• هدية ثمينة لإيران، لإحكام السيطرة على الملاحة البحرية. إن تحوُّل اليمن إلى إمارة ل «القاعدة» (زنجبار) لم يكن صدفة، خصوصاً بعد مقتل ابن لادن في 2011، وتصاعد الأحداث في المنطقة، وتنامي ثورات «الربيع العربي» الممتدة من تونس وليبيا ومصر وسوريا، لتتأجج شعلتها في اليمن، بدءاً بمطالب اجتماعية واقتصادية وسياسية لمعالجة تضخم الفقر أمام صمت جيرانها المطبق، لتجدّ.د «القاعدة» حينها تفجيراتها في وسط اليمن وجنوبه وحتى حدوده مع السعودية، عدا محاولتها اغتيال الصالح، لتزرع الإرهاب والفوضى وتفتيت تلك الثورة الاصلاحية وتحويلها الى حروب بين القبائل بنمط متغيّ.ر، يوازي كل الأنماط التي اتبعتها أنظمة الشرق الأوسط الدكتاتورية، لإنهاء ثورات معارضيها وضبطهم تحت سيطرتها، لكن دخول الحوثيين بقوة في تبَنّ.ي مطالب الشعب اليمني الإصلاحية ورفعها شعاراً لإسقاط نظام الحكم (استقالة عبد ربه منصور هادي) بعد سيطرتها على معظم مؤسساته، ثم تحوّلهم الى أداة إيرانية تهدد منطقة الخليج بأكملها، بعد ارتفاع حدة الانقسام الشعبي والديني في اليمنوالبحرين، مما يحوّ.ل المنطقة إلى هلالين شيعي وسني بحروب مستنزفة للسيطرة على أهم المراكز الاستراتيجية الخليجية، خاصة في خليج عدنوالبحر الأحمر اللذين يشكلان هدية ثمينة لإيران، لإحكام السيطرة على الملاحة البحرية مع بحر قزوين (استنفار غواصات وسفن حربية إيرانية في البحر الأحمر)، إذ يشكّل اليمن أكبر مساحة خليجية بعد السعودية في شبه جزيرة العرب، وبضمّ.ها لامتداد الهلال الايراني المتصل بالعراق، وصولاً الى الساحل السوري اللبناني، ليشكل كمّاشة مطبقة على الخليج العربي! رغم اعتقاد المراقبين لتطور الأحداث الدموية في اليمن بأنها جزء من خريطة الطريق الجديدة للشرق الاوسط التي وضعتها أميركا وحلفاؤها من الدول العظمى، فإن إيران استطاعت استغلالها بتحويلها دفعاً لمسيرة طموحها نحو إحياء امبراطوريتها الفارسية من جديد، بتمددها في البحرين الأحمر والمتوسط، واستقطاب مؤازرة روسية وصينية، بتعزيز ترسانة أسلحتها الصاروخية وتطويرها لاستعادة دورها في المنطقة، ومعالجتها للملف النووي مع أميركا ببرمجة ميزانيتها مع العقوبات عليها وتعويضها عبر وسائط من مبيعات «داعش» النفطية في السوق السوداء، الذي أعطاها بتطرفه الديني الإرهابي الفرصة الذهبية لإظهار قوتها الدينية الناعمة للظفر بتأييد الدول الكبرى لسياستها المتسللة في الشرق الأوسط! إذن، يشكّ.ل اليمن الممتد على مساحة طويلة مع السعودية تهديداً خطيراً مباشراً لها ولدول الخليج، إن تمكن الحوثيون من انقلابهم على السلطة، بمساعدة إيران، في حال لم تتدخل الأساطيل الأميركية لنجدة حلفائهم، أو لحثّ.هم على إحياء المفاوضات مع إيران والتخلّي عن مطالبتهم بإسقاط النظام السوري لتأمين السلام على حدوده مع اليمن بعد حكم الحوثيين! ولكن في حال نجحت المفاوضات، هل تتخلى إيران عن حلمها التوسُّعي في المنطقة؟!