في الواجهة الغربية لهضبة يا فع العليا المنبسطة إلى حد ما , تنتظم في صف جغرافي من صنع الخالق العظيم أربعة مرتفعات في تراتب عجيب يسر الناظرين من حيث توالي الارتفاع لقرى عرهل , المصنعة , القدمة , قرعد وهي قرى تعود حسب التقسيم التاريخي لقبيلة الموسطة الذي يعتمد على التربيع ثم التثمين حيث قسمت القبيلة إلى أربعة مكاتب وكل مكتب يتكون كذلك من مكتبين , وقرية عرهل المشهورة ببيت الحكمة اليافعية والنجاح أهل الخير والعطاء ( آل بن شيهون) هي ضمن قسم الجرادي والقرى الثلاث المتوالية مع عرهل وهي المصنعة والقدمة وقرعد تعود إلى مكتب السعيدي ( بضم السين وكسرالعين و الدال) هذا للدلالة . واليوم وفاء لدماء الشهداء وجراح الجرحى واستشعاراً وتلبية لداعي وطننا الجنوب تقف يافع الشموخ وقفتها التاريخية حيث تتضافر جهود يافع مدد , ثم مدد , أرواح تبذل وتجود بالنفس ودماء تروي تراب الوطن دفاعاً عن الدين والأرض والعرض حيث أبطال يافع في كل جبهات الجنوب يسطرون ويعيدون أمجاد يافع التليدة . يؤازرهم مدد وعطاء غير محدود من أخوانهم الذين هم كذلك يجاهدون بأموالهم التي بها تمد جبهات القتال بالعتاد والإسناد من جهة ومن جهة أخرى تسير يافع قوافل النجدة بما تحمله من الخير الذي يرفد الكثير من أسر أبناء الوطن المجاهدين وكذلك ا لمحتاجين في الضالع وعدن ولحج وأبين وكل محافظات الجنوب , إلى شرف يافع باستقبال آلاف اللاجئين وعلاج ورعاية الجرحى في مستشفياتها وتقديم العون لمرافقيهم وكل ذلك ضمن واجب يافع الوطني في الدفاع عن أرضها و أهلها في الجنوب العربي وفي تناغم رائع بين أبنائها كل أبنائها في الوطن وفي بلاد الغربة . والحمد لله فوق ذلك ومن فضل الله وكرمه ليافع وهو الأهم , نقاء يافع اليوم من أي دخيل خارجي محتل أو خائن داخلي إذا صح لي التعبير . وما يهم اليوم هو واجب تقدير الجهود العظيمة المنظمة التي تستحق من كل يافعي ومن كل جنوبي كتابة نجاحها وتقدير روح مبادرة أصحابها وتسجيل سبقهم للعطاء وسبقهم لتعزيز روح التآزر الجنوبي , وفاء لتضحيات أبناء الجنوب ولكل شبر على أرض الجنوب . فحيوا معي أبناء هذه القرى اليافعية العريقة المترابطة والمتآزرة تاريخياً لما يجمع أهلها من دم قربى وصلة رحم وجوار منذ مئات السنين حتى إنك ترى ملامح الإخاء على محيى أبناء ( عرهل والمصنعة والقدمة وقرعد ) الظاهرة في سمات أي منهم وكأنهم أبناء أسرة واحدة . لكني اليوم أسجل تفوق قرية المصنعة على ما صنعت من جميل لا على القرى المجاورة لها بل على مستوى يافع عامة ( مالكها وقاصدها ) . وقرية المصنعة من قرى يافع التاريخية وهي قرينة تاريخياً لجارتها قرية (القدمة ) التي بها دار آل النقيب مشايخ قبيلة الموسطة المعروفين تاريخياً بحسن قيادتهم لقبيلتهم بل (قبيلتنا اليافعية) التي هي ركن من أركان يافع بني مالك الخمسة كما هو معروف . وهنا اليوم أسجل لأبناء قرية المصنعة قصة نجاحهم في تنظيم عطائهم الكبير وجهودهم الوطنية المشرفة كشهادة للتاريخ وكما عرفت بصدق عن أخواننا أبناء قرية المصنعة والتمسته من جارهم القريب إن أهم أسباب نجاحهم هو روح الإخاء الذي يسكنهم ويجري في عروقهم وهم في قريتهم يشكلون أسرة واحدة مترابطة خالية حتى من الغل , ولعل الله سبحانه وتعالى أكرمهم ونزع الغل من قلوبهم في الدنيا قبل الآخرة وهم اليوم إخوان متراحمين . وذلك ليس بغريب على أبناء قرية المصنعة لما لأبنائها اليوم من حضور طاغي سواء في عمل الخير أو في العمل الوطني الذي عليه يتنافس أبنائها للعمل بكل إيثار ومبادرة وعطاء , ومن منا لا يقدر دور آل بن شعيلة المتمثل اليوم بدور أبناء الشيخ صلاح جابر بن شعيلة وهم وأبناء عمومتهم شرف ليافع وأبنائها , وأبناء الشيخ صلاح جابر النجباء اليوم نار على علم لما يبذلون من جهد وعطاء جعله الله في ميزان حسناتهم جميع .. ..وكذلك أخوانهم النجباء الأوفياء الكرام الذين لا يقلون عن أبناء عمومتهم شرف وعطاء وبذل وهم كذلك من أعيان الموسطة وصناديدها من آل الهويد إلى آل السيسي وآل بن غرامة وآل الغالبي وآل القطيبي و آل الصافي لهم منا كل إجلال وتقدير واحترام . فلقد كان لأبناء قرية المصنعة السبق في تنظيم جهودهم وبذلك نالوا سبق الشرف والرياده في تسيير قوافل البذل والعطاء والمدد من يافع وباسم يافع إلى أخوانهم في الضالع بكل سخاء وصدق مشاعر أخوية وكذلك نجدتهم لأبناء التواهي والمعلا والقلوعة يوم ( نكبة السفينة ) إذا جاز لي التعبير ,حيث استقبلتهم لجنة إغاثة من أبناء قرية المصنعة في مدينة البريقة ووزعه لهم سلال غذائية بأكثر من ( 40) مليون ريال وهم بذلك يؤدون واجبهم الوطني الذي يحتمه عليهم دينهم وأصالتهم . ومن الجهود المميزة لابناء قرية المصنعة تنظيم حملاتهم وتمييزها بالدعم الموجة إلى الضرورات المهمة والملحة ومن أهم حملاتهم التي يسجل لهم بها السبق والتميز هي : تكفلهم بدعم أسر رجال المقاومة المرابطين وقد تكفلوا بدعم (( 800 )) أسرة بمبلغ وقدره عشرين ألف ريال يمني لكل أسرة أي بمبلغ إجمالي (( 16 )) مليون ريال يمني . لقد ضربت هذه القرية مثلاً رائعاً في الترابط والتلاحم والإخاء والانقياد , وأنا هنا أكتب اليوم عنها وقصدي ونيتي العالم بها الله , فبعد الشكر والعرفان لأبناء قرية المصنعة غايتي الحث والاقتداء والتنافس لعمل الخير ولمثل هكذا عمل منظم صادق حتى يعم كل قرى يا فع ومدنها . وأنا واثق ومطمئن لكل الجهود المبذولة من هامات يافع ورجالها وشهامة أبنائها ومقالي هذا لا ينقص ولا ينتقص من جهود عظيمة لأبناء يافع الكرام بل يشد ويشكر كل يافعي وكل أسرة يافعية من أسر الشهداء والجرحى التي قدمت فلذات أكبادها, إلى أسر المرابطين في رباط الجهاد اليوم من كل قرية وبيت يافعي يسطرون مجد يافع وتاريخها ويصنعون انتصارات الوطن فداء للجنوب وأهلها , وكذلك تحية إلى أبناء يافع المغتربين الذين هم كذلك شركاء في الجهاد بأموالهم اليوم بل وأرواحهم عندما تتطلب الحاجة ويحين الفداء . وكم نحن اليوم بحاجة إلى التنافس الشريف حتى تمتاز كل جماعة منا بعطائها وتتضافر جهودنا في جميع الجبهات وفي ذلك فليتنافس المتنافسون . ختاماً .. تحية لكل جهد يافعي جنوبي منظم وتحية لكل من ساهم بقدر حاجته من أبناء يافع تحية لأبناء قرية المصنعة وكل قرية يافعية ولنتنافس على صنع الجميل بعون الله وفاء وفداء لأهلنا وأرضنا في كل الجنوب العربي .