني مع الحوثي او التيار الذي يريد استقلال وهو موالي لإيران إنهما سينقلان الجنوب الى الاستقرار؟؟أين القاعدة وأنصار الشريعة؟ اين الجوار في دفاعه عن أمنه؟ هل ستترك هذه القوى مشروع جنوبي موالي لإيران او متحالف مع الحوثي يستقر في الجنوب؟ هذه سذاجة لن تخلق استقرار في الجنوب. هل يعتقدون ان الجنوب السني لن تستفزه هيمنة الحوثي الطائفية على المشروع ؟ هل في هذا المشروع ندية للجنوب ام تكميل صورة مثلما كانت مع صالح او اقل ؟؟ ان هذه النظرة القاصرة تؤكد ان هناك من يقرؤون الجنوب بنفس قرأتهم للجنوب في الحرب الباردة وتحالفاتها وليس بعقلية الحرب العالمية على الإرهاب فمحافظات الشمال التي لها موروث تاريخي نقيض مع حكم المذهبية تراجعت فيها النبرة الوطنية وانتقلت للدفاع عن الهوية ما فوق الوطنية لماذا؟؟ الم يكن لسان حالهم يقول " من جرب المجرب حلت به الندامه "؟؟! يكفي سياسيينا غباء انهم لم يقدّروا هذه الاختلاف عندما أقدموا على مغامرة الوحدة. ان طريق الخروج لوحدة قيادة لن يكون بتكريس داء الزعامة او عبر شراكة "خدج سياسي " او بطبخ " كبسة " تسلق زعامة ورئاسة للتسول بها سياسيا وماليا فيكفي باعوم انه ظل مناضلا صلبا لكن الرجل لم يعد قادرا على العطاء فالأخلاق تقضي بان يحترموا عجز شيخوخته ومرضه ولا يحولوه الى "مومياء سياسية " للتسول السياسي بتاريخه ويكفي البيض ان كثيرين تسوّلوا به سياسيا وماليا والرجل مهما كان الخلاف معه او عليه لا يعرف المنطقة الرمادية وصمته يوحي بأنه فارق " الضاحية" عندما تأكد ان مشروعها لا يلبي طموحه وطموح الجنوبيين في الاستقلال ففارق مربع استعادة الدولة واقتبس " حق تقرير المصير " وحق تقرير المصير ليس له رئيس شرعي إلا إذا كان البعض مازال يريد ان يحجز مواقع سياسية فهذا شأن آخر عدا انه يضع علامات استفهام حول مصداقية شعار استعادة الدولة الذي يدعيه التيار بعد تخلي البيض عنه ويضع شكوكا حول الهدف الحقيقي من سلق وحدة القيادة!!!. ما هو الحل ؟؟ يجب عدم وضع العربة قبل الحصان فالقيادي والزعيم والرئيس والمكون الوحيد ووحدة القيادة حتى الآن لم يقدموا للعالم ناطق رسمي للحراك كما علقت جين نوفاك على المليونية الأخيرة لأنهم ببساطة يعانون أزمة تمثيل فلا اشتراكيي الحراك او مخرجاته اتعظوا من تجربتهم ولم تتعظ أيضا القوى التي تعارضهم او لا تثق بهم ولذا علينا العودة للبدايات فيجب أن يجمع الاشتراكي هيئاته ومخرجاته ويقدم نفسه صوتا واحدا وعلى القوى الأخرى أن تستفيد من تجربتها فتتشكل بكيان واحد فالحراك لاستقلال الجنوب وليس لهذا الطرف او لذاك وظروف عام 1967م لن تعود لأي طرف ولو استقوى طرف بالنكهة الإيرانية او الحوثية فذلك يعني ان استقلال الجنوب سيسحق بين التكبيرتين .