نشر موقع "المونيتور" الأمريكي مقالا ل"فهد ناظر" المحلل السياسي السابق بالسفارة السعودية في واشنطن والذي تنشر مقالاته في عدد من مراكز الأبحاث والصحف العالمية تحدث فيه عن تقييمه للقاء الأخير بين العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض. وتحدث "ناظر" عن أن البيان المشترك الذي صدر بعد لقاء الزعيمين يشير إلى أنهما ناقشا القضايا الإقليمية الأكثر إلحاحا كالاتفاق النووي الإيراني والحرب الأهلية في سوريا والقتال ضد "داعش" والحرب في اليمن. وأضاف أنه كان هناك اتفاق واسع دائما بين البلدين بشأن تلك القضايا، ومع ذلك لا يمكن إغفال وجود اختلافات بينهما، إلا أن تلك الزيارة يبدو أنها كانت محاولة لتضييق الهوة. وأشار "ناظر" إلى أن الهجوم الصاروخي الذي أصاب مخزن للأسلحة في مأرب وتسبب في مقتل 10 جنود سعوديين و45 إماراتيين و5 بحرينيين قد يقود إلى تصعيد في القتال. وتناول حديث بعض المراقبين عن جهد ربما تقوده السعودية والإمارات لملئ الفراغ الأمني والسياسي الذي يظهر في المناطق التي طرد الحوثيون منها في ظل سعي "القاعدة" بشبه الجزيرة العربية لتوسيع وجودها في حضرموت والمناطق الجنوبية باليمن،ومع ذلك فإن مسألة لعب الولاياتالمتحدة أي دور في هذا الجهد مازال محل نقاش. واعتبر "ناظر" أنه وعلى الرغم من الاتفاق الواسع بين الولاياتالمتحدة والسعودية، إلا أن اليمن يمثل نقطة تحول بالنسبة للسياسة الخارجية للمملكة، في إشارة إلى التدخل العسكري الذي تقوده الرياض هناك. وأشار إلى أن المملكة انتهجت الحزم في سياستها الخارجية وهي السياسة التي نصح بها بعض المسؤولين والمحللين من قبل، وذلك عندما اقتربت اليمن من أن تصبح ساحة جديدة للحرب الأهلية. وتحدث عن أن الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ليست رسالة لأعداء السعودية وخاصة إيران فحسب وإنما رسالة كذلك للولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن المملكة تقدر علاقتها الوثيقة بواشنطن إلا أن ما يشهده الشرق الأوسط من واقع مضطرب يتطلب الحزم، مضيفا أن السعودية أكدت على أنها ستفعل كل ما يلزم لحماية مصالحها. واعتبر أن البيان الذي تلى الاجتماع بين الزعيمين يظهر أن الإدارة الأمريكية يبدو أنها أعادت ضبط نفسها للتكيف مع الوضع السعودي الجديد، كما أن العلاقة الخاصة المستمرة منذ عقود بين البلدين ستستمر.