اشرنا في المقال السابق أن سبب سقوط اليمن هو سقوط النخب السياسية المنحطة التي لا يهمها سوى مصلحتها فقط وليذهب اليمن إلى الجحيم !! المهم أن تعيش تلك النخب المجرمة في حق اليمنيين في أمن وأمان بعيدة عن المصائب والأحداث المؤلمة التي يعيشها المواطن اليمني ليل نهار في الجنوب كما الشمال أو في أماكن اللجوء !! ولنتأمل إلى أي مدى أوصلت البلد ما تسمى بالنخب السياسية (أو القيادات السياسية سمها ما شئت ). فإلى جانب آلات الحرب والدمار التي تطحن عدن من قبل مجرمي الحرب، هناك آلة حرب أخرى تطحن سكان عدن ممثلة بمرض حمى الضنك حيث تمكن هذا الداء من إنهاك جسد مايقرب من تسعة آلاف من سكان عدن الصابرة في حين توفى مايربو على 600شخص بسبب هذا المرض الذي لا يقل ضررا على البلد من ضرر القيادات السياسية اليمنية المنحطة مع عدم وجود للأدوية والأمصال لمكافحة هذين المرضين الخطيرين على اليمن ( حمى الضنك والمنحطين )!! في الوقت الذي يتفرج العالم أجمع على الوضع الإنساني المؤلم الذي تعيشه عدن وبقية المناطق اليمنية !! هذا مجرد نموذج وانقل للقارئ الكريم نموذجا آخرا كما وصلني : يقول احد المسافرين العالقين في منفذ الوديعة بينما كنا في منطقة الوديعة بانتظار فتح ادارة جوازات منفذ الوديعة بدا بعض الحاضرين في اطلاق الاهات و الألم لما يحصل لليمنيين ، اذا بشخص في الثلاثين من عمره من محافظة البيضاء يقول لناسأحكي لكم قصة تنسيكم الضيق الذي انتم فيه و قبل أن يبدأ القصة أجهش بالبكاء لانه يحكي قصة حقيقية حصلت في الحي الذي هو فيه ، قال الشاب كان في رجل يسكن في الحي الذي بجوارنا( في العاصمة صنعاء) في بيت مكون من غرفتين مع زوجته و أطفاله الثلاثة و كان يعمل بالأجر اليومي و حاله مستور و لما جاءت الأحداث الاخيرة و الحروب و انعدم العمل كان هذا الرجل يذهب من الصباح و لايعود الا في الليل و يداه خالية و في ذات ليلة و في وقت متأخر رجع فوجد زوجته تتألم بشدة (الام المخاض ) فأخذها و أسعفها الى مستشفى الخزان في بير عبيد شارع تعزفي العاصمة صنعاء و بسبب تأخر الوقت والاطفال نيام و لا يريد إزعاج الجيران أغلق الباب على أطفاله الثلاثة من الخارج و عندما وصل المستشفى و بعد إجراء الاشعة أخبروا الرجل بان زوجته بحاجة الى عملية قيصيرية بسبب اعتراض الجنين و عليه أن يدفع مبلغ خمسين الف ريال يمني تحت الحساب و لانه لم يكن بحوزته شئ فقد ترجى مدير المستشفى ان يجري العملية وهو سيذهب لتدبير المبلغ و بعد جهد جهيد وافق مدير المستشفى و خرج الرجل من المستشفى ليبحث عن المال و هو لا يدري من أين ياتي به و كان شارد الذهن و بينما أراد العبور للجهة الاخرى من الشارع اذا بسيارة (شاص) مسرعة تدوسه ليلفظ أنفاسه الاخيرة بين عجلاتها و يفر صاحب السيارة و تجمع بعض المارة واخذوا الجثة و ذهبوا بها إلى ثلاجة مستشفى الكويت و بعد مرور سبعة أيام على المرأة في مستشفى الخزان بدا مدير المستشفى يسأل المرأة زوجك هذا يبدو أنه نصاب و الزوجة لا تدري كيف تبرر هذا التأخير سوى باطلاق العنان لدموعها و بدأت القصة تنتشر عن الرجل الذي احضر زوجته الى المستشفى و لم يعد وسمع بها بعض من حضروا حادثة السيارة و بعد أن سألوا إدارة المستشفى عن التوقيت الذي خرج فيه الرجل من المستشفى فإذا هو قريب من وقت الحادثة و اخذ مدير المستشفى المرأة و ذهبوا إلى مستشفى الكويت لكي يتأكدوا من الجثة فاذا بالجميع يتفاجأ بأنه هو لكن الزوجة كانت في عالم آخر هو عالم ما فوق الذهول فلم تصح و لم يظهر عليها أي شئ من التأثر و عندما أخذوها إلى البيت طلبت منهم الانتظار خارج البيت و بعد طول انتظار لم يسمعوا نداء المرأة دخلوا إلى البيت ليجدوا المرأة قد شنقت نفسها و بجوارها أطفالها الثلاثه الذين ماتوا جوعا و عطشا لان باب البيت كان مغلق طيلة السبعة الايام . كانت صدمة عنيفة هزت الحاضرين وكانت القصة محزنة مؤثرة جعلت كل من سمعها يجهش بالبكاء . ولو استعرضنا آلام ومآسي اليمنيين في الداخل والخارج لاحتجنا إلى مجلدات لحصرها !! لكن مع كل هذا هل بقي لدى مجرمي الحرب في اليمن ذرة من إنسانية؟!! وهل بقي في المجتمع الدولي بقية ضمير للتحرك لإنهاء مأساة اليمنيين ؟!! هذا ما نرجوه ... [email protected]