تمكنت الحكومة الوليدة في اليمن برئاسة خالد بحاح أمس من أداء اليمين الدستورية بعد تعثر استمر نحو 50 يوما، بسبب الصراعات السياسية وسيطرة المسلحين الحوثيين على العاصمة اليمنيةصنعاء وأغلب المحافظات الشمالية. وأدى 30 وزيرا في الحكومة الجديدة اليمين الدستورية فيما اعتذر 3 وزراء وتغيب 3 وزراء آخرون، بسبب سفرهم خارج اليمن وواجه العديد من الوزراء المعينين ضغوطا حزبية مورست عليهم للحيلولة دون مشاركتهم في هذه الحكومة وإعاقة أدائهم اليمين الدستورية. وذكرت مصادر إخبارية أن 5 من الوزراء الجدد يحملون الجنسية البريطانية، فيما كان يعيش أو يعمل الكثير خارج اليمن، وتم اختيارهم على أساس الكفاءة والتكنوقراط، سواء كانوا حزبيين أو مستقلين. وأعرب رئيس الوزراء خالد بحاح عن ثقته بتجاوز حكومته لكل العقبات التي تواجهها في ظل الوجوه الجديدة والكفؤة التي تم اختيارها لشغل الحقائب الوزراية، حيث حرص على أن تكون حكومة كفاءات بكل المعايير. وأكد بحاح في مؤتمر صحافي أمس عقب أداء حكومته اليمين الدستورية «ان التباين القائم من قبل بعض القوى السياسية تجاه الحكومة امر طبيعي في هذه اللحظة»، مشيرا الى استحالة تشكيل حكومة تنال رضى الجميع. وقال «روعي في تشكيل الحكومة معايير الكفاءة والخبرة مع إعطاء الشباب والمرأة المكانة التي تتناسب ودورهما الهام تجاه وطنهم وشعبهم». واعرب عن اعتقاده انه ورئيس الجمهورية عملا بشكل مسؤول ووطني في تشكيل الحكومة الجديدة وبموجب تفويض المكونات السياسية لهما والمعايير المقرة . واضاف ان «الحكومة تعي تماما حجم التحديات المتعددة القائمة اليوم في الوطن اليمني بجوانبها الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإدارية، وان الحكومة لديها خارطة طريق لمواجهة هذه التحديات ترتكز في محدداتها على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية» . وقال «ندرك تماما حجم التعقيدات التي تواجه الحكومة ولكن لدينا من العزيمة ما قد يعيننا على تفكيك الالغام المزروعة في طريقنا، في الوقت الذي نثق فيه بتعاون ودعم مختلف المكونات السياسية والشرائح الاجتماعية لجهود الحكومة التي ستعمل كل ما في وسعها لتنفيذ مهامها الوطنية وفي المقدمة اعادة الأمن والاستقرار وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق النزاهة في اداء الاجهزة الحكومية». وأكد رئيس الوزراء اليمني ان التباينات السياسية لا تقلقه وان مصدر تفاؤله بنجاح الحكومة هو علاقته الطيبة مع مختلف المكونات السياسية، وادراكه للواقع الديمغرافي بأبعاده المختلفة ومعرفته بطبيعة ابناء اليمن التواقين الى الاستقرار والسلام والتنمية والبناء. وقال: «أنا واثق ان المكونات السياسية ستكون جزءًا من الحل وليس جزءا من المشكلة ، لأن اي نجاح او تقدم تحرزه الحكومة هو نصر لجميع اليمنيين بمختلف تكويناتهم وان فشلها هو فشل للجميع «. وأوضح ان 30 وزيرا ادوا اليمين الدستورية أمس وهناك ثلاثة وزراء آخرين سيؤدون اليمين الدستورية لاحقا نظرا لتواجدهم حاليا خارج اليمن، فيما اعتذر ثلاثة وزراء، وانه لازال حريصا على ان ينضم الوزراء المعتذرون الى الحكومة وسيتم اعطاؤهم المزيد من الوقت لافساح المجال امامهم لامكانية مراجعة قراراتهم. وأوضح بحاح ل(القدس العربي) انه متفائل بتجاوز كل العقبات بما فيها التعاون من قبل جماعة الحوثي وقال «ان جماعة الحوثي جماعة يمنية، وسنتعامل معها على أنها مكوّن سياسي يمني عليها من الواجبات مثلما لها من الحقوق». وأكد أن الحكومة ستبذل قصارى جهودها لتحقيق طموحات الشعب اليمني على قدر الامكانيات المتوفرة، وطالب دول الجوار والمانحين الدوليين بدعم هذه الحكومة التي تمثل كل اليمنيين وتشكل بارقة أمل لهم جميعا للخروج من المأزق الراهن. وكانت جماعة الحوثي المسلحة وحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح اعترضت على تشكيل هذه الحكومة ومارست ضغوطا شديدة على بعض الوزراء الجزبيين الذين تم اختيارهم لإجبارهم على الاعتذار عن المشاركة في هذه الحكومة، غير أن العديد منهم رفضوا هذه الضغوط وقرروا الانضمام الى هذه الحكومة التي يمكن أن يطلق عليها حكومة (الانقاذ الوطني)، وأصيب صالح والحوثيون بخيبة أمل جراء فشلهم في إعاقة التئام الحكومة، بعد الفراغ الحكومي الذي استمر نحو 50 يوما، وتعثر تشكيلها مرارا وممارسة الضغوط عليها من قبل مختلف اللاعبين الرئيسين في الشأن السياسي في البلاد وفي مقدمتهم الحوثيون والرئيس السابق علي صالح. * من " خالد الحمادي"