وزارة الداخلية تعلن ضبط متهم بمقاومة السلطات شرقي البلاد    شاهد.. مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصًا في حادث بشع بعمران .. الجثث ملقاة على الأرض والضحايا يصرخون (فيديو)    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    البحسني يشهد عرضًا عسكريًا بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    شاهد ما الذي خرج من عمق الأرض في الحرم المدني عقب هطول الأمطار الغزيرة (فيديو)    إعلان حوثي بشأن تفويج الحجاج عبر مطار صنعاء    بينها الكريمي.. بنوك رئيسية ترفض نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن وتوجه ردًا حاسمًا للبنك المركزي (الأسماء)    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    قيادي حوثي يذبح زوجته بعد رفضها السماح لأطفاله بالذهاب للمراكز الصيفية في الجوف    انهيار كارثي للريال اليمني.. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز وتصل إلى مستوى قياسي    ماذا يجري في الجامعات الأمريكية؟    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    البخيتي يتبرّع بعشرة ألف دولار لسداد أموال المساهمين في شركة الزناني (توثيق)    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    فشل العليمي في الجنوب يجعل ذهابه إلى مأرب الأنسب لتواجده    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    ريمة سَّكاب اليمن !    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نص حديث الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب الرابطة «رأي» لقناة اليمن اليوم- الجزء الأول
نشر في عدن الغد يوم 05 - 09 - 2012

ينشر عدن الغد ، نص الحديث الذي أدلى به الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) لقناة اليمن اليوم، برنامج "ساعة زمن"، الذي تعده وتقدمه الزميلة رحمة حجيرة.. والنص المنشور أدناه هو الجزء الأول من الحوار، على أمل نشر نص الجزء الثاني من الحوار، بعد أن تبثه قناة اليمن اليوم..
وينشر الحوار نقلا عن راي نيوز
============================
«اليمن اليوم»: مساء الخير من القاهرة، حيث نلتقي أحد أهم القيادات السياسية المؤثرة في الساحة اليمنية والمعروفة بحنكتها السياسية وبرؤاها الفكرية العميقة، التي لا تنتمي إلى أي من الأفكار المسيطرة فلا هو إخواني ولا اشتراكي ولا ناصري ولا مؤتمري، وإنما ينتمي لحزب عريق ذو فكر إسلامي وسطي ومرونة سياسية كبيرة، فنراه يناضل من أجل الوحدة ويتزعم النضال من اجل استقلال الجنوب، وينتقل من نائب لرئيس جمهورية الانفصال في مواجهة الرئيس صالح في حرب 94، إلى مؤيد للرئيس صالح في انتخابات 2006.. مشاهدينا نرحب اليوم بضيفنا الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) مرحباً فيك يا أستاذ وانا سعيدة أن التقيك للمرة الثانية، وفي نفس المكان وقد تغيرت أشياء كثيرة.

- (عبدالرحمن الجفري): بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. أولاً اشكر الأستاذة رحمة حجيرة على هذه الفرصة واسمحي لي بمقدمة صغيرة..

«اليمن اليوم»: مقاطعة.. قبل السؤال الأول؟ - (عبدالرحمن الجفري): قبل أي سؤال..

«اليمن اليوم»: تفضل - (عبدالرحمن الجفري): الحقيقة أنا ترددت كثيراً بالحضور إلى قناتكم لأسباب كثيرة يعرفها الجميع، ودرسنا الأمر في إطارنا، ووجدنا انه لا بد أن نقول راينا في أي مكان، مع من نخالفه أو مع من نتفق معه كوسيلة إعلامية، ما نجد غضاضة في أن نكون فيها، وان اختلفنا مع أصحابها سواء سابقاً أو لاحقاً، وبالتالي درسنا الأمر ودار نقاش طويل عريض بيننا وبين حلفاءنا وزملاءنا، ورجح أن احضر؛ وحضرت وانا سعيد باللقاء مع الأستاذة رحمة، وكان لها دور كبير في معارضة السلطة القائمة، وهي أيضا انتقلت من معارضة للسلطة إلى حليفة وهذا شيء طيب ولا يعيبها ويدل على مرونة وفهم لمقتضيات المرحلة.

«اليمن اليوم»: الحمد لله أنكم وافقتم على أنكم تظهرون، ونحن نناضل من اجل حرية التعبير، ولا يجوز أن نقاطع منبر ونؤيد منبر آخر .. أما عن موقفي أن شاء الله عندما تأتي معي مقابلة سأتحدث .. الآن خلينا نبدأ عن حزب رابطة أبناء اليمن، وانا اقرأ وجدت مصطلح الفكر الرابطي، ما الذي تقصدون فيه بالفكر الرابطي .. ممكن نبذة عن الفكر الرابطي، وعن الحزب بنقاط محددة يا أستاذ؟ -

(عبدالرحمن الجفري): الحزب أسس من قبل الرواد الأوائل، نحن جاءنا على شيء جاهز، وليس لنا فضل فيه سوى تطويره بتطور الزمن. نشأ أو بدأ إنشاؤه في 48، واعلن رسمياً في عدن في أبريل عام 51، وكان أول حزب ينشأ على مستوى الجنوب. ثانياً هذا الحزب كان أول حزب ينادي باستقلال الجنوب ككل ووحدة الجنوب ككل في اطار حكم فدرالي منتخب، وأول حزب ينادي بالتعددية في ذلك الوقت، اللي ما كان في حد ينادي بالتعددية ولا انتخابات ولا خلافه، وكان أول حزب يقبل بالتنوع، أي يقبل بالرأي الآخر، بل التنوع حتى في إطاره، لعلمك عندما نشأ الحزب بعد نشأته الأولى دخل في هذا الحزب تيارات كثيرة، الشيوعية دخلت في اطار الحزب، الأستاذ عبدالله باذيب.

«اليمن اليوم»: في الخمسينات؟ -

(عبدالرحمن الجفري): نعم في الخمسينات، الأستاذ عبدالله باذيب، وجماعته. دخل أيضا الحركيين دخلوا في اطار الرابطة، ودخل البعثيين، وكان الحزب اطار تنوعي، وبالتالي تربينا في الرابطة على أن نقبل الآخر أياً كان، وهذا فكر قديم للرابطة خلال 60 عاماً.. نحن سنحتفل بالعيد ال61 في إبريل القادم.. وبالتالي قبلنا بالتنوع اللي كان ما فيش حد يتكلم عن حاجة اسمها تنوع.. كنا في مرحلة الرأي الواحد.. الرأي الثوري الواحد.

«اليمن اليوم»: لماذا تم تشكيل أحزاب أخرى كالحزب الاشتراكي طالما وان حزب الرابطة يستوعب الجميع ؟ - (عبدالرحمن الجفري): الإيمان بالتعددية .. لا يوجد غضاضة، وكانت هذه الخطوة من قبل بعض الإخوان الشيوعيين ك عبدالله باذيب، ولعلمك كان الأستاذ عبدالله باذيب الكاتب الأول للرابطة في جريدة الجنوب العربي في عدن.

«اليمن اليوم»: مقاطعة.. هذه الجريدة كانت جريدة الرابطة؟ - (عبدالرحمن الجفري): نعم كان يقول عليه سيدي محمد علي الجفري، الذي أسس الرابطة مع زملاءه، كان يقول عليه: انه احسن من كتب مقال سياسي في بلادنا هو عبدالله باذيب -كفاءةً- أيضا الحركيين خرجوا....

«اليمن اليوم»: مقاطعة.. لماذا خرج باذيب وخرجوا... ؟ - (عبدالرحمن الجفري): ليستقلوا بفكرهم وتكوينهم، وهذا شيء طبيعي ولا نجد فيه غضاضة، من إيماننا بالتنوع والتعدد، أيضا خرج الحركيين في 61، وهذا شيء طبيعي.. محمد علي الجفري كانت نشأته إسلامية، والذي تعلم في تريم، وفي الأزهر وأخذ العالمية من الأزهر.. الأستاذ شيخان الحبشي، جذوره بعثية، وترك البعث ليستمر في الرابطة، وقد حصل العكس، الإخوان الآخرين فضلوا أن يخرجوا، وهذا كله في نظرنا مقبول ومعقول.

«اليمن اليوم»: يعني لم يكن هناك صراع داخل حزب الرابطة بسبب تنوع الأفكار؟ - (عبدالرحمن الجفري): أبداً.. تعايشت هذه الأفكار، عندما وجد كل فريق أن بالإمكان أن يشكل في إطاره قبلنا به. «اليمن اليوم»: طيب ما موقفكم من الاستعمار ومن النضال والثورة؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن أول من نادى بالاستقلال، نحن أول من نفي من الجنوب رسمياً هم قيادة الرابطة العليا، نحن أول من اعتقل منهم، اخذوا عبدالله علي الجفري في جزيرة سقطرة، أول من دمرت بيوتهم، هناك قبلنا من دمرت بيوتهم كأفراد، كثير من المناطق صار فيها قصف بريطاني سواء كان في باكازم.. في الصبيحة في بيحان في العوالق أو في حضرموت .. مناطق كثيرة صار فيها قتال.

«اليمن اليوم»: يعني كان لكم حضور كبير في مواجهة الاستعمار؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن كحزب أول من دمرت بيوتنا، وما زالت أطلال حتى هذا اليوم..

«اليمن اليوم»: طيب كنتم تناضلون كحزب مستقل أو بالتعاون مع تيارات وكيانات أخرى؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن عملنا كحزب وأيضاً مع مستقلين من قبائل وغيرهم.

«اليمن اليوم»: ألا تشعر بأن التاريخ أغفل دوركم.. يعني مثلاً أنا لم أعرف الكثير عن حزبكم، إلا عندما قررت أن أقابل الأستاذ عبدالرحمن الجفري؟ - (عبدالرحمن الجفري): والفضل ما شهدت به الأعداء.. إقرأي كتاب ( كيندي تريفاسيكيس) إقراءيه.. هذا يتكلم عن «ظلال الكهرمان» عن حاملة طائرات تأتي لضرب أصحابنا إلى البحر العربي، ويتكلم عن حلف تم بينه وبين الملكية في الشمال ضدنا.

«اليمن اليوم»: ضد الرابطة؟ - (عبدالرحمن الجفري): بالمفتوح.. هذا موجود في كتابه وموثق. «اليمن اليوم»: في المناهج التي كان يديرها الحزب الاشتراكي.. لم يذكر أبداً الرابطة؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن لا نهتم بان يذكرنا غيرنا، نحن لا نعمل من اجل التاريخ، نحن نعمل من اجل بلادنا، بصرف النظر، ذكرنا أم لم نذكر، لم نعمل من اجل أن نذكر، وإنما عملنا من اجل مصلحة بلادنا، أول من نادى باستقلال الجنوب هو نحن، الجنوب ككل، أول من نادى بوحدة الجنوب هو نحن مش غيرنا.

«اليمن اليوم»: يعني أفكار الاستقلال؟ - (عبدالرحمن الجفري): كل ساهم بقدر ما يستطيع.. نحن لا ننكر دور احد.
«اليمن اليوم»: في نقطة مش مفهومة.. عندما نقرأ عن تاريخ الرابطة .. التشريد الأول.. التشريد الثاني.. التشريد الثالث، اسمح لي -ونحن غير عنصريين- يعني عانيتم اكثر مما عانوا اليهود، ممكن نعرف ايش التشريد الأول، والتشريد الثاني والتشريد الثالث؟ - (عبدالرحمن الجفري): في الحقيقة الذي يعاني الفلسطينيين وليس اليهود، اليهود عانوا من غيرنا مش مننا.

«اليمن اليوم»: طيب عانيتم اكثر من الفلسطينيين؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن عانينا لأنه لدينا رؤية خاصة، محلية بحتة تنسجم مع محيطها ومع شعبها، واليوم العالم كله يعود لها والعالم يأتي لها. «اليمن اليوم»: يعني استهدفتم بسبب أفكاركم ؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن كنا نطرح وليس أفكارنا.. هي موجودة في العالم، لكنها لم تكن شائعة كما هي اليوم، ولم يكن مروج لها كما هي اليوم.

«اليمن اليوم»: وانتم تبنيتموها وأعلنتموها؟ - (عبدالرحمن الجفري): ونحن تبنيناها.. شردنا من قبل الاستعمار، وهذا شيء طبيعي، وشردنا من قبل الفكر الواحد وهذا أمر طبيعي، وشردنا بعد ذلك في حرب 94. «اليمن اليوم»: هذا التشريد شمالي .. هذه الثلاث النقاط التي كنت احب أن أوضحها للجمهور والمعاناة التي عانيتموها، من الاستعمار، ومن سيطرة الحزب الاشتراكي؟ - (عبدالرحمن الجفري): هذه تثبت استقلاليتنا في رأينا، في مواقفنا ونضالنا من أجل شعبنا، مش من أجل حد.. لأنه ثبت ان كل من شردونا لم يبقوا، وثبت انه كل من شردونا ناس منتقدة على ما كانوا عليه سواء أكانوا من الاستعمار أو غيره.

«اليمن اليوم»: طيب وأنت تتحدث عن الفكر الرابطي، ذكرت ان الفكر وطني، ماذا تقصد.. ان الأفكار الأخرى مدعومة من الروسيين مثلاً الأمريكان أو السعودية.. بينما الفكر الرابطي هو فكر محلي وطني أو ماذا تقصد؟ - (عبدالرحمن الجفري): لا.. أولا نحن لا نتهم أحد بشيء.. نسب ما في مشكلة.. لكن أن نسب غيرنا، نحن نترفع عن هذا، فرسول الله يقول «ما كنت شتام ولا لعان» لكن نحن لا نتكلم عن وطني وخائن.. إنما معنى محلي، بالمعنى الوطني المحلي هناك فكر للإخوان المسلمين موجود.. وهناك فكر حزب البعث على مستوى العالم العربي.. هناك فكر الحركيين والناصريين وغيرهم.. هذه أفكار نحن نحترمها، ولكنهم هم تصرفوا بأفكار نحن نحترمها، وإنما هي تتكلم عن شيء اعم من بلادنا.. نحن تخصصنا في بلادنا وهذا لا يعيبنا ولا يعيبهم.

«اليمن اليوم»: من اجل أن نفهم لماذا الرابطيين عانوا اكثر من غيرهم.. هل لأن الآخر يضيق بالرأي الآخر برأيكم مثلاً؛ نريد أن تكون الصورة واضحة.. لماذا؟ - (عبدالرحمن الجفري): الإشكالية الموجودة.. مش من الآخر.. مش من الأحزاب هذه أو غيرها، للأسف في فترات طويلة تعود الناس على فكر واحد.. الذي ضدي عدوي، ونحن اللي ضدنا في الرأي لا نعتبره عدو؛ نعتبر أنه رأي مختلف ونحترمه، وان لم نكن نتفق معه.. كانت هناك آراء تضيق بالآخر.

«اليمن اليوم»: وتصرون على طرح رأيكم بدليل رسالتكم الشهيرة في 1 ديسمبر 1989، .. في حواري السابق مع سيادة الرئيس العطاس والآخرين، كنا نتحدث بانه واحدة من اهم المشكلات للانفصال أو عدم تحقيق وحدة حقيقية، أن اليمن مرت بمراحل صراع مختلفة، وكان في نهاية كل صراع يجبرون للاجتماع للحديث عن الوحدة، ففي 9 ديسمبر 1989 كان في رسالة حول المصالحة الوطنية ممكن تذكرها، وهل لها علاقة بما أتى لاحقاً بعد الوحدة؟ - (عبدالرحمن الجفري): في الحقيقة هناك رسالتين غاية في الأهمية بنظرنا.. رسالة في مايو، كان يصادف 6 رمضان.. في 85 قبل ما يحصل ما حصل في يناير.. كنا نستشعر أن زملاءنا وإخواننا في عدن مقبلين على صراع فأرسلنا رسالة لطرفي الصراع..

«اليمن اليوم»: كنتم تتوقعوا الصراع؟ - (عبدالرحمن الجفري): هو كان بالنسبة لنا مقروء وواضح.. وأرسلنا رسالة نقول لهم أننا نتوقع هذا الصراع ونرجو انه بدل الصراع، لماذا لا تدعوا الجميع إلى وحدة وطنية تضم كل الطيف الجنوبي...

«اليمن اليوم»: الرسالة كانت للجناحين جناح عنتر وجناح علي ناصر؟ - (عبدالرحمن الجفري): جناح علي ناصر والجناح الثاني علي عنتر وعلي شائع وصالح مصلح...

«اليمن اليوم»: وماذا كان مضمونها يا أستاذ؟ - (عبدالرحمن الجفري): مضمونها انه يا إخواننا انتم تسيرون في طريق سيؤدي إلى صراع بينكم -مما نشهده- وبدل أن تذهبوا إلى الصراع لماذا لا تذهبوا إلى شيء ثاني عكسها، وان تدعوا كل القوى الجنوبية إلى اجتماع نعمل وحدة وطنية جنوبية ونتآلف، وكانت هناك أسباب كثيرة أدت إلى ما أدت إليه.

«اليمن اليوم»: ماذا كان موقفهم من رسالتكم؟ - (عبدالرحمن الجفري): لم يردوا.. هم لم ينكروا.. رسالتنا منشورة وموجودة في كتبنا. «اليمن اليوم»: يعني لم يهتموا فيها؟ - (عبدالرحمن الجفري): الرسالة الثانية كانت عندما وقع إعلان اتفاق الوحدة في عدن في 30 نوفمبر، في الليل، بين الأخوين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح.

«اليمن اليوم»: ليش في الليل؟ - (عبدالرحمن الجفري): هم وقعوها في الليل.. اسأليهم، تسألينا أنا!! «اليمن اليوم»: أسالك أنت كسياسي حاضر؟ - (عبدالرحمن الجفري): يبدو النقاش طال بينهم إلى أن وصل الليل.. وقرروا أن يوقعوها، حتى انهم كانوا بلباس عادي يعني فوطة وغيره.

«اليمن اليوم»: .. ، أنت كسياسي الأمر يعني وكأنه سلقت الوحدة... - (عبدالرحمن الجفري): السلق موجود في كل شيء.. السلق موجود عندنا.. هي كلها مسلوقة البلد كلها مسلوقة.. فنحن وجدنا أنها فرصة نكرر آراءنا فعملنا بيان وأرسلنا برقية للإخوان في عدن، نقول الله يبارك لكم في خطوتكم، ولكن نرى أن يتجه أبناء الجنوب جميعاً إلى وحدة وطنية ومصالحة وطنية شاملة على أسس ديمقراطية.

«اليمن اليوم»: ماذا تقصد بالمصالحة الوطنية حينها؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن كلنا خضنا صراعات، نحن كلنا نفينا وصار ما صار في الجنوب ونريد أن نغلق ملفات الأحزان بيننا لنتفق مع بعضنا، ونشكل وحدة وطنية بحيث نذهب إلى الوحدة معاً.

«اليمن اليوم»: كيف؟ - (عبدالرحمن الجفري): نذهب إلى مؤتمر وطني يعقد في عدن أو في أي مكان آخر.

«اليمن اليوم»: تطرح القضايا على الطاولة كلها ...؟ - (عبدالرحمن الجفري): بيننا وبين بعضنا.. نحل خلافات الماضي ونعمل وحدة وطنية, وقلنا أن صنعاء استطاعت أن تستوعب الطيف تقريباً -الطيف الشمالي من اليسار إلى اليمين- وشكلوا المؤتمر الشعبي، وفي ذلك الوقت -كان طيف للجميع وبعدين صار طيف واحد وقبلها كان طيف للجميع- ونعمل شيء مماثل ونتجه للوحدة معاً.. عندها نستطيع أن ندخل إلى الوحدة ونحن موحدين ويصير هناك توازن...
«اليمن اليوم»: ما كان موقف الطرفين يا أستاذ؟ - (عبدالرحمن الجفري): لم يردوا...

«اليمن اليوم»: الطرفين؟ - (عبدالرحمن الجفري): لا.. نحن أرسلناها إلى عدن.. ونشرناها، ويجوز أن الإخوان في عدن ظروفهم ما سمحت لهم.. ظروف الاستعجال.. ظروف خاصة بهم.. ظروف صراعات.. الله اعلم، ويوم ذهبنا إلى عدن يوم 13 مارس قبل الوحدة بسبعة اشهر، كان الوحدة المفروض أن تكون في 30 نوفمبر فتقدمت إلى 22 مايو، فنحن كنا في 13 مارس في عدن، قبل رمضان وأعلنا بيان ونشر في عدن بنفس المضمون، وحاولنا أن نجتمع بالإخوة في السلطة في عدن، لنطرح الأمر مرة أخرى؛ لعل وعسى؛ لكن أيضاً كانوا مشغولين بلجان الوحدة، وكانوا مشغولين بكيفية القسمة في دولة الوحدة، وعذرناهم وساروا إلى ما ساروا إليه وحدهم.

«اليمن اليوم»: أستاذ عبدالرحمن الجفري كسياسي هل يحمل الطرف الأول الذي خاطبه قبل الوحدة، وقدم له نصيحة تعد تاريخية .. هل يحمله المسئولية لأنه تجاهل هذه النصيحة؟ - (عبدالرحمن الجفري): نحن لسنا في وضع تحميل المسؤولية، التاريخ هو من سيحمله المسؤولية وليس نحن.. نحن أصحاب رؤية سياسية نطرحها ولا نلوم من لم يأخذ بها، بل نبحث له عن عذر، نحن لسنا في اطار تحميل مسؤوليات.. يا بنتي نحن في مجال طرح رؤى ومحاولة طرح حلول لما نحن فيه؛ ولسنا في محاولة تجريم هذا أو تخوين هذا أو طرح مسؤوليات على آخر، قد نكون مخطئين فيما طرحناه.. لكن نقول للناس هذا ما طرحناه .. من سيحكم أن كنا مخطئين أو مصيبين.. التاريخ سيحكم والناس تحكم.

«اليمن اليوم»: لكن الأيام أثبتت واقعية رسالتكم وأهميتها، وبالتالي الضرر يعود على اليمن بأسرها ولا يعود....؟ - (عبدالرحمن الجفري): كلامك سليم .... لكن ما الفائدة اني احمل مسئولية.. نزيد التشاحن من جديد. «اليمن اليوم»: لنتجنب الأخطاء في المرحلة التالية؟ - (عبدالرحمن الجفري): لا.. خلاص العبرة وصلت.. وعلينا أن نعتبر مما مضى، وان نتجه إلى ما هو قادم.

«اليمن اليوم»: نريد أن نتحدث عن فترة 93 أيضاً.. هل كانت الثلاث السنوات الأولى أي قبل حرب 94.. وبعد تحقيق الوحدة، هل كانت فترة ذهبية للوحدة أو لليمن، لأنه كان في نوع من التوازن للقوى السياسية في اليمن؟ - (عبدالرحمن الجفري): أنا تضحكني كلمة توازن.. توازن بين من ومن؟.. توازن في اطار السلطة.. ما يفيد المعارضة ولا يفيد الشعب.. اللذ يفيد الشعب هو توازن بين سلطة ومعارضة.. خلق هذا التوازن يؤدي إلى إصلاح للسلطة.. أما التوازن بين اطر السلطة يؤدي إلى صراع حتمي، في أي لحظة يختل فيه هذا التوازن يصير ق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.