قال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو إن "انهيار الخدمات الأساسية مستمر بوتيرة سريعة في اليمن". وأضاف في مؤتمر صحفي عُقد في مركز الأممالمتحدة للإعلام في القاهرة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة اليمنيةصنعاء بأن التقديرات الحالية تفيد بأن "أكثر من 14 مليون شخص لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية الكافية، وثلاثة ملايين طفل وامرأة حامل أو مرضعة يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية أو الخدمات الوقائية، وأن 1.8 مليون طفل باتوا خارج النظام الدراسي منذ منتصف آذار/مارس. كما تتراجع الخدمات الأساسية بشكل سريع نتيجة التأثير المباشر للصراع ونقص الموارد اللازمة لدفع الرواتب أو تكاليف الصيانة". ووصف المسؤول الأممي الصراع الدائر في اليمن بأنه "مدمر"، مشيرا إلى أنه انتشر إلى 20 من أصل 22 محافظة في البلاد، وهو ما أدى بدوره إلى وضع إنساني بائس وازداد تدهوراً بشكل كبير خلال الأشهر السبعة الماضية. وأضاف بأن أهل اليمن يناضلون الآن تحت وطأة انهيار الخدمات الأساسية والتهجير القسري، وأن نحو 21.2 مليون شخص – أي بنسبة 82 في المائة من السكان – هم حالياً بحاجة إلى أشكال مختلفة من المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الضرورية أو حماية حقوقهم الأساسية. حسب موقع (مُسند للأنباء). إن استمرار انهيار الخدمات الأساسية في اليمن بوتيرةٍ سريعة هو بالفعل نتيجة صراع، ولكن هذا الصراع ليس محلياً ولا إقليمياً كما يصوره الإعلام الغربي وإنما هو في حقيقة الأمر صراع دولي بين الدول الكبرى على مصالحها ونفوذها في اليمن، كما هو الحال أيضاً في بقية بلدان المسلمين، وما تلك القوى الإقليمية والمحلية إلا أدوات لذلك الصراع المحموم على المصالح والنفوذ الغربي في العالم بصفة عامة وفي البلاد الإسلامية بصفة خاصة. لقد ذرفت الأممالمتحدة دموعها على كثير من البلدان وتباكت على أطلالها ولكن دموعها تلك ليست إلا دموع التماسيح التي لا ترحم فريستها حين تنقض عليها، وهذا ما تعمله الأممالمتحدة دائماً عبر مسؤوليها ومبعوثيها الأمميين، فالأممالمتحدة ترسل مبعوثيها لإشعال نيران الفتن والحروب في العالم خدمةً للدول الفاعلة والمؤثرة فيها من جهة، ثم ترسل مسؤوليها المغلفين بالرحمة والإنسانية بعد أن أهلكت الدول الأعضاء فيها الشجر والحجر بخلاف الإنسان من قتله وتشريده من بيته وبلده والتفريق بينه وبين أهله، وما حدث في كوسوفو والهند وكشمير وكذلك ما يحدث في العراق وفلسطين والسودان وسوريا واليمن وغيرها من بلدان العالم لهو خير دليل على بشاعة دور الأممالمتحدة في دمار الحرث والنسل لترضى تلك البلدان بعد شدة المعاناة في نهاية المطاف بأفكار وأنظمة الغرب كحلول لمشاكلها وتثبيت عملائها لتنفيذ مخططاتها وحراسة مصالحها، تفانياً منها في خدمة الدول المؤسسة لها والمؤثرين في سياستها، برغم وجود الحلول الجذرية والناجعة لمشاكل الأمة بل والعالم أجمع من أحكام وأنظمة الإسلام. من هنا كان لزاماً على المروجين لأفكار الغرب وأنظمته من مفكري وسياسيي البلاد الإسلامية أن يفيقوا من غفلتهم وينتبهوا لما يدور حولهم وحول شعوبهم من مؤامرات عبر هذه المنظمات العالمية، وعلى رأسها منظمة الأممالمتحدة التي تعمل خادمةً مطيعةً عند من أنشأها ودعمها خدمةً لمصالحه على حساب دماء وأعراض وثروات الأمة. إن رعاية شؤون الناس في اليمن وغيرها من بلدان العالم لن يكون في ظل النظام العالمي الرأسمالي الوضعي القائم على المصلحة والذي لا يعترف إلا بتحقيق القيمة المادية فقط على حساب القيمة الإنسانية والروحية والأخلاقية بين بني البشر، ذلك النظام الذي أدى بهم إلى الشقاء، وإن الرعاية الصحيحة لشؤون الناس لن تكون إلا على أساس نظام خالق الكون والحياة والإنسان والمدبر لشؤون حياتهم عندما يطبق عبر كيان تنفيذي في ظل دولة الخلافة على منهاج النبوة الذي يحقق للناس الأمن والاستقرار والحياة الرغيدة، ورضواناً من الله أكبر وسيجزي الله الشاكرين.