بتحرير محافظة شبوة تكون الأرض قد عادت لأصحابها، وبعودة العدنيون الى مدينتهم الجريحة يكون المواطن قد عاد الى موطنه، ويكون المصير الجنوبي قد تقرر «بالرواح وبالدم»، وبقوة السلاح تم دحر إلمختطف الكهنوتي، ووضع حدٍ لقرصنة العسكري والقبيلي. اليوم الحدث واعد في الجنوب وفي عدن الأمور مبشرة، لا يكدرها سوى حماس بعض الإخوة الجنوبيين في قيادتي الإصلاح والمؤتمر، حماسهم للوحدة. رُغم الإدراك بإن من ينتصرون لها، والدة كل خطيئة شهدها الجنوب، منذ العام 94م.. حماسٌ أيدلوجي أو مصلحي كهذا يُذكر بحكاية الفتى الذي تآمر على قتل أبويه ليطالب القتله بمعونة يتيم!! نذكر للمتقربين من (دِسّْتْ) صالح، ودعاة إنطلاق دولة الخلافة من عدن، نقول لهم: وإن تبدلت الأوجه فالشعار المرفوع شمالاً مازال هو..هو «بالر وح.. بالدم.. نفديك يا علي» ليس بالضرورة إن يكون «علي» هو المخلوع، فالتجربة أثبتت أنه المُرَادِفْ الفعلي لكل معاني العنجهية المتأصلة في العنصر الشمالي القادم من الجبال: كالغرور، التعالي والشوفينية القبلية كما هو المُرَادِفْ الفعلي لكل معاني الخبث، الوقيعة والأنانية عند العنصر الشمالي القادم من السهول والبراري. يعلم الله أنني لا أريد القدح بإخوةٍ لنا في الدين والجغرافية، وإنما أحاول عرض نتائج معايشة إمتدت لثلث قرن، منها عقدين من التعامل المباشر. إذ كانت الوحدة قائمة على معادلة: جنوب إنفصالي وشمال وحدوي. وعلى هذه القاعدة يظل الشمالي حاكم والجنوبي محكوم الى أبد الأبدين بالسياسة، بالسلاح، بالدين، بالمذهب، بالكثرة العددية، بأي وسيلة كانت، المهم إن يبقى الجنوبي وإن كان قائد عسكري أو وزير دفاع أو رئيس وزراء أو حتى رئيس رئيس جمهورية، أن يبقى محكوم بالعنصر الشمالي وإن كان راعي أغنام!! حتى عندما إحتربوا العام الماضي في كلٍ من دماج وعمران، لأسباب شمالية قبلية مذهبية صِرّْفه أشاعوا أن الجنوبيين هم من يقف وراء هزيمة قبلية حاشد وإستسلام مليشيات حزب الإصلاح. إذ إندفعت عائلة الأحمر بقطبيها حميد وصادق الأول للتهديد بطرد الجنوبيين، عندما قال في أبريل 2014 «لن يبقي جنوبي في صنعاء إذا لم يتحرك الرئيس هادي لمواجهة الحوثيين» كما ولم يتردد الثاني شيخ مشائخ حاشد، الشيخ صادق، لم يتردد عن رفع اعلام القاعدة السوداء أمام بوابة قصره في الحصبة في مايو 2014م، وإن حاول تبرير الفعله، بإنها كانت إحتجاج على تدمير قصره في حوث. فالحقيقة تقول أنه اراد القول «يا أنا .. يا الإرهاب».. أما الأكثرغرابة في هذا السياق فكانت، دعوة شيخ مشائخ بكيل، الشيخ حمود الشائف، دعوته لعبد الملك الحوثي وناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لتقديم مرشحيهما لرئاسية الحكومة التي كان يشغلها أنئذ الأستاذ محمد سالم باسندوه. أياً كانت تبريراتكم أيها الإخوة، فلن تستقيم معادلة الوحدة طالما بقى الخيار، شخصي أسري في الشمال بينما الخيار في الجنوب يلخصه الشعار «بالر وح بالدم نفديك يا جنوب» المرفوع منذ أول يوم إحتلال. مرفوع ليس لرغبة مناطقيةً إنعزالية أو لإرادة جهويةً شوفينية، ولا تم رفعه من باب التكتيكً الحزبي إشتراكياً مان أو إصلاحياً، كما يحاول البعض إصباغه، وإنما كان وما زال وسيضل تعبيراً عن إرادة جنوبية عارمة، إرادة عابرة للمناطق والأحزاب. شِعار لم ينادِ به الجنوبيون إلاّ بعد أن تأكد لهم وبما لا يدع مجالاً للشك: إن الإخوه الشماليين ما زالوا بعيدين سنوات ضوئية عن وحدة الحق، وحدة العدل والإنصاف. والى أن تحين يبقى فك الإرتباط هو الخيار الجنوبي الوحيد. غريبٌ أمر هؤلاء المتحزبين للمصلحة أو للأيدلوجية، إذ يَصعُب تبرير رغبتهم في تأبيد الهيمنة في وقتٍ تبدو فيه الفرصة سانحة لخلاص أهلهم من الم التجربة. لقد فشلت الوحدة فشلاً ذريعاً، ولم يُعد جنوبنا، جنوباً للشمال.. نعم لم يُعد جنوباً للشمال ولا فرعاً لأي أصل، بل أصلاُ مؤصلاً لذاته في التاريخ والجغرافية. والأهم من كل هذا أيها السادة أن الجنوب لم يعد شطراً مضافاً الى رصيد الشطار.. بح خلاص..!