فرح الجنوب والجنوبيون كثيرا بتعيين القائد عيدروس الزبيدي محافظا لعدن وتعيين شلال قائدا لشرطة عدن ولانخفيكم أننا فرحنا كثيرا لهذا التعيين الذي جاء بعد صدمة قوية وحالة من الحزن بعد اغتيال الشهيد اللواء جعفر محمد سعد . وفي ظل الأوضاع والأحداث المتلاحقة التي يمر بها اليمن عموما والجنوب خصوصا قد تكون التعينات الأخيرة بارقة أمل لغد أفضل واجمل ولكنها بالمجمل ليست تحقيقا للهدف المنشود وهو استقلال الجنوب وفك حبالة من وحدة لم نعرف منها سوى الموت والقتل فقط فالتحالف سابقا ومن خلال مبادرته الخليجية السابقة إزاح الرئيس المخلوع ولكنه عندما استشعر الخطر الإخواني الذي يتستر بستار الدين بينما لاتقل جرائمه فظاعة عن جرائم المافيا الإيطالية أو الروسية وكلها بأسم الله .لم يتردد مطلقا في فك طوق الحوثيين ونشر شرورهم من أجل التخلص من هذا الحزب الاصلاحي الممجوج. ولذلك اللعب على المتناقضات لعبة خطرة ومزدوجة قد تكون نتائجها عكسية أيضا أن اغتيال اللواء الشهيد جعفر محمد سعد قد جعل قيادة التحالف تفكر مليا في استخدام الحراك الجنوبي للتخلص من الحوثيين وأعوانهم في الجنوب ولذلك لن تتوقف عجلة استغلال التناقضات إلا بحنكة ودهاء القادة الجنوبيين، فالتعينات الأخيرة والتي بموجبها تم تعيين القائد عيدروس الزبيدي محافظا لعدن وشلال شائع قائد لشرطة عدن لم تأتي نتيجة لحب التحالف للجنوب والجنوبيين وإنما سياسة أخرى من سياسة اللعب على التناقضات ولذلك على قيادة المقاومة الجنوبية سرعة الاستفادة من هذه القرارات وذلك بسرعة تعين أبناء الجنوب في كل مرافق الدولة ووزاراتها بالجنوب وسرعة دمج مقاومتها الجنوبية في كل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية بما يساعد في بناء مجتمع جنوبي مدني خالي من الظلم ... فالثورة أيضا لاتحتاج إلى رصاص فأغلب الثورات بحاجة إلى عقل وضمير وهدف شريف وحب الخير للناس .. ولذلك فثورة البناء أشد صعوبة من ثورة القتل . حتى إذا جاءت مرحلة التخلص من الحراك الجنوبي وقادته عن طريق الإقالة سيكون قطار خططهم قد فات تأثيره وسيكون أبناء الجنوب هم من يمسك بزمام المبادرة وسيكون القرار الجنوبي بيد أبنائه لأننا حينها سنملك قاعدة جنوبية عريضة وقاعدة شعبية جنوبية لا يضرها تغيير المحافظ أو إقالة قائد شرطة عدن . أن قيام القائد الشنفرة برفض تعيينه كوزير للنقل غباء مفرط لأنه فوت على الجنوب والجنوبيين الإمساك بميناء عدن وشركة مواني عدن وكان باستطاعته ان يخدم الجنوب من موقعة ولكنه القدر. على القادة الجنوبيين الرضى بأي تعيين أو منصب قد يمكنهم من السيطرة على الوضع فالوزير قد يحدث ثورة جنوبية في وزارته بما يسهل للجنوبيين التخلص من وحدة الفيد والاستعباد والموت بسلاسة ويسر وحتى لا يكونوا مجرد أدوات فقط أو مجرد منديل لإزاحة الاوساخ.