ما زالت الهجمات تتوالى على رسول الله صلى الله عليه و سلَّم من أعداء الإسلام في ظل محاربتهم لرسولنا الكريم ، والتي تسلك جميع السُّبل للقضاء عليه من قلوبنا المليئة بحبه بأي وسيلة كانت، حتى وصل الأمر بهم إلى الاستهزأ والسخرية منه مرة أخرى من قِبَل صحيفة شارلي ابدو الفرنسيه ولها سلسلة رسومات سيئة على رسول الله وتاتي من عام عام 2006، حتى 2015 تأتي العمليات الإجرامية بدعوى الانتقام!. رسول الله أتى رحمة للعالمين عليه الصلاة والتسليم لقد حاول هؤلاء أن يعطوا تصوُّراً سيئاً ومغلوطاً لأتباعهم وشعوبهم النصرانية و اليهودية عن نبي هذه الأمة و هذا الدين العظيم الذي أنزله الله للعرب والعجم و خلقه أجمعين ، إن هدفهم من الإستهزأ و السخرية هو الطعن في نبوته، والقدح في رسالته، وإسقاط دعوته التي هي محفوظة من عند الله من سابع سماء،و صد الناس عن اتباع الحق المنزل من عند الله وتشويه الإسلام إلّا إن هذه المحاولات باءت بالفشل وأنقلب السحر على الساحر وأزداد الإسلام انتشاراً نتيجة حب المجتمعات الغربية للقراءة و الإطِّلاع ومعرفة الحق فرأوا أن دين محمد دين الحق ، فواجبنا نحن المسلمون أن نعرفهم بسيرة رسولنا الكريم صلى الله عليه و آله وسلَّم خاتم الأنبياء والمرسلين ، و أن الله لم يخلق الخلقَ عبثاً، ولم يُنزِّل الشرائع على الرسل عليهم الصلاة والسلام للتسلية، إنما خلق اللهُ الخلقَ ليعبدوه وحده لا شريك له، ويتبعوا رُسُلَه ويعظموهم، وأخذ الله عزَّ وجلَّ الميثاق على الأنبياء أن نؤمن بهم وننصرهم ، قال -عزَّ وجلَّ-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ){آل عمران: 81}. ولكن أغلب صحف أهل الكتاب حرفوها والبعض أخفوها حتى لا يصدق الناس بالكتاب المصدِّق لما مع الانبياء ، فقال الله عنهم: (وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ). رسولُ الله محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلَّم شرَّفه الله واكرمه بأنه هو آخر الانبياء والمرسلين من عند الله واعطاه افضل معجزة ألا وهي"القران الكريم" وحفظها الله سبحانه تعالى . ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)) وكان فَضْلُ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على العالمين عامة، وعلى أمته خاصة ، فقد كرَّم الله الخَلْقَ بهذا النبيِّ صلوات الله وسلامه عليه فاخرجنا من الظلمات إلى النور. وفَضّلُنا الله بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم على أهل الكتاب ، فإنه رحمة لنا، لأنه انقذنا من الجهل وأقام العدل بيننا، و حرر الناس من الاستعباد الذي كانوا عليه، وقد أخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد. وبُعِثَ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليُحِلَ لهم ما كانوا حرَّموه على أنفسهم من الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث مما هو خبيث ضار عليهم، وقد جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالتسامح والإخاء ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانوا عليها. فقد ذكر الله تعالى رسول الله بكل الكتب المنزلة من عنده والتي قاموا بتحريفها ولكنهم لم يستطيعوا تحريف اسم رسول الله - قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . . حقوق رسول الله علينا كثيرة لا تعد ولاتحصى ومهما عملنا من اعمال له فنحن سوف نظل مقصرين لما عمله رسول الله من اجلنا ففي يوماً من الايام " بكى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقالوا له :ما يبكيك يا رسول الله ؟ قال: اشتقت لإخواني قالوا: اولسنا إخوانك يا رسول الله قال: لا أنتم أصحابي أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني" بكى عليه أفضل الصلاة والسلام تشوقاً لنا وحباً لنا،فقد بكى رسول الله ولم يرانا ونحن نرى يومياً من يتطاول عليه من المسيحين ويكون رد بعض الأخوة من المسلمين بالتفجير أو السخرية من المسيح و الدين المسيحي إنهم بعملهم هذا لا يخدمون الإسلام و لا ينتصروا للنبي صلى الله عليه و سلم بل ينقلون للغرب فكرة خاطئة عن الإسلام و المسلمين مما يجعلهم يعتقدون ان رسول الله هو من علمنا هذا ، وياخذون الفكر الخاطىء عن الاسلام والمسلمين ، لو كان النبي بيننا هل كان سيستخدم العنف معهم ؟؟؟ فلنرجع و نقرأ سيرته العطرة و كيف تعامل مع الذين سخروا منه و استهزأوا به و حاربوه وهو حي قبل اكثر من 1400 سنة .... وإلى يومنا هذا نرى البعض من المسلمين يحاربون أخوانهم بالتكفير والتشريك بالله وتفجير أنفسهم وهم يحتفلون بيوم مولده عليه افضل الصلاة فيكفرون ويقتلون كل من يحتفل بمولده وكل من يفرح بهذا الشهر الشريف بداعي أنها بدعة وهو دليلهم على أطرف لسان أصغر طفل بينهم كل بدعة ضلالة ولكنهم نسوا أو تناسوا قول رسول الله صلى الله عليه و سلَّم : ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) و طالما المولد لا يخالف الكتاب والسُّنّة فهو جائز و بدعة حسنة . و إلى كل من يشجع الأعمال الإرهابية التي تم عملها في فرنسا وتم قتل 17شخص وكان اثنين منهم مسلمين واحد عسكري والآخر يعمل في مطعم وهذا الهجوم قد اسموه إنتقام لرسول الله وماهو إلا سب وقدح في رسول الله وتشويه له ولنا نحن كمسلمين بأننا ارهابيين ،لايحق لأي مسلم أن يقتل رجل سب الله أو رسوله لأن رسول الله ضربوه وسبوه ورموه بالاوساخ ولم يقتلهم او يدعي عليهم وإنما كان يدعي لهم بالهداية وهو الأحق بقتلهم بذاك الوقت. وعندما مسيحي يسب رسول الله لأنه لا يعرفه و يفتح التلفاز ويرى الأخبار يرى الخوارج يذبحون الرجال ويسبوُن ويبيعون النساء وعندما يسأل من حوله من هؤلا ؟؟؟ فيقولوا لهم : هؤلا أصحاب محمد فكيف بالله عليكم يتصور هؤلاء رسول الرحمة المنزل من عند الله فبدلاً ان نعرفهم برسول الله يقوم بعض الخوارج بقتلهم ويقتل 17 رجل أغلبهم ليس لهم ذنب و حتى لم يقتلو الرسام فبالله ما فائدة الهجوم . كل يوم نسمع من العرب والمسلمين الذين أمامنا يسبون الله ورسوله والملائكة وغيرها وهم مسلمون و الإسلام براء منهم و لم نرى تلك الأبواق تحرك ساكناً لإنهاء هذا المنكر الذي نسمعه دائماً ونراه أمام أعيننا ولكن عندما يسيطر الجهل على العقول فاعرف أنه لا حياة لمن تنادي . لقد تزامن هذا الهجوم مع إعتراف فرنسابفلسطين فلماذا في هذا الوقت بالذات الذي قد يجعل فرنسا سبب بعدم الاعتراف بفلسطين ومشاركة بنيامين نتانياهو رئيس وزراء اسرائيل الذي هو أحد أسس الارهاب يشارك ليقول للعالم أنه ضد الأرهاب و أن فلسطين هي منبع الإرهاب فيصبح هنا من سابع المستحيلات إعتراف فرنسابفلسطين. وفي النهاية نسأل الله لنا ولكم الهداية والإتباع الصحيح لرسولنا الكريم وصلى الله على سيدنا وشفيعنامحمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .