لان الموضوع الذي سأتطرق إليه واضح من عنوانه ولا يحتاج إلى مقدمة تلتهم وقت القارئ والمتصفح .. غير انه لا ضير إذا ما عرجتُ قليلا على دوافع تعرضي له المتمثلة في حديث البعض معي وجها ... تجهما وهجوما أو من و راء ذبذبات هاتفي الجوال ... تلطفا واتهاما المنصبة فوق رأس زميلي في إذاعة سيؤن نبيل سعيد مطبق الذي دار دورته الفلكية 360 ْ انحرافا عن مواقفه كنا نراه عليها ونسمعها منه ونقرؤها عنه أو عن ما يقوله وهو واقفا مقدما للاحتفالات والأعياد الرسمية للجمهورية اليمنية في حضور القيادة السياسية ، أو ما يتلفظ به في مجالس مقوت بعض المسؤلين وقت أن يخرج الجميع نشوة من الأرض إلى الغشاء الخارجي للكرة الأرضية ويتلفظون مجاملة وتقربا لمن يتصدر جلستهم تلك التي لا تخرج عن نطاق القذف غير المشروع لمن يحسبونهم ضدهم لا منافسين لهم في الحياة السياسية .. وربما بحديثهم ذاك لا يعيرون اهتماما بقوله تعالى : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ..... ) لكنني لا أجد سببا يجعل البعض لا يلتمس له العذر من خطوته التي خطاها والتي أحسبها أشبه ما تكون بعصا موسى التي يتوكأ عليها وله فيها مآرب أخرى يرجو تحقيقها والوصول إليها خاصة و أنني اعرف زميلي نبيل قادرا أن يرمي كل شيء خلفه لتحقيق طموحه وان كانت الوسيلة لا تبرر الغاية في نظر المبدئيين .. ولكن لما كل هذا عليه ؟
نبيل سعيد مطبق كادر إعلامي من كوادر إذاعة سيؤن .. المهملة في وطنها ومن مسؤليها .. ومبدع من مبدعي وادي حضرموت ومثقف من مثقفيها الذين لا يلتفت إليهم احد إلا وقت الحاجة وعند المصلحة وبعد انقضائها وقبل أن يرتد طرف أصحابها لا احد يسال عنهم ولا على أحوالهم .. ( وان كان هو أكثر حظا من غيره ) بل كثيرا ما يتعرضون للاهانة .. ويقفون طويلا أمام باب المسؤلين لمعرفة حقيقة ما يعانيه المواطن والوطن .. وان قابلوهم تجد على وجههم قترة وكأنهم فروا من قسورة .. وكثيرا ما يتحملون وهم صابرون أكاذيب بعض المسؤلين فيقذفهم بعض الناس بأقبح العبارات والاتهامات ...
للأسف الكادر الإعلامي في إذاعة سيؤن خاصة يُنظر إليه كبوق للسلطة ورجع صدى لصوتها وبالتالي يعامل كموظف لا كمبدع ولو أطلع من يلوكونهم بألسنتهم الحداد على ما في صدورهم لوجدوهم يحملون الوطن كله وهموم المواطن كلها ، ولكن كثيرا من الزملاء يغيروا المنكر بأضعف الإيمان ( فبقلبه ) .
ولا تذهبوا بعيدا انظروا إلى حال من لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تأسيس إذاعة سيؤن وهم لازالوا فيها منذ 1973 م لم يحظوا بدورات خارجية ولا اهتمام و لا تقدير على المستوى المركزي ولا المحلي ولا حتى صيانة سنوية خارجية لإعادة تأهيلهم نفسيا وفكريا وتجديد نشاطهم ... بينما آخرون في إذاعات محلية لم تبلغ سنوات الفطام في تأسيسها يعيش منتسبوها حالة من الرفاهية وأخر دلع .. ورحلات خارجية وتأهيلية ... وترفيهية ... وامتيازات لاحدود لها .. ومركبات آخر حلاوة لا مصدومة ولا ملكومة وأن ما يدعي للانتحار البطيء لكوادرها أن إذاعة سيؤن تحقق اكبر إيراد مالي من إعلاناتها لخزينة المؤسسة في صنعاء سنويا متوسطه ب ( 5000000 ) ريال ونصيبها منه شهادات تقديرية وبعض كلمات غزل من ورائها .. هل من مزيد !؟ بينما إذاعة محلية كان إيرادها 3650 ريال ليس في الشهر بل في سنة وكانت مكافئتها 4000000
( يا فرحتي و ياهنائي ) ...
لقد أبرزت قيادة إذاعة سيؤن بعض الأفكار ترجو أن يتفقهها المسؤلين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ويطوروها.. منها التبادل ألبرامجي للإذاعات المحلية ، النقل المباشر للبرامج بين الإذاعات المركزية والمحلية و تبادل المذيعين بين الإذاعات وخير شاهد وفاة الزميل الإعلامي / سعيد عمر محروس داخل استديو إذاعة البرنامج الثاني عدن !! ومن أفكارنا أيضا إقامة مهرجان إذاعي تعارفي تنافسي للإذاعات المحلية تقدم فيه ابرز الأعمال الدرامية والبرامجية ويتم فيه تكريم المبدعين والأعمال الفائزة وتتطور الفكرة إلى مهرجان تدعى له الإذاعات المحلية لدول مجلس التعاون الخليجي .. للاستفادة من تجاربهم ... ولقد أصاب آذانهم صمم .. فمن يزيل الوقر عنها ؟
هذا الوضع المُقرف هو سبب من أسباب إصابة الكادر الإعلامي بالإحباط فمنهم من هرب من القبر إلي اللايف ومنهم من ينتظر احد الأجلين وإذا لم ينظر المسؤلين نظرة إنصاف إلي كوادر الإذاعة خاصة فان التفكير يراود بعضهم للانطلاق إلي الهواء النظيف حسب ما سمعته من أفواههم .
إذن نحن وانتم ومن يهمه أمر كوادر حضرموت وفي كل المجالات أمام ظاهرة إهمال مدروس وممنهج .. حتى وان كان بعضهم أو جلهم وبعيدا كل البعد عن الوظيفة المُزمنة والمعتادة التي يعرفها ويقدرها الناس .. ارتموا في أحضان السلطة وصاروا من ابرز المروجين لبقائها وفسادها فهم أشبه ما يكونون بلفائف أوراق يرمى بها بعض انقضاء الحاجة إليها ويفهمونها في وقت ما بعد الضائع .. غير أن ما اعنيه كوادرنا الوطنية الحقة الذين اثروا على أنفسهم وقد كان بهم خصاصة في سبيل أن يبقى للوطن عزته وللإنسان كرامته مثلهم يقتضي الموقف الإسلامي أن يكون لهم اهتماما وأوفر حظا في التأهيل والتكريم والمكانة اللائقة في مجتمعهم .. وان أهملهم الجانب الرسمي نرى أن تلعب الجمعيات الخيرية لعبتها الصحيحة في دعمهم وان كانوا لا يميلون كل الميل إلى الأحزاب التي تتبنى بعضا منها ، فهم كوادر وطن قبل أن يكونوا كوادر أحزاب وتذكروا يا أولو الأحزاب قوله تعالى : ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) .
في ذات الوقت نرى كثيرا من الكوادر الإذاعية طارت إلي إذاعات أخرى .. ولم يتكلم عنهم احد .. وكثير من السياسيين والإعلاميين ومن حضرموت ظهروا على شاشة عدن لايف .. وعادوا معززين مكرمين ولا اهتزت شعرة من رأس ( الوحدويين ) الحضارمة .. ولما أمتعتنا فرقة الشحر الكيمودية بأروع المشاهد من واقع حضرموت لم يتحدث اليراع عنهم إلا بكل خير وهم يستحقون ذلك .. لان الإبداع لا حدود له ولا جغرافية له بل وطن واحد كبير هو الوطن العربي كله أن لم يكن العالم كله .. ولكن للمبدع وطن له عليه حق وعليه له حق وإذا ما اختلت الحقوق ضعف الوطن وتشققت أركانه وصار عرضة لنهم النمل البشري الذي لا يسد ثغوره وشقوقه إلا المبدعين .... ولكن (حبكت) عند الزميل نبيل فخرجت بعض الأقلام المنغمسة بحبر التحزب من أوكارها لتنال من كادر ناجح من كوادر إذاعة سيؤن أراد أن يرسم مستقبله الإذاعي بيده وان كانت وسيلته لا تبرر غايته كما أشرت .. غير أنني سعيد بما أقدم عليه طالما وان حال كادرها المبدع هكذا وان السماوات بها فضائيات يمنية وإذاعتين مركزيتين أدارت ظهرها للكوادر الإذاعية في سيؤن خاصة وحضرموت عامة ومنهم وفيهم من هم أفضل بكثيييييييييييييير من بعض من نراهم ونستمع إليهم في فضائياتنا .
قليلا ما التمس العذر لمن يعتبرون خطوة نبيل .. ( غير نبيلة ) لا لشيء .. وإنما لأنه انحرف عن طريقته المُثلى .. وكثيرا ما كان وكانوا على نقيض في الفكر والطرح السياسي والموقف الحزبي لأمور مجتمعهم .. غير أن كل تلك أفكار قابلة للمناقشة والتصويب والتنازل عن بعضها إذا ما توضح صواب الطرح الأخر .. والأفكار ليست عقائد .. وإنما ناتجة عن ثوابت متحركة قابلة للتغيير وان كان غير معلن في وقته .. لكن تضل تتزاحم مع أفكار تغييريه أخرى إلي أن تنضج وتستثمر .. ويتحمل صاحبها نتائجها .. والكل على صواب الي ان يظهر الحق .
أرأى ان هذا سبب موقف بعضهم من الاخ / نبيل .. وقد ظهرت حقيقته .. كل حسب موقعه وموقفه الحزبي فقط .. اما ما هو أهم عندي وربما عند غيري من الزملاء .. هو الموقف الإبداعي .. الموقف الثقافي والأدبي .. لكادر مثقف و أديب مبدع ومذيع ... لم يكن رقما .. كما يجب ان يكون مثل غيره لا نقول في الوطن العربي .. وإنما فقط في وطنه .. لا بل في محافظته .. فالفوارق في التعامل والاهتمام كثيرة والبون شاسعا فيها ... وان كان ( أوفر حظا من غيره ) .
أرجو .. النظر الي من حولنا .. فكثير من كوادرنا العلمية والطبية .. والرياضية .. والأدبية والفكرية .. والإبداعية .. هربت من حضرموت الي الخارج وهي الآن تقدم خدماتها وعصير أفكارها وجهدها ووقتها لغير أهلها ولبلد غير بلدها .. وكله بسبب المضايقات والإهمال ومد يد التأهيل لمن لا يستحق .. أين أقلام المتحزبين منهم ؟
وكثير ممن بقوا في وطنهم ( حضرموت ) يقدمون خدماتهم وسنوات خبراتهم العلمية والتعليمية والتربوية والدينية .. من علماء دين ومشايخ ووعاظ ... ومدرسين .. وأطباء .. وأدباء ومثقفين ومبدعين مهضومين الحقوق .. ومحبطين .. لا احد يلتفت إليهم ولا إلى مطالبهم .. وإذا ما تم تجاهلهم فاليتاكد الجميع .. ان الإغراءات تحوم حولهم .. وسوف يودعون هذا الوطن الذي لم يعطهم حقهم .. ويتركون هذا الإنسان الذي صمت عن معاناتهم واكتفى بالتفرج والمواساة وهو يرى الإهمال الرسمي والشعبي ينال منهم يوميا .. إذن أين أصوات المتحزبين منهم ؟
ربما يتمتم احد القراء .. لكن لماذا عدن لايف ؟ تمتمة تستحق الاحترام ... ودعوني أتمتم مع المتمتمين .. مالذي تفعله وتعمله وتقوم به بعض الفضائيات اليمنية المعروفة بتحريضها البواح ضد امن واستقرار واستنهاض اليمن وبصوت كوادر إذاعية يمنية .. تُدفع رواتبها ومستحقاتها وعلاواتها من قوت الشعب اليمني ولم نسمع او نقراء أن قلما محايدا غير متحزب قال : عيب هذه خيانة وطنية .... إلا إذا كان قذف الكوادر الإذاعية الحضرمية مباح .. والآخرون محرم قذفهم ... فاحذروا وانتبهوا يا أولي الألباب .. وحافظوا على سمعة كوادركم حتى وان كنتم ترونهم يخالفونكم اليوم .. فغدا ربما يحالفونكم .