من محاسن هذا الزمن السيء جداً جداً بالنسبة لنا كجنوبيين هو أنه كشف لنا معادن الرجال وأستبيَن لنا ما كان متخفِّي قبل سنوات وعلى نحو لا يمكن المغالطة فيه، فهذا أسود حالك وهذا أبيض ناصع وما بينهما رمادي يدَّعي الحياد ولا بارك الله لمحايد في بلد طغى عليه الحيف وأستفاض فيه الباطل . فاليوم اليوم ونحن على مفترق طرق إما السير بهامة مرفوعة في طريق استعادة الدولة الجنوبية المعاصرة التي تكفل الحرية والعيش الكريم والآمن لأبناء الجنوب أجمعين وإما السقوط المروّع في فخ الفيدرالية الذي نصبه المُحتل وأعوانه لكشط قضية الجنوب نهائيا من على الوجود !. اليوم اليوم بلغنا الاختبار الكافي لمعادن الرجال فبتنا نرى وبكامل الوضوح الرجال الحقيقيين والذين يدعون الرجولة على حقيقتهم !. والمجد لله في الأعالي فهو الذي يُبصِّرنا أين نتجِّه لنستعيد حقنا المسلوب فعليه نتوكّل وهو ناصرنا طالما عرفنا طريق الحق واستمسكنا بالرجال الأحرار الذين خبرناهم أوفياء لدماء شهدائنا وجرحانا وقضيتنا طيلة الزمن المنصرِّم من عمر ثورتنا المجيدة فيما كنا في الوقت نفسه على حذر وريب من الذين يدعون الرجولة وهم ليس اهلاً له ! . فاليوم اليوم وفي الغد أيضا لن يكون بمستطاع هؤلاء ومن يشايعهم او يناصرهم أن يذر الرماد على أعيننا مهما ضخ المحتل إلى جيوبهم من مال ،كما ان المدَّعي بالحيادية في هذا الوقت الحساس من تاريخ ثورتنا لن تشفع له حياديته فالمسلَّم به دائماً انه لا حياد بين الحق والباطل ومن يرتضي لنفسه أن يكون محايد في هكذا وضوح إنما هو في الواقع منافح عن الباطل وان ادَّعى غير ذلك . أبيض - أسود يا رجال في هذا الظرف القاسي الذي تواجهه ثورتنا الجنوبية فليس هناك لون ثالث لا رمادي ولا قرمزي ولا بنفسجي ولا أي لون آخر يمكن التذرُّع به، وأبناء الجنوب الابي قد حددوا خيارهم وبكامل الوضوح منذ ان أعلن رئيسهم الشرعي / علي سالم البيض فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية في يوم 21مايو 1994م، كما أن ابناء الجنوب خلال هذه الفترة الممتدة من ذلك اليوم إلى اليوم قد خبروا رئيسهم الشرعي بما يكفي ويزيد من انه يمضي على دربهم ولن يحيد عنه قيد انملة ، ويقابل هذا معرفة تامة لأبناء الجنوب باولئك الذين ادَّعوا ويدَّعون تمثيلهم زيفاً لأبناء الجنوب كيف تساقطوا وانبطحوا امام المحتلين لقاء مصالحهم الشخصية . اليوم اليوم بات الشعب الجنوبي أكثر نضجاً ودراية ومعرفة برجاله الأوفياء الذين سيقودونه إلى شاطئ الاستقلال وليس إلى شط العرب .