كشف رجل الاعمال يحي الحباري الامين العام لمؤسسة السجين الوطنية عن الاوضاع المزرية التي يعيشها السجناء في مختلف السجون بالمحافظات والتي وصفها بالسماسر والملاجيء الغير انسانية , منوها الى ان هناك مايقارب 14 الف سجين يعانون من امراض الجرب وامراض جلدية اخرى بسبب انتشار الحشرات وانعدام الحد الادنى من النظافة. مشيرا لدى افتتاحه يوم الخميس الندوة الخاصة باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد الاطفال التي نظمتها المؤسسة بالتعاون مع وحدة التطوع بشبكة النماء اليمنية للمنظمات الاهلية ومؤسسة طفولتي ومبادرة القانون الاول تحت شعار "اطفالنا بين الواقع والطموح".
انه يوجد في كل زنزانة مايفوق الاربعمائة سجين ويستخدم الحمام الواحد قرابة الخمسمائة سجين, معتبرا هذا الوضع جريمة كبيرة في حق السجين الذي يعد انسان بالدرجة الاولى.
واوضح الحباري ان الاحداث الجانحين في السجن المركزي والذي يصل عددهم الى لمائتين سجين يقاسون اوضاعا مزرية ايضا, وتتركز معظم قضاياهم في القتل وقطع الطرقات والنهب كونهم ينخرطون في عصابات قطع الطرق.
واعلن انه سيتم الافراج عن 38 سجين معسر بينهم خمسة احداث بمبلغ 45 مليون ريال خلال الاسبوعين القادمين, داعيا جميع الاطراف السياسية في البلاد الى الابتعاد عن المناكفات والمماحكات واخراج اليمن من الازمة السياسية التي يعيشها قبل ان يتحول اليمن الى وكر للعصابات والناهبين وقطاع الطرق من اطفال اليوم الذين اهملوا وتركوا ليتحولوا الى ارهابيين ومجرمين في المستقبل.
فيما تحدث الدكتور علي الشرفي عضو امناء مؤسسة السجين الوطنية عن دور الاصلاح العقابي في اعادة تأهيل وتدريب الذين يتم الزج بهم في مؤسسات الاصلاح العقابية , مؤكدا على اهمية وجود انظمة شاملة لجعل مؤسسات العقوبات قادرة على القيام باعمالها واهدافها , منوها انه لايجوز ان يعاقب السجين باكثر من مجرد سلب حريته والا يتعرض لاي ايذاء او انتقاص لكرامته.
واشار الشرفي الى العنف الذي يمارس ضد الاطفال الجانحين في دور الرعاية منوها الى ضرورة ايجاد جزاءات عقابية رادعة تجاه كل من يمارس ضد هؤلاء الاطفال أي ايذاء او عنف لفظي او جسدي او أي شكل من اشكال العنف المختلفة.
وتطرق مدير دار الرعاية الاجتماعية بصنعاء محمد العرافي الى استقطاب الجماعات الارهابية والمسلحة للجانحين فور خروجهم من الدور الاجتماعية واستغلالهم في الاعمال التفجيرية ومخططاتهم الاجرامية لسهولة تطويعهم واستغلال احساسهم بنبذ المجتمع لهم للانتقام منه.
وقال ( اذا لم يخضع الاحداث اليوم الى برامج نوعية وكذا جميع العاملين في دور الرعاية تعالج السلوك وتقومه ليكون هؤلاء صناع و بناة المستقبل فانهم سيتحولون الى زعماء عصابات وناهبين وقطاع طرق), متطرقا الى اهمية معالجة قضايا الاطفال الذين لديهم حالات ادمان وان يكون هناك برنامج علاجي لهم وللسلوك الخاطئ لازجهم في الدور دون أي مراعاة صحية .
وناشد الدكتور محمد الغباري الجهات المعنية بمراجعة جامعة صنعاء لاعادة تجربة امتحان السجناء المتقدمين للجامعات بشروطها وجوانبها والتي توقفت منذ ثلاثة اعوام .
هذا وقد تطرقت الندوة لعدة اوراق عمل تناولت مؤسسة السجين في احداها اسباب جنوح الاطفال وابرز معاناتهم في الاصلاحيات المركزية ومراكز الحجز الاحتياطية ودور الايواء, فيما تناولت ورقة مبادرة القانون الاول ظاهرة اطفال الشوارع في اليمن, وتطرقت ورقة مؤسسة طفولتي للتنمية والابداع مؤشرات الوضع الحقوقي للاطفال في ضوء اتفاقية حقوق الطفل الدولية.
هذا ويصادف اليوم الخميس اليوم العالمي لمناهضة تجنيد الاطفال فيما تزال اليمن من أكثر دول العالم التي يتم فيها تجنيد الأطفال بشكل كبير من قبل مجموعات مسلحة مختلفة أو إلحاقهم بالجيش والأمن، وتزداد هذه الظاهرة "بالرغم من عدم وجود أي احصائيات دقيقة لحجم هذه الظاهرة" مع تنامي الفقر والتدهور الاقتصادي الحاد والصراعات المسلحة المتفاقمة مما جعل الأطفال وقوداً لهذه الصراعات المسلحة المنتشرة في البلاد.