احتفالية 14 أكتوبر في ذكراها ال 52 تمت بنجاح بفعل إصرار شعب الجنوب على تقديم رسالته للعالم وكذا اعتزازه بثورته وتاريخه وهويته وقد قدم المهرجان إلى التحالف العربي والعالم الرسائل التالية: 1- إن الانتصار العسكري الذي تحقق في الجنوب يرجع أساسا إلى الحراك الجنوبي الذي يعد القوة الروحية التي أحدثت ذلك الانتصار. 2- إن الحراك الجنوبي لازال يسيطر على الجنوب رغم الحرب الطاحنة التي حدثت ورغم المعاناة المتمثلة بعدم توفر الرواتب والوقود والكهرباء ومعوقات كثيرة أخرى كان يتوقع بسببها إن تكون الفعالية باهتة. 3- عدم وجود أي اثر لما يسمى بالسلطات الشرعية أو ما يسمى بالحكومة الشرعية أو حزب الإصلاح فلم يستطع احد من هولا إن يقيم أي احتفال بمناسبة أكتوبر على ارض الجنوب تحت يافطة الشرعية . 4- بالرغم من إن التحالف العربي بقوته المعهودة يدعم شرعية الرئيس هادي إلا إن الجنوبيين لم يتعاطوا مع ذلك ولم يقبل أي كان على ارض الجنوب إن يتجاوب مع تلك الشرعية المزعومة . وما شاهدناه من مشاهد لافته لأعلام الجنوب وصور الرئيس علي سالم البيض والتي من بينها صور يتوسط فيها البيض بين الملك عبد الله ملك السعودية والشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الأمارات , فهو يحمل معاني ودلالات أهمها إن لا شرعية في الجنوب غير شرعية الدولة الجنوبية المستقلة. 5- إن حضور المهرجان بمشاركات كبيرة من حضرموت والمهرة وشبوة يعطي دلالة قاطعة إن الجنوب وحدة واحدة تحت راية العلم الجنوبي غير قابل للتقسيم تحت أي مسميات فدرالية أو كفدرالية أو غيرها. 6- أدرك التحالف العربي أخيرا بما لا يدعوا مجالا للشك إن لا وجود للشرعية اليمنية أي اثر في الجنوب ولا وجود للجيش الوطني المزعوم ولا للجماعات الإسلامية وان من حقق الانتصار هي المقاومة الجنوبية التي ولدت من رحم الحراك الجنوبي .ولكن كيف يتعامل التحالف العربي مع الجنوب بعد هذا المهرجان ؟ لقد عملت السلطات الحكومية على مخادعة التحالف خلال فترة الحرب وإيهامه بان الشرعية لها وجود في الجنوب وهي القادرة على تحرير الجنوب وكانت مستندة إلى سياسة حزب الإصلاح , وذلك عندما كانت تؤجل الحسم في قاعدة العند لكي لا يسيطر مقاتلي الحراك على القاعدة , إذ كانت توجه التحالف إلى الشمال لضرب رأس الأفعى صعده ومن ثم تتحرر العند عن طريق أنصار الشرعية في تعز ولكن منيت هذه الفكرة بالفشل الذريع نتيجة لاستبسال المقاومة في الضالع وعدن التي خلطت كل الأوراق , فضلا عن غياب المقاومة في الشمال , كما إن محاولات الرئيس هادي دمج المقاومة فيما يسمى الجيش الوطني الغير موجود أصلا هي محاولة لاحتواء المقاومة لصالح الشرعية . وما نشاهده من انقطاع للتيار الكهربي وطفح المجاري وقطع أو تأخير الرواتب هو بمثابة عقاب للشعب الجنوبي من قبل الحكومة على النصر الذي حققه , بالإضافة إلى إن تجاهل التحالف العربي لتلك الأوضاع المزرية في الجنوب زاد الطين بلة , والذي يأتي ذلك في سياق انتظار نتائج المعارك في الشمال , فإن انتصر التحالف سوف يلقي بمسئولية تطبيع الأوضاع في الجنوب على السلطة التي سوف يتم تنصيبها في الشمال وان لم ينتصر فسوف يأخذ على عاتقة ليس تطبيع الحياة في الجنوب بل وبناء دولة في الجنوب . ولكن وبعد ما آلت الأوضاع إلى ما آلت إليه في الشمال والجنوب وبعد نجاح مهرجان أكتوبر, نعتقد إن الحل الأمثل المتاح آنيا أمام التحالف العربي هو منح المقاومة الجنوبية حق إدارة المناطق المحررة امنيا وإداريا , بما في ذلك تطهير مرافق ومؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين واختيار الكفاءات المشهود لها بالنزاهة والخبرة. وهذا يتطلب أن يكون للتحالف دور كبير في توحيد وترتيب وتسليح المقاومة الجنوبية وتسليمها الملف العسكري والأمني ليس في عدن فحسب بل والجنوب بشكل عام , وبالمقابل يكون هناك دور مماثل لتوحيد صفوف الحراك لتشكيل قيادة سياسية تمتلك زمام السيطرة السياسية والميدانية على كل الجنوب وهذا ما ننتظره من التحالف وقيادات المقاومة ومكونات الحراك بفارق الصبر.