يطلبون مني الصمت في محكمة قاضيها مقيد اليدين و مكفوف العينين يناقش قضية وجودي أنا بين صفوف الحاضرين حاولت المشاركة في خطوط المعاناة.. أضعت الكلمات و أصبحت مجرد صدى يحاول الوصول إلى نقطة الحوار ضرب الحاكم مطرقة العدالة لأكف عن الكلام وارضي بحضوري قائلاً: ألست حاضرة حواء؟ ثم صرخ قائلاً: قدوم كارثة يشير بإصبعه تجاهي، و يقول كيف التخلص من هذا الوباء؟ أقلقني الموقف لكني فضلت الصمت وفي خلسة أظهرت أطراف أصابعي الناعمة و لمست كتاب العدالة، أنكسر القيد و رفع الحجاب و تلاشى الضباب تدريجياً نعم حرب باردة اندلعت بسماع الألسن تخترق تعابير الكلام عن موقف اجتماعي احتار الحاكم في إطلاق الحكم فيه حينها قامت الديمقراطية تسدل ستار المساواة في قاعة يستنكرون ظهوره...في ارض واقعها ذكوري دخلت المشاعر خلسة عبر النافذة في هذه اللحظة و أمطرت السماء شعور و أحاسيس... تسلقت الإمكانية فروع شجرة العدالة و أثمرت لحظة استقرار لتواسيني نطقت الزهور في لحظة غضب الرجل، كلمات نثرت أزكى الروائح ليأتي الريح و يسكر بها أقسى قلب عرفه التاريخ وقفت أميرة وراء قفص الاتهام تحكي قصتها عن زمن أحتار فيها التاريخ في خيمة الأمس و هي تحمل بذور البداية لولادة جديدة في عالم التذمر وقالت الم أعطيك أجمل أيام عمري حين كنت ورده في بداية تفتحها، لتزين بها طاولة حياتك ألم يحين الوقت لتدفع ثمن عبوديتي اليوم؟ هل أنت معي أم ضدي؟ اليوم أنا امرأة ذات تاريخ تسلحت بعصر العولمة و تدميرها إذ لم تعد تعكس الواقع أخبرني أيها المتحضر شكلياً هل تجد الجرأة بمشاركتي دفة القيادة لإرساء مركبنا إلى شاطئ الأمان؟ أم تفضل الوصول إلى حافة الموت كبره لا أكثر حينها دخلت الحكمة محور الكلام وأطبق القاضي حكم الإفراج، فاكتسحت الصمت أمام ذهول الآخرين.. لأمارس حق شرعي كان ينتظرني منذ قرون صمت قتل الكلام و انتصر