دفعت التعزيزات العسكرية التي دفع بها التحالف العربي بقيادة السعودية نحو جبهة "مأرب" (40 كلم شرق صنعاء) حيث تدور المعارك بين الجيش الوطني مدعوما بمقاتلي "المقاومة الشعبية" الموالية للحكومة اليمنية من جهة، والحوثيين وقوات النظام السابق من جهة أخرى، سياسيين عديدين للحديث عن اقتراب معركة استعادة العاصمة صنعاء. ويقول التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعد أسابيع من سيطرته والمقاتلون المحليون الذين يدعمهم على ميناء عدن بجنوب اليمن، إنه يتأهب لطرد الحوثيين المتحالفين مع إيران من العاصمة صنعاء. وفي تصرحيات صحفية أدلى بها وزير الخارجية اليمني رياض ياسين من العاصمة المصرية القاهرة الخميس، قال فيها إن "هناك مؤشرات فعلية ملموسة عن قرب تحقيق الحسم في العاصمة صنعاء". وقبل ياسين بأسابيع، اعتبر رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الوطني محمد علي المقدشي، أن "تحرير صنعاء من أولويات القوات المؤيدة للشرعية الدستورية (في إشارة للرئيس عبدربه منصور هادي)". ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التابعة للحكومة في وقت سابق عن المقدشي قوله، إن "الحوثيين يتعرضون لعملية استنزاف يومية جراء ضراوة المقاومة الشعبية في مدن مختلفة بينها مأرب". وخلال الأيام الماضية، تحدثت مصادر أمنية يمنية وأخرى من "المقاومة الشعبية"، مفضلة عدم ذكر هويتها، عن وصول إمدادات عسكرية من قبل التحالف إلى المحافظة. وتمثلت تلك الإمدادات في هبوط 8 مروحيات قتالية من طراز "أباتشي" في مطار "صافر" العسكري، ووصول قوة عسكرية برية كبيرة تضم عشرات المدرعات والدبابات وناقلات الجند، إلى منطقة صافر النفطية، وذلك في إطار استعدادات التحالف لعمليات عسكرية على طريق تحرير صنعاء من قبضة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. ونقلت صحف سعودية عن قادة جيش الحكومة اليمنية التي تعمل من الخارج قولهم إنهم يحشدون قوات في المحافظة ويتأهبون للزحف على صنعاء الشهر القادم. وقال مسؤول محلي إن 130 عربة مدرعة وألف جندي يمني ممن تدربوا في السعودية وخبراء عسكريين من السعودية والإمارات وصلوا في الأيام الأخيرة إلى جانب مهندسين لتمهيد المدرج بحيث يمكن أن يستقبل المواد المستوردة. ويقول محلل يمني رفض الكشف عن اسمه "بالفعل هذه التعزيزات الضخمة لا تبدو لدعم جبهة مأرب فقط، بل إنها تهدف إلى ما هو أبعد من ذلك كتحرير صنعاء". ويرى مصدر يمني آخر أن الطريق المنطقي إلى صنعاء هو عبر مأرب، حيث تدور المعارك على بعد 40 كلم فقط شرق العاصمة. ويؤكد المصدر "حين يسقط الانقلابيون في العاصمة سيسقطون تلقائيا في تعز وكل المدن اليمنية الأخرى". ويتوقع المصدر أن "يكون استعادة صنعاء بذات الطريقة التي سقطت بها في أيدي الحوثيين، وذلك عبر إسقاط المحيط القبلي للعاصمة أولا". وبالنسبة لبعض الخبراء العسكريين، يُعتبر التحدي الأكبر الذي يواجه طريق قوات التحالف، الألوية العسكرية الثلاث من الحرس الجمهوري في أرحب (شمال شرق)، وبعض الألوية الأخرى لهذا الحرس الذي كان يقوده أحمد نجل صالح، على مداخل العاصمة. ومأرب هي أوضح نقطة انطلاق لأي دفعة عسكرية جديدة للتحالف. وشهدت المحافظة لشهور معارك كر وفر بين قبائل محلية وقوات الحوثيين وصالح ويوجد وراءها طريق إمداد واضح وآمن إلى السعودية. وخلال الأسابيع الماضية، تمكنت القوات الموالية للرئيس هادي وبدعم من قوات التحالف، من تحرير عدة محافظات جنوبية مثل عدن والضالع وأبين، في إطار عملية أطلقت عليها الحكومة اسم "السهم الذهبي". ومنذ 21 سبتمبر/أيلول 2014، تسيطر جماعة "أنصار الله" المعروفة إعلاميا ب"الحوثي" بقوة السلاح على العاصمة صنعاء. وتقول دول التحالف العربي إن الحوثيين يقاتلون نيابة عن إيران. وانضمت جماعة الحوثي لحلفاء عسكريين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي أطاحت به انتفاضة شعبية عام 2012. وفي 21 من أبريل/نيسان أعلن التحالف العربي، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها في 26 مارس/آذار وبدء عملية "إعادة الأمل" التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة.