سيدرك كل متابع لمايجري من صراع في اليمن حجم السذاجة لحاكم صنعاء الهادي ،وان الرجل لايدرك حقيقة الصراع ومتناقضاته ,بل انه كان طيلة فترة حكمه لايحمل أجندة سياسية مستقلة،ولو أخذنا على سبيل المثال ،كيفية تعامله مع القضية الجنوبية فترة حكمه ،سنجد السذاجة والغباء متلازمان معا، في تعامله مع هذا الملف . حيث انك تجده لايختلف مع باقي القوى السياسية في الشمال، في طريقة التعامل مع الحق الجنوبي ،بمعنى انه جاد في حديثة عن ان القضية الجنوبية حلت من خلال مؤتمر الحوار ,حيث ان باقي القوى في الشمال تسعى لاختزال الحق الجنوبي أو إجهاض ثورة الجنوب ،لأنها تدرك بان مايتطلع إليه الجنوبيين يضر بمصالحهم الشخصية والعامة ،فهم ظلوا يتفقون في هذا الاتجاه ،وهذا ليس لأنهم وحدويين جميعا ،فقط لأنهم يدركون حقيقة ،ان الشمال شمال، والجنوب جنوب ،وانه لاوجود حقيقي لوحدة على الأرض ،وهذا مالم يدركه هادي من خلال تعامله ،مع قوى الحراك الجنوبي وقواه الحقيقية ،من خلال محاولاته استنساخ حراك يتكيف معه في التعامل مع ملف القضية الجنوبية ،حيث ظل هكذا يستخف بهذه القضية السياسية التي ثأر لها ملايين الشعب الجنوبي من شرقه إلى غربة،والحديث عن سياسة هادي يطول ولكن من خلال تناولنا لكيفية تعامله مع قضية شعب الجنوب ،الذي هو يفترض جزء منه ،حيث حاول هادي تجاوز الواقع الجنوبي ،وإضعاف قواه ، من خلال استمالته لبعض القيادات والناشطين ,فترة حكمه ،أو التأثير على الإعلام الجنوبي من خلال المساومة والضغط . وهناك قرائن كثيرة تدلل على ذلك،فقط مانود تلخيصه بأن هادي خلال أكثر من ثلاثة عقود في صنعاء ،لم يفهم حقيقة قوى الشمال السياسية وخبثها نحو الجنوب ،فيما الإنسان العادي في الشارع الجنوبي ،أصبح يدرك النوايا الحقيقية للعلاقة مع الجنوب ،ولانجد تفسير منطقي لذلك الا ،اما ان هادي لايفقه في السياسة وما يدور في أروقتها ،أو ان هادي لمجرد أداة تدار وفق أجندة أخرى ،ليس لها علاقة بالمصلحة الجنوبية البته ,والكارثة وبعد ان وقع الجنوب كله في شرك سذاجة هادي ,وبعد ان أثبتت القوى الجنوبية حرصها على وحدة الصف واستقبال هادي لإعطائه فرصة أخرى ،الا ان الأخير لازال يتجاهل تلك القوى الثورية وتضحياتها الجسيمة .
وها نحن اليوم نخوض أشرس حرب ع الجنوب اكتوى منها كل جنوبي ،وأفرزت تلك الحرب حقيقة القوى الوطنية الجنوبية والتي لاترتبط بأي أجندة أخرى،ولكن يبدوا بأن هادي وفريقه لايزالون يراهنون على سياساتهم البلهاء ،من خلال مانلمسه من تجاهل للمقاومة الجنوبية حتى في خضم المعركة والاستبسال والتضحية لازال التوجس الاعمى هو بوصلة هادي التي ترشده الطريق ليصبح اقرب إلى جنرال الحرب الهارب، اما ان الاوان لهادي ان يعي حجم العبث الذي طال الجنوب وشعبة، نتيجة سياسته البلهاء، تجاه الجنوب وشعبه !!؟