منذ نعومة اظفارنا ونحن نسمع عن الامارات كل الخير وعن نهضة الامارات وحكمة زايد؛ وابداع محمد بن راشد وطيبة واصالة وكرم شعب زايد. كل ذلك اصبح من المسلمات، لكن وفي خضم هذه الحرب الاخيرة عرفنا عن الامارات اشياء كثيرة ربما كان معظمها غائبا او مغيبل عنا. ومن هذه الامور ذكرا لاحصرا مايلي : منذ نزل الجنود الاوائل من الجيش الاماراتي في عدن بشكل غير معلن كنت على علم بذلك بحكم قربي من قيادات المقاومة الجنوبية؛ حدثني البعض عن شجاعة واحترافية يتمتع بها جنود زايد مدهشة في القتال ضد الحوثة وقطعان صالح، وتواتر الحديث على لسان كثيرين، تشوقت لرؤية الاخوة الاماراتيين يقاتلون على الارض ؛ وحدث ذلك حين دخلت مع افراد من المقاومة الى احدى الجبهات، وهناك التقيتهم في الخط الاول للمواجهة، اكثر مااذهلني هو رباطة الجأش التي يتمتعون بها، كانوا يعرفون تماما مايفعلون، المعركة كانت مشتعلة؛ وبشجاعة كبيرة كانوا يقاتلون. الامر ذاته رايته في معركة المطار وخورمكسر، ومعركة تطهير العلم، كان تواجد الاماراتيين يشكل حافزا كبيرا للمقاتلين الجنوبيين وقد وفر لهم الجيش الاماراتي ودول التحالف بقيادة المملكة كل اسباب الانتصار من اسلحة وخطط عسكرية، زد على ذلك التعامل الراقي جدا والانخراط بين المقاتلين بسلاسة وبساطة كبيرتين وكذلك كان الامر وهم يتجولون في شوارع عدن بملابسهم الرياضية ويبتسمون في وجه الصغير والكبير. في مستشفى صابر ثالث ايام عيد الفطر كنت زيارة لصديقي ردفان الدبيس وكان يرقد في قسم العناية المركزة التي يحرسها عدد من الجنود الاماراتيين بحكم ان عددا من زملائهم كانوا يتلقون العلاج في ذات الغرفة ، كنت اصطحب ابني محمدا الذي منع من الدخول حسب القوانين المتبعة في المستشفى، بعد عشر دقائق دخل علينا جندي اماراتي يصحب محمدا بيده وقد اشترى له الشوكلاتة واخذ يبحث عني بعد ان حاول عبثا اقناع محمد الذي كان يبكي بانتظاري، لم يتركه الجندي وادخله وهو يلاطفه ويهدئه، تذكرت حينها كيف كان قطعان الامن المركزي يضربوننا على الابواب وينهبون مافي جيوبنا فقلت لقد جاءت الرحمة مع ابناء زائد ، فابتسم ردفان وقال لي هل رايت الفرق ؟ تذكرت ذلك هذا اليوم وانا اشهد الهلال الاحمر الاماراتي يوزع كسوة العيد على الاطفال في عدن. لايتسع المجال لذكر كل مايفعله الاماراتيون لهذا الشعب بعد ان وصل الامر الى التضحية بدم عشرات من جنودهم الاخيار في ارض المعارك رحمهم الله وجزاهم عنا خيرا. اليوم يستعد الاشقاء في التحالف ولاسيما دولة الامارات العزيزة لتتفيذ مشروعات ضخمة في عاصمة الجنوب عدنوالمحافظات المجاورة، وباوامر كريمة من الشيخ خليفة بن زايد تم وضع مخطط شامل لاعادة بناء وتطوير عدن وتم رصد مليارات الدولارات لتنفيذه خلال فترة قصيرة ، بحسب معلومات مؤكدة، وتدل عليها مؤشرات على الارض واضحة ، بداية باعادة تاهيل كافة مدارس العاصمة عدن واقسام الشرطة فيها على وجه السرعة كاساس يبنى عليه مابعده. ومن ذلك عزمهم بناء محطة محطة كهرباء ضخمة بسعة 500 ميجا وات . قيادة الوفد الاماراتي المتواجدة في عدن طلبت ايضا من السلطات المحلية وضع قوائم كاملة بكافة احتياجات المحافظة في كل المجالات ، وهو الامر الذي يبشر بخير لايزال يحل في كل الاض يحل فيها ابناء زايد. ومما يبشر بالخير هذا التماهي والانسجام الواضح بين الاشقاء من القوات الاماراتية وقوات دول التحالف وبين المواطنين في كل محافظات الجنوب والحب ومشاعر العرفان الذي يحيط بهما الجنوبيون اولئك الذي سخرهم المولى عز وجل لينقذوا هذا الشعب من براثن عصابات ومليشيات الجاهلية التتارية ، فكانوا نعم الانصار والمنقذين، نسال الله ان يجزيهم عنا خير الجزاء. السؤال الملح إزاء ماتقدمهها: ماهوهو واجبنا تجاههم ؟ وكيف نرد معروفهم العظيم؟ والجواب هو انهم وعلى السنتهم لايريدون منا الا مساعدتهم على مساعدتنا والاخذ بايدينا الى مستقبل مشرق باذن الله ثم بعزم زايد وحزم سلمان. فلنكن عونا لتلك الايادي القوية التي امتدت لنا وهي عازمة على مساعدتنا حتى ننهض بارضنا واجيالنا القادمة . احبتي أبناء الجنوب الاحرار والله انها هبة عظيمة من الله وفرصة لن تتكرر ، فأعينوا من بذل الغالي والنفيس ليعينك، علينا ان نتعاون في بسط الامن والاستقرار واعادة الجنوب الى ماكان عليه قبل الاحتلال بل افضل وليس هذا ببعيد اذا مااستطعنا التعامل والتفاعل مع الاشقاء الذين جاؤونا بالمدد ولازالوا وسيواصلون فقط علينا ان نحسن تلقي هذا الخير وان نعترف لصاحب الفضل بفضله فمن لايشكر الناس لايشكر الله. فشكرا امارات الخير والعطاء ودام عزك يا امارات.