أكد أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي فؤاد راشد أن الجنوبيين لن يقبلوا بأي مسؤولين من الشمال في حكومة خالد محفوظ بحاح في العاصمة عدن لممارسة الحكومة اليمنية عملها من عدن, معتبرا أن القبول بذلك يعني القبول بوضع الدولة اليمنية المرفوضة اليوم . وأضاف راشد في تصريح خاص ل" السياسة " " إذا أصرت الشرعية اليمنية على فرض ذلك فلن نواجه الأمر بالسلاح ولكن لدينا وسائلنا النضالية السلمية التي نعرفها ويعرفونها, وستنحصر مقاومتنا المسلحة والعسكرية مع من يوجه السلاح إلينا أيا كان".
ولفت راشد إلى " أن الجنوبيين ماضون نحو تحرير الجنوب وتمكين الجنوبيين من السيطرة على أرضهم عسكريا ومدنيا وإداريا, وأضاف " لقد انتهى بحرب الخمسة الأشهر الماضية كل مابقي من أمل في وحدة تهاوت بين الشمال والجنوب على مدار العقدين الماضيين لكن هناك فرصة لازلت قائمة للعيش كشعب واحد في دولتين يتاح للجميع الحركة والتنقل وفق قوانين لكل بلد وسيؤدي ذلك لوقف تصاعد ترمومتر الكراهية بين مواطني الدولتين ولربما مع السنين تذوب الجراحات الغائرة التي تسببت فيها حماقات وجرائم علي عبدالله صالح التي اختتمها عبدالملك الحوثي".
وأوضح أن الوضع في الجنوب الآن معقد وقال " يمكن التأكيد بصورة قطعية على أنه تم تحرير الضالع ولحج والعاصمة عدن وأبين وشبوه لكن هناك محافظات وجزر جنوبية لازالت تحت الاحتلال ولذا فالمقاومة الوطنية الجنوبية المسلحة مهمتها استكمال عملية التحرير والبسط على الأرض".
وبين راشد " أن الرئيس عبدربه منصور هادي لعب دورا كبيرا جدا في الانتصارات الجنوبية وبالتالي كافة مكونات الحراك تحفظ له هذا الصنيع ولكن الحراك الجنوبي أسس منذ عام 2007م حاضنة شعبية وقابلية لتحقيق مثل هذا الانتصار والجميع يعلم أن كافة المناطق تساقطت بسهولة أمام زحف الحوثيين وانقلاب جيش علي عبدالله صالح العسكري على الشرعية اليمنية إلا الضالع والعاصمة عدن ".
وكشف عن أسرار للحرب الأخيرة على الجنوب قائلا " لقد أجريت في الشهرين الأولين من الحرب اتصالات كبيرة لزعزعة الوضع العسكري في الضالع كان يقودها مجاهد الكهالي وحمود عباد من خلال توسلاتهم لقادة عسكريين وسياسيين لفتح جبهة الضالع للمرور إلى عدن بإغراءات مالية مفتوحة وكان رد الجميع وهذا للتاريخ أن الطريق سيفتح ولكن لمرور قوات الحوثي وصالح وهي خارجة من عدن إلى الشمال, وكانت جبهة الضالع التي تتشكل من الحراك بصورة كاملة هي الصخرة التي تحطمت عندها آمال الغزاة ولذا كانت اتصالاتهم وتوسلاتهم لم تتوقف وشيكاتهم مفتوحة ومع ذلك كان الأبطال هناك يحملون راية وطن غير قابلة للتساوم والبيع والشراء, وهذه المقاومة الوطنية الجنوبية في حقيقة الأمر دافعت عن قضية الجنوب وحق شعبه في تحرير وطنه وتقرير مصيره ".
وفيما أكد راشد أن الحراك الجنوبي يسيطر على الأرض في المناطق المحررة الآن, إلا أنه قال " لكن تواجهه مشكلات عدة منها وجود جهات أخرى تحمل السلاح وخلايا نائمة وطابور خامس وهذه الجهات ستسبب متاعب وربما مواجهات, والحراك مستعد لخوض حوار مع الجهات الجنوبية أيا كان تصنيفها بغرض الشراكة في وطن جنوبي واحد, وأقصد بتلك الجهات الجنوبية الإصلاح الجنوبي ( حزب الإصلاح ) والسلفيين الجنوبيين والإخوان المسلمين الجنوبيين, ونحن مستعدون لنكون شراكة في إطار بناء دولة الجنوب التي تتسع لكل جنوبي ".
وحذر من إثارة الفتنة في الجنوب قائلا " نحن على يقين أن هناك من سيلعب على وتر إذكاء فتنة بين الجنوبيين خاصة بين من هم في سلطة الشرعية اليمنية والحراك الجنوبي وهذا الأمر نتنبه له وأبناء الجنوب اليوم أذكى وأفهم من المراحل السابقة ".
وكشف راشد عن اتصالات ومشاورات تجرى حاليا للقاء جنوبي يجمع أبرز مكونات الحراك مع رموز من المقاومة الوطنية الجنوبية في بلد خليجي, متوقعا أن يخرج اللقاء بخارطة طريق للوصول إلى جنوب محرر كامل وتمكين الجنوبيين من السيطرة على كل مقدرات الجنوب, كما كشف عن أن هناك اتصالات لعقد لقاء مع الرئيس هادي وقال " قلنا ألف مرة نحن في المجلس الأعلى للحراك نرحب بهذا اللقاء ويمكن له أن يسبق اللقاء الجنوبي أو يكون بعده".
وبالنسبة لانخراط المقاومة في الجيش الوطني اليمني قال راشد " لا يوجد جيش يمني حاليا في المناطق الجنوبية المحررة ونحن مع تحول المقاومة الجنوبية إلى جيش جنوبي خالص".
وعبر عن امتنان الجنوبيين للدور العسكري لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والذي عكس صحوة العرب لوقف المد الإيراني في المنطقة, كما عبر عن الامتنان لدور دول التحالف في مساعدات الإغاثة ومعالجة الجرحى, وأضاف " نعول عليهم دورا كبيرا في مناصرة قضيتنا الأم وفي حقنا في تقرير المصير ".