اذا كانت السلطات المحلية في محافظات الجنوب ومعهم بالضرورة اللجان الشعبية يتخذون مواقف ملتبسة وغير حادة تجاه السلطة في صنعاء بهدف التخفيف عن هادي ومن معه من الجنوبيين المختطفين في صنعاء , او لهدف الانتظار والتراخي حتى يتم الافراج عنهم , فليعلموا يقينا ان هذا الامر لن يتم , وان الحوثي ومعه المخلوع يدركون هذا الامر وسيستمر الحال هكذا حتى يرتبوا هم انفسهم في الشمال وتصبحون انتم في الجنوب في مواجهة الامر الواقع من جديد . وبالتالي فعلى هذه السلطات ومعها اللجان الشعبية والحراك الجنوبي ان يأخذوا الامر مع الاحتلال الى ابعد مدى ,استغلالاً لهذه الفرصة التاريخية التي سنحت لاستعادة الجنوب وكوسيلة لحماية المختطفين في صنعاء , فعليهم ان يقوموا الان وليس غداً بإعلان دولة الجنوب بحدود العام 90م وتشكيل مجلس رئاسة يتكون من البيض وعبدربه منصور والعطاس والجفري والنقيب وحسن باعوم ومحمد علي , ليختاروا هم من بينهم فيما بعد رئيس للمجلس ,,ويشكلوا حكومة كفاءات تدير الجنوب وتدافع عنه , ويتم صفع العالم كله الذي يصم اذنيه عن ما يحصل بهذه الخطوة على وجهه , ويتم وضع قضية الجنوب على طاولات المحافل الاقليمية والدولية ومعها وضمنها قضية المختطفين في صنعاء , وهذا يمثل استغلال جيد لهذه الفرصة التاريخية وكذلك هو الضمانة الوحيدة لحماية المختطفين في صنعاء ووضع قضيتهم بنظر العالم كله ..
اما اذا كانت هذه السلطات ومعها اللجان لا تزال تأمل في ان يتراجع هادي عن استقالته وبالتالي يعودون ادراجهم للعمل كمستخدمين مع السيد الجديد في صنعاء كما حصل سابقا لمرتين متتاليتين , وهذا هو الارجح , فأن المسؤولية الوطنية والمهمة الملحة تنتقل بالضرورة الي قيادات الحراك الجنوبي الذين عليهم ان يتصرفوا بشجاعة ومسؤولية ولو لمرة واحدة في تاريخهم ,ويبدؤون في فرض امر واقع في الجنوب , فالفرصة مواتية والعدو في اضعف حالاته , ويكفوا عن لعبة الاغبياء والجبناء التي يلعبونها في انتظار من يأتيهم بالجنوب ,, عليهم ان يتحملوا مسؤولياتهم ويقودوا بأنفسهم عملية السيطرة على الارض مهما كانت التضحيات وان لا يسمحوا لأحد ان يربط الجنوب بكعب عبد ربه منصور هادي يذهب معه حيث ذهب , فالجنوب ليس ورقة للعب وهو اكبر من يستغل في لعبة الابتزاز الى درج عليها بعض ابنائه وخصومه .
ما يتاح للجنوبيين اليوم من فرص لاستعادة وطنهم لم تتاح لغيرهم من الشعوب التي تحمل قضايا عادلة , وبالتالي فأن اهدار مثل هذه الفرص يمثل خطيئة تاريخية ستلعن الاجيال من كان من الجنوبيين في وضع يمكنه من الاستفادة منها ولم يفعل ,, دعوا الخلافات والإمراض والأنانية ودعونا نستعيد وطننا ومعه مستقبلنا ومستقبل اولادنا .
قيادات الحراك عليها ان تعلم ان ما قبل 22/يناير /2015 لن يكون كما بعده , فإذا اهدروا هذه الفرصة فسيضربون بالنعال في شوارع عدن وحواريها اذا اتى من يتحدث منهم عن الجنوب او عن حراكه السلمي بعد ذلك , فقد سأم الناس الشعارات الفارغة والخطب الرنانة والتصعيد الوهمي الذي تتوعدون الاحتلال بها منذ 2007 ولم نراه ابداً .
اما ان تتحملوا اليوم مسؤولياتكم بشجاعة وجميعنا معكم بأنفسنا وأهلنا وأموالنا وما نملك وأما ان تصمتوا والى الابد ,, فقد بلغ صبر هذا الشعب عليكم منتهاه .
