أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، استعداد الحكومة لوقف إطلاق النار لمدة شهرين، لتهيئة المناخ للحوار الوطني الذي دعا له في يناير/كانون الثاني 2013 وقاطعته معظم أحزاب المعارضة. وفي كلمته الخميس، أمام الجمعية العمومية للحوار الوطني، بمشاركة عدد من رؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة والمعارضة، جدّد البشير العفو الكامل عن حاملي السلاح الراغبين في المشاركة بالحوار الوطني بصدق". وأوضح قائلا "مستعدون لتقديم كافة الضمانات للحركات المسلحة للمشاركة في الحوار بالخرطوم، والعودة إلى الخارج حال عدم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة دون التعرض لهم"، مشيرا أن الحكومة لن تيأس من دعوة جميع الأحزاب المعارضة بالداخل والخارج للمشاركة في الحوار. وشدّد البشير على ضرورة وقف الحرب وتعزيز السلام والاستقرار، معلنا استعداد الحكومة لوقف اطلاق النار لمدة شهرين حتى يتم الحوار في جو صافٍ و"روح وطنية عالية". ومن المقرر انطلاق الحوار الوطني في 10 تشرين الأول/كتوبر القادم، بمشاركة 82 حزبا. وباستثناء حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الترابي المنشق عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، لا يوجد حتى الآن حزب معارض ذو تأثير منخرط في عملية الحوار. ومنذ قبول الترابي لدعوة البشير تتحدث الأوساط السياسية عن تقارب بين الإسلاميين على خلفية ما تعرضت له جماعة الأخوان المسلمين في مصر منذ نهاية يونيو/حزيران. ومن أبرز أحزاب المعارضة المشاركة في الحوار حزب الحقيقة الفيدرالي وحزب الاتحاد الاشتراكي إلى جانب حزب "منبر السلام العادل". ورهنت الفصائل الرافضة لدعوة الحوار قبولها بالمشاركة في تنفيذ 4 شروط منها، وقف الحرب وإلغاء القوانين المقيدة للحريات وفترة انتقالية تديرها حكومة قومية تتولى الإشراف على صياغة دستور دائم للبلاد، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وأبرز الأحزاب التي رفضت الدعوة، حزب الأمة القومي الذي يتزعمه الصادق المهدي، بجانب الحزب الشيوعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب المؤتمر السوداني. ووسط تعثر عملية الحوار، وسّع الاتحاد الأفريقي تفويض الوسيط ثابو إمبيكي رئيس جنوب أفريقيا السابق ليشمل المساعدة في إنجاح عملية الحوار الوطني بجانب وساطته بين الخرطوم وجوبا والخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال، إحدى فصائل الجبهة الثورية. وأجرى أمبيكي خلال زيارته الخرطوم مطلع أغسطس/آب، مباحثات مع الرئيس السوداني وأحزاب المعارضة، لتحريك جمود الحوار. وقال إمبيكي في مؤتمر صحفي الثلاثاء، أن المعارضة أبلغته تمسكها بعدم المشاركة في الحوار، قبل أن تنفذ الحكومة شروطها.