بحث ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء السبت ملف الأزمة اليمنية بعد تحقيق تقدم كبير على الأرض والتوجه سياسيا نحو إعادة الشرعية إلى هذا البلد. ويتزامن اللقاء مع تحركات دبلوماسية مكثفة بين القاهرة والخليج بمشاركة وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف لبحث ملفات الصراع في المنطقة وخصوصا سوريا. وبحث الشيخ محمد والجبير عددا من الملفات الإقليمية وفي مقدمتها التحالف العربي لإعادة الأمل في اليمن "لدعم الشرعية للحكومة اليمنية ومساعدتها في بسط الأمن والاستقرار في اليمن والتصدي للجماعات التخريبية التي تسعى لتقويض أسس الاستقرار في المنطقة" بحسب ما أوردت وكالة انباء الإمارات. وأعرب ولي عهد أبوظبي، الذي يتولى أيضا منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية عن "ايمانه العميق بمحورية الدور السعودي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبقناعته الثابتة ان المملكة العربية العربية السعودية تمثل حجر الاساس للخروج بالمنطقة العربية من حالة عدم الاستقرار التي تعصف بها". وأشار الشيخ محمد في هذا الصدد الى اعتزازه بالشراكة السعودية الاماراتية بما يعود بالخير على البلدين والمنطقة، مؤكدا ان "هذا التلاحم الذي نشهده هو ما نصبو اليه والى تعزيزه دوما". وقال ايضا ان "قراءة القيادة السعودية للتطورات في المنطقة هي قراءتنا ومن خلال العمل المشترك الذي يجمعنا مع الرياض والدول الشقيقة بامكاننا ان نحقق الكثير على صعيد استقرار دولنا وتنميتها وازدهارها". والإمارات هي ثاني أكبر دولة من حيث المشاركة في عمليات التحالف العربي في اليمن وتقدم مساعدات عسكرية حاسمة للمقاومة اليمنية التي تستهدف صد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع ايران. كما يبرز الدور الإماراتي في جهود الإغاثة للسكان المتضررين من الحرب التي بدأت في مارس/آذار. وفي مؤشر على بدء استقرار الاوضاع في اليمن، وصل نائب الرئيس خالد بحاح مع عدد من الوزراء السبت الى عدن لإدارة عملية استعادة الامن والخدمات. ونجح التحالف في استعادة معظم عدن الأسبوع الماضي في أول انتصار بري كبير لحملته لإنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من اليمن وإعادة الرئيس عبدربه منصور هادي المقيم في الرياض إلى منصبه. وقال مسؤولون الخميس إن القوات اليمنية مدعومة بالضربات الجوية التي يشنها التحالف استعادت مواقع على مشارف عدن يستخدمها الحوثيون لإطلاق صواريخ على المدينة. من جهة ثانية، وصل كيري السبت الى مصر حيث يسعى الى انعاش الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ثم سينتقل بعدها الى قطر، حيث سيلتقي نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة عن الاتفاق النووي الذي ابرمته الدول الكبرى مع ايران في 14 تموز/يوليو في فيينا. واعربت العديد من دول الخليج عن قلقها ازاء الطموحات الايرانية في المنطقة بعد الاتفاق النووي في فيينا بين ايران ومجموعة 5 1 (الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا). والمهم ايضا في محطة الدوحة ان كيري سيلتقي في العاصمة القطرية لافروف للتباحث خصوصا في الملف السوري. وسيكون هذا الاجتماع المتوقع ان يشارك فيه الجبير مخصصا بدرجة اولى للتباحث بشأن ايجاد حل للأزمة السورية وامكانية تكوين حكومة انتقالية تجمع مختلف مكونات المعارضة لانهاء حقبة نظام الرئيس السوري بشار الاسد في ظل انهيار قواته ووصول نيران المعارضة الى معاقله الساحلية. ومن المرجح ان يكون التقارب السعودي الروسي الذي طفى على السطح مؤخرا دافعا أساسيا لإيجاد صيغة تقبل بها موسكو لإنهاء حكم الأسد والدخول في مفاوضات ومباحثات جدية لتغيير الخارطة السياسية وفق مبادئ جنيف1. وهذه اول زيارة يقوم بها لافروف لمنطقة الخليج منذ الاتفاق على الملف النووي الإيراني.