منذ أن انطلق السهم الذهبي الذي تحررت من جرائه محافظة عدن وتلته المحافظات الجنوبية الأخرى, حتى بدأ العد التنازلي لتحرير المحافظات الشمالية من المليشيات الانقلابية الحوثية وحليفها الحرس العائلي للمخلوع صالح, ليضع هذا التصعيد العسكري الذي يقوده التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بزعامة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس خليفة بن زايد آل نهيان, ليضع حداً للأطماع الإيرانية في المنطقة العربية التي تحاول أن تتوسع على حساب العرب وتثير القلاقل فيها كما تفعل حالياً في العراق وسوريا ولبنان. الخسارة البشرية التي منيت بها دولة الإمارات في الحرب الدائرة في محافظة مأرب لم يزدها إلا إصراراً على مواصلة العمليات العسكرية ضد هذه المليشيات الانقلابية ومن يقف وراءها باعتبار ما تقوم به دول التحالف العربي هو هدف استراتيجي للأمة العربية وليس فقط لدول الخليج العربي واليمن, ومن أجل الحفاظ على الأمن القومي العربي بشكل أساسي. تصريحات ولي العهد في دولة الإمارات بن زايد الأخيرة بشأن مشاركة دولة الإمارات في تحرير محافظة مأرب وإصرار قيادة الدولة ومعها شعب الإمارات الشقيق على المضي قدماً في الاستمرار في تحرير اليمن من هذه العصابات ومن المد الإيراني في المنطقة ورفع علم التحالف العربي وإنزال العلم الإيراني من الأراضي اليمنية مهما كلف ذلك من تضحيات, بل إن دماء الشهداء تدعونا لتحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها. إنه قرار صعب جاء في الوقت الصعب وأهدافه تعني أن معركة تحرير صنعاء صارت وشيكة, وأن حسمها أمر لا شك فيه, وأن إعادة الحكومة الشرعية إلى العاصمة صنعاءً صار حتمياً. وفي خضم هذه المعارك الطاحنة التي تقودها قوات التحالف العربي بمعية الجيش الوطني والمقاومة الشعبية, يتطلع الشعب اليمني من دولة الإمارات العربية المتحدة أن تجعل الإنسان اليمني هو هدفها القادم من خلال عكس التجربة الإماراتية في خلق وإعداد الإنسان الإماراتي ليكون عنصراً فاعلاً في المجتمع من خلال إعداده وتأهيله وتدريبه التدريب اللازم, وهو جانب مهم من جوانب دعم ومساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج العربي, هذه التجربة إذا ما تم تطبيقها على الإنسان اليمني ستكون نتائجها رائعة وستعود على اليمن ومحيطه الخليجي والعربي بالخير العميم, خاصة وأن اليمن هي العمق البشري والجغرافي الاستراتيجي للجزيرة والخليج العربي. ونحن ندعو شباب المقاومة أن يتريثوا بعض الشيء لإعطاء الفرصة لدول التحالف حتى الانتهاء من تحرير صنعاء واكتمال العمليات العسكرية لدول التحالف, وإعطائهم الفرصة لإنجاح عملية إعادة الأمل وإعادة النهوض بالاقتصاد الوطني وإعادة بناء الإنسان اليمني أسوة بإخوته الخليجيين.