قالت الباحثة المصرية سحر رجب فى مقالة لها تنشرها صحيفة (عدن الغد) بعنوان"ماذا يحدث لو رفضت صنعاء مشروع الفيدرالية" الحل الإستراتيجي الأنجع لحل مشاكل اليمن و القضية الجنوبية المتعصية عن الحل ،بدلا من إلا سيتولى المجلس الرئاسي شخصية جنوبية مؤتمريه تبقى اليمن في أزماته الأبدية وتضع القضية الجنوبية فى محك خطير، والقوى المتنفذة ستظل المعرقل الأساسي لقيام بناء دولة (يمن اتحادي)". يبدو أن مشكلة الفراغ الدستوري الذى حدث في اليمن منذ عدة أسابيع أربكت العملية السياسية في اليمن برمتها ..هذه الربكة تنذر بخطورة انهيار اليمن فى أية لحظة لبلد يعانى ما يعانى من تحالفات وارتدادات ووضع اقتصادى منهار ..انفلات امنى ..تشرذم وانقسام ..جنوب ينادى بالانفصال واستعادة دولته ..انتشار ميليشيات من كل صنف ولون ، مما جعل أنصار الله التي أصبح لها اليد الطولي فى اليمن بعد اقتحام صنعاء والضغط على الرئيس هادى بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة مما ادى إلى تقديم استقالته هو وحكومته ووضعهم تحت الإقامة الجبرية فى ورطة لا تحسد عليها ، فالفاعل الجديد ينقلب و يتسلط على كل مجريات الأمور بوعي أو بدون ويهدد الجميع اجتماعات واتصالات رسمية تتم على قدم وساق بين الرئيس على ناصر محمد المتواجد حاليا في العاصمة المصرية القاهرة مع مختلف القوى السياسية اليمنية وكذلك مشاورات رسمية مع وفود لأطراف سياسية مختلفة يمنية ودولية ، تحث الرئيس ناصر على الموافقة على توليه حكم البلاد عبر رئاسته لمجلس رئاسي ، وتحمل العبء الذى يلقى علي كاهله في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها اليمن . يقال أن الرئيس ناصر يرد دائما بإجابة شافية مانعة بأنه لا يريد سلطة ولا حكم بل انه لديه مشروع وطني هو مشروع الفيدرالية الذى اقره مؤتمر القاهرة 2011 ، ويتساءل هل القوى السياسية اليمنية قادرة على قبول مثل هذا المشروع والتعاطي معه وتعزيزه باعتباره المشروع الوحيد الذى يجنب اليمن ما لا يحمد عقباه وإذا وافقت القوى السياسية فان لكل حادث حديث . ودائما ما أكد ناصر للوفود انه إذا كان يريد سلطة ، فالسلطة عرضت عليه في 1994 ، وكذلك في 2011، فالفيصل ليس تولى السلطة بل الضمانات التي تهيئ العمل لتنفيذ أو تطبيق هذا المشروع الذى ينادى به منذ 2011 " مؤتمر القاهرة " لكي يضمن انه سينجح في تخطى الأزمات التى يعانى منها اليمن . ومشروع الفيدرالية يراه المحللون السياسيون المنقذ الوحيد لهذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد والعباد ، ويؤكدون أن ناصر رجل ذو نظرة ثاقبة ، سياسي محنك ثابت على موقفه لا يغيرها كما يغيرها البعض بالتأرجح بين المشاريع المختلفة انه منذ اندلاع الحرب بين الشمال والجنوب في 1994 قال لعلى عبد الله صالح "أنت انتصرت عسكريا .. ولم تنتصر سياسيا .. أرجو أن تفتح نقاش واسع مع الجميع.. عليك أن تقيم مصالحة بين الأطراف بأسرع وقت ممكن مع ازالة الاثار السلبية التى سببتها الحرب جعل الجنوبيين شركاء فى المرحلة القادمة وهو ما يحدث ....." كما نصح الرئيس عبد ربه منصور المستقيل عندما أرسل له توصيات مؤتمر القاهرة التي تضمنت 21 بندا طالبه فيها بسحب المعسكرات من المدن الجنوبية " التي تدار فيها الحرب في هذه الأيام " في مديرية ردفان محافظة لحج ، وكذلك اللواء ضبعان فى محافظة الضالع هذا اللواء الذى قصف في ليلة عزاء معزين وقتل 21جنوبى الذى لازال حتى هذه اللحظة يشن الهجوم من حين لأخر على أبناء المدينة . كما طالبه بإعادة الحقوق إلى أهلها .. وإزالة أثار حرب 1994. السؤال المحوري الذى يطرح نفسه في هذه المعضلة التي يمر بها هذا البلد الفقير هو هل هناك تخوف من صنعاء من مشروع الفيدرالية ؟ الذى يتمسك به ناصر باعتباره الحل الإستراتيجي الأنجع لحل مشاكل اليمن المتراكمة منها القضية الجنوبية المتعصية عن الحل الذى يعتمد المشروع حلها بأنه أساس من أسسه ، وكذلك مشكلة صعده واستتباب الأمن والاستقرار ، فهو الحل الدائم والمقبول في الوقت الراهن، أم أن صنعاء تريد أن يبقى الحال كما هو عليه عن طريق البحث عن شخصية جنوبية أخرى تبقى مشاكل اليمن كما هي وستكون من المؤتمر الشعبي العام وبهذا تضع القضية الجنوبية في محك خطير. ويرى البعض انه في حين رفض صنعاء مشروع الفيدرالية سيدفعون الثمن عن طريق أن اليمن سيبقى في أزماته الأبدية وسيذهب الجنوب إلى الانفصال حتما . وفى الختام ناصر مازال الشخصية الجنوبية الأكثر حظا من غيره لتولى رئاسة المجلس الرئاسي حيث يرى أن معظم الجنوبيين يقبلون توليه هذا المنصب وبالإضافة إلى ما لديه من شعبية واسعة فى الشمال ولكن ما زال النقاش مستمر حول الضمانات وقبول مشروعه وتهيئة المناخ للتعاطي معه ، ومما لا شك فيه أن عدد من القوى النافذة في صنعاء " سياسية أو قبلية " تتخوف ممن سيأتي بمشروع ينتهج بناء دولة ويقدم حلول جذرية للازمات والمشاكل التي تعانى منها البلاد منذ زمن باعتبارها حلول إستراتيجية . ومن خلال لقاءاتي مع عدد من سياسي اليمن " شمال وجنوب "المتواجدين في القاهرة وحديثهم بان هذه المرحلة الحرجة بحاجة إلى شخصية استثنائية لإنقاذ السفينة اليمنية من الغرق وهذه الشخصية تنطبق على ناصر، مع الاعتراف بان القوى المتنفذة في اليمن ستظل هي المعرقل الاساسى لقيام بناء دولة على أسس صحيحة " يمن اتحادي ".