أعتقد أن هذه العبارة تنطبق على أي منظومة قيادية سواءً حكومة دولة أو قائدة لثورة أو أيّ نشاط الله سبحانه وتعالى يقول }{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }{ أعتقد أن دولة الجنوب لو كانت تمتلك معارضة قوية قبل الوحدة ربما كان الحزب الحاكم لن يستطيع التوقيع على الوحدة والذهاب بالدولة إلى اللا دولة أيضاً لو كان الحراك الجنوبي متوحد في مجلس واحد دون مجالس ثوريه أخرى ربما كان قد شارك في الحوار الصنعاني بقوه وأصبحت شرعية مشاركته أكبر مما هي عليه الآن . ولكن للأسف يبدوا أن الشمولية قد خيمة على عقولنا وترسخت وأصبحت ثقافة سائدة مغروسة في الأعماق من الصعب التحرر منها والانتقال إلى الانفتاح والتكامل ربما كانت الفترة الزمنية الطويلة التي عشناها على النهج الشمولي هيا السبب في غرس وترسيخ هذا الفكر حتى أصبح ثقافة راسخة كنا نتمنى أن يكون تعدد المجالس الثورية صحياً يفيد الثورة تتنافس جميع الفصائل على تحقيق هدف التحرير ويعتبرون تعددهم ووجودهم وطني يؤمنون بأنهم زملاء في الثورة وشركاء في صناعة الانتصارات التي تأتي بالنصر وتحقق الحسم لا خصوم متصارعة تنشغل في التناكف في ما بينها البين. كنا نتمنى أن يكون هناك تواصل وتنسيق وتكاتف وتكامل مفيد بين المجالس وكل مجلس يتبنى مشروع ثوري ويقوم بأفعال وأنشطة على الأرض ليكون هوا المسؤول عن الأخطاء والفشل ويحمل شرف النجاح ،أيضاً كان يفترض على بقية الفصائل الثورية الدعم والمساندة لإنجاح مشروع زميلهم الثوري حتى نصنع من الفشل نجاح مهما اختلفنا معه بالرأي أو رأينا في مشروعه ملاحظات بما ان المشروع والأنشطة التي يتبناها ثوريه تخدم الثورة وتثمر للجميع تحمل شعار التحرير ولكون المجلس أو الفصيل المتبني للنشاط هوا المسؤول عن سلبيات نشاطه . للأسف بعد إنشاء مجالس متعددة أصبحت كل المجالس الثورية مقيدة عاجزة عن تنفيذ أو التفكير في تبني أي مشروع ثوري على الأرض بسبب وجود التصادم والانشغال في التناكف وغياب التكامل والقبول بالآخر والتنسيق والتنافس المفيد وعدم الانسجام أو التأقلم مع الثقافة والمسار العملي الجديد القائم على الانفتاح والتعدد الفكري والإيدلوجي وكأن هذه الثقافة هي دخيلة من الصعب التعامل بها . كل من أراد تفعيل نشاط ثوري تم مواجهته ومحاربته من بقية الفصائل حتى أصبحت الثورة مقيدة برمتها، بل أن جميع التيارات والفصائل أصبح شغلهم الشاغل هوا التناكف والتصادم مع بعضهم البعض وكلا يفكر كيف يتغلب على الآخرين ويجتثهم من المشهد لكي يبرز بمفرده دون غيره ويثبت انه هوا الحراك هوا الجنوب هوا الوطن ، حتى التيارات والفصائل التي تحمل فكر الانفتاح والتكامل وتدعو لرفض ومحاربة الشمولية والتفرد ورفض سياسة الإكراه وممارسة فرض الآراء للأسف كانوا أكثر شمولية في تعاملهم مع الآخرين وأرادوا فرض افكارهم بالإكراه ولم يستطيعوا إظهار ما يدعون إليه وترجمته إلى واقع عملي ولم يلاحظ عليهم الانفتاح أو التعامل به مع الفصائل والتيارات الثورية الجنوبية الأخرى المؤمنة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة التي تحمل نفس الهدف والراية وتردد نفس الشعارات. بل بالعكس ظهروا بنفس الصورة الشمولية وأرادوا تمرير مشروعهم الانفتاحي بالإكراه والإصرار وعملوا على اجتثاث كل المشاريع الأخرى التي تنصدم معهم اجتثاثا دون انفتاح معهم ومحاولة جذبهم بالفعل والقول اللين وكانت لغة الشمولية ونهج الإكراه والتفرد والإيمان بملكية الثورة هي اللغة السائدة عملياً على الواقع من جميع الفصائل والتيارات مع بعضها البعض حتى تحولت الفصائل والتيارات إلى قوى تخريبية تعيق أنشطتها بنفسها وتدمر الثورة دون حس وشعور . الآن بعد التوحد والعودة إلى المجلس الواحد وربما الرجوع إلى ثقافة الحزب الواحد يا ترى هل يبدأ العمل المؤسسي المنظم وتشكيل منظومة قيادية موحدة تظهر أمام الملأ تقود الثورة متحمله المسؤولية وتنتشل الثورة من الركود وتنهي الإحباط والانهزام النفسي وتشبع الثورة بالأفكار والأنشطة الثورية التي تشعل حماس الشارع وتلفت نظر العالم وتأتي بالثمار الثورية والسياسية الناضجة يتذوقها ويتلذذ منها شعب الجنوب بالرغم ان هناك أسئلة كان يجب طرحها لمن اتحدوا بعد أن انقسموا . ما هوا جوهر الخلاف الذي مزقتم به الثورة وما هوا جوهر الحل الذي وافقتم عليه لإنهاء الخلاف ،هل شمل الاتفاق على تشكيل منظومة قيادية متكاملة تظهر أمام شعبها تتحمل المسؤولية الكاملة أم اقتصر الاتفاق على شرعية الرئيس والزعيم بلا منظومة قيادية او تستمر مجهولة ، ما هي المشاريع والأفكار والأنشطة الثورية التي اتفقتم على تنفيذها على الواقع ، ماذا بعد التوحد ، ماذا عن الاعتصام ، أم ستستمر الحكاية إلى مالا نهاية ، هل تستمر القيادة مجهولة متخفية لكي لا تتحمل المسئولية ولا تظهر إلا على رأس الاحتفالات بعد كل نجاح ثوري كي تنسب النجاح لنفسها .