سيمنّ الله علينا بنصره بإذنه سبحانه وتعالى, وسيكرمنا بحرية نتنفس بعدها الصعداء,ونحطم فيها قيود الأستبداد والظلم والضيم, لاننا أصحاب حق وقضية وهدف ومبدأ, ولاننا لم نول الأدبار, ولم ندس رؤوسنا في التراب كالنعام,ونترك (ديننا) وعرضنا وشرفنا وكرامتنا وهويتنا, بل ذدنا من أجلها بأرواحنا ودماؤنا, وقدمنا في سبيلها الغالي والنفيس, إيمانا منا أن الدين والعرض والأرض أغلى ما يملك المرء, ولاشيء في هذه الحياة يعادلهم مهما غلى ثمنه.. في سبيل كل ذلك سفكت دماؤنا, وأزهقت أرواحنا, وتكدرت حياتنا, وضاقت بنا الدنيا بما رحبت, ومع هذا وذاك (لايهم) فنحن ندرك تماما أن حرية الأوطان وكرامة الإنسان والذود عن الدين لابد من ان نهب لها كل شيء دون تفكير أو تأخير , ونعلم أن كل ما سنقدمه في سبيلها لن يذهب هدر أو سدى, فتضحياتنا سيحيى بها شعبنا وسيرتقي بها وطننا, وستعلو رأيتنا وترفرف خفاقة فوق القمم ورؤوس الأعادي والحاقدين.. معركتنا مع عدونا ربما أستنزفت منا الكثير, ولعلها سرقت من الكثير ودمرت الكثير, ولعلها أدمت قلوبنا, وأبكت أحداقنا, لكنها لن تكون بمثابة معركتنا القادمة, لن تكون بشراستها وقوتها, معركتنا القادمة عدوها يسكن (جنباتنا) ويجول في بيننا, ولن يسهل علينا الخلاص منه مالم (نصّدق) في مواجهتنا معه, ونتحداه بصلابة وقوة وضمير وهوية (جنوبية) خالصة, لاتبحث عن مصالح ذاتية أو مآرب شخصية أو أطماع فردية, هوية تتخطى كل شيء في سبيل (جغرافيا) وشيء أسمه (الجنوب), الجنوب دون غيره من أطماع الذات وأهواء النفس.. تتمثل معركتنا في محاربة تلك الأصوات (النشاز) المقيتة التي تدعوا لشق عصانا وتفريق جمعنا وشرذمة لملمتنا, والتي تهدف لأن تزرع الفتنة والبغض والعداء والكرة فيما بيننا, وتحاول أن (تميز) بيننا وترفع أحدنا على الآخر, وتوغل صدورنا ضد بعضنا البعض, وتنفث سمومها بداخلنا, وتنشر البلابل والقلاقل بيننا, لا لشيء إلا لتعيدنا لنقطة الصفر, وتفشي لغة الإحتراب والإقتتال والثأر فيما بيننا, كي تظل صراعاتنا ونكساتنا ومشاكلنا, وكي لايرتقي (جنوبنا) ولاتقوم له قائمة أو ترفرف له رأية أو يسطع له نجم.. ستضع بين أبناء (جنوبنا) الحبيب حواجز وحدود وتزرع ثقافة العنصرية والطبقية والمناطقية وتقلب بين صفحات الماضي وتذكي نارا أخمدها الجنوبيون حينما تصالحوا وتسامحوا وسموا فوق كل الصغائر,وتناسوا الماضي وطووا صفحاته وإلى الأبد,وستحيل أمجادنا وثورتنا وقوتنا وتوحدنا (الجنوبي) إلى فوضى ومناطقية وعبثية وكيدية لن يسلم من شررها وضررها أحد,ولن يهدأ لها بال حتى تشاهد كل الجنوبيين يتناحرون ويتقاتلون ويتباغضون.. أصوات نسمعها دائما وأبدا إينما حللنا ورحلنا لم تمل أو تكل ولم تتعلم بعد أن شعب (الجنوب) تجاوز كل مشاكله وصراعاته, وباتوا جميعا على قلب رجل واحد, هدفهم (هويتهم) ووطنهم ومستقبل أبناءهم, باتوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض, وكالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى, ولن تؤثر فيه تلك الأبواق الإعلامية الكاذبة, وتلك الريالات البائسة الهزيلة التي تحاول شراء الذمم والضمائر والمبادئ.. أصوات, بل ربما جماعات وأحزاب ستشكك في وطنية البعض, وستشوه البعض, وستشن حملاتها العدائية ضد البعض الآخر, كي تحيل ذلك النصر الممهور بدماء أبناء الجنوب قاطبة والفرحة إلى مأساة وصراع ودماء, وكي يظل الجنوب يئن ويتوجع ويتألم, ولكن أنى لهم ذلك فالجنوب لم يعد (لقمة) سائغة يسهل بلعها, وليس من الطيور التي يؤكل لحمها, ولن ينصاع لأبواقهم وأصواتهم, وبإذن الله سيقف الشعب الجنوبي بكل قوة وحزم ضد كل من تسول له نفسه أن يعبث بالشعب الجنوبي ومصالحة, فالأيام أثبتت وبما لايدع مجالا للشك أن الحرب التي قادها الشمال لا تبحث إلا أن أهداف الشمال ولايعنيها أمر الجنوب لا من قريب أو بعيد.. فحذاري يا أبناء الجنوب من أن نكون إمعة بيد الآخرين, نحن صنعنا ثورة وخلقنا منها نصرا مؤزر بتوفيق من الله ثم تلك الأيادي البيضاء التي أمتدت لنا, فلنحافظ على هذا, ولنسموا فوق الصغائر ونترفع عن السفاسف ونبحث عن الوطن الذي سلبوه منذ 30عام, وطن النظام والقانون والتآخي والمحبة.. والله من وراء القصد
