لم آت بجديد إن تحدثت عن دور مجتمع مديرية رضوم بمحافظة شبوة في حماية موقع ميناء تصدير الغاز الطبيعي المسال في منطقة بالحاف على خليج عدن، اذ سبق لي تناول ذلك في عدد من المواد الصحفية من أخبار وتقارير وأستطلاع مصور وفي هذا الموقع (عدن الغد) والصحيفة الورقية الصادرة عن نفس المؤسسة (مؤسسة عدن الغد للاعلام ). فدور مجتمع رضوم مشايخ وشخصيات ومواطنين ومقاومة في المبادرة طوعيا بتحمل مسئولية حماية المشروع الاقتصادي الاضخم والاكبر والأهم في البلاد قاطية واضح وجلي ومحل اشادة وتقدير السواد الأعظم من الشعب وقبله السلطة الشرعية كيف لا وهولا الالاف من المعدمون الذين وقف الكثير منهم طويلا على بوابة بالحاف متسجديا فرصة عمل متسولا مصدر رزق حلال دون جدوى يقفون اليوم ومنذ زهى ثمانية شهور في العراء تحت أشعة الشمس الحارقة مشكلون بأجسادهم النحيلة سور منيع بين الموقع وأيادي عصابات ومافيا السرقة والنهب التي كانت على بعد مرمى حجر من البوابة الرئيسية للموقع ،مستميتون في الحفاظ على مرافق ومنشآت ميناء تصدير الغاز الوحيد في البلاد وبفضل الله ونواياهم الصادقة تمكنت الحراسات المدنية (حماة بالحاف) من تحقيق النجاح بعلامته الكاملة إلى درجة عدم تسجيل أي حالة فقدان ولو لمسمار واحد من محتويات ميناء التصدير المذكور. وعلى الرغم من ذلك فهناك حملة اعلامية مسعورة تتعرض لها اللجنة القائمة بإدارة عملية حماية بالحاف من قبل البعض بما فيهم مسئولين كبار في السلطة المحلية بالمحافظة بكل أسف وبعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي محملين أياها أي اللجنة كل شيء يحدث في المديرية البالغ مساحتها الطولية نحو مائتان كم تقريبا دون الأخذ في الاعتبار المهام المحددة والمعروفة للجميع التي كلفت نفسها بها منذ مبادرتها الطوعية وهي حماية موقع ومكونات الميناء والمناطق المحيطة به . كما أسلفت في مستهل اطلالتي هذه أنني لم ولن آت بجديد في هذا الشأن على أعتبار إنه شيء ملحوظ ومشهود له كعمل وطني رائد من قبل الجميع . فالجديد الذي أحببت التطرق له هناء يتمثل في الدور القادم على الجهات المسئولة عن ميناء الغاز في بالحاف وعلى رأسها الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال وبماذا ستكافئ من بادر وتطوع وقام بحماية أهم منشآة في مشروع أنتاج وتصدير الغاز اليمني ؟ والحفاظ عليه في ظروف استثنائية وصعبة جدا ووقت هرب فيه الجميع وتخلى الكل عنه تاركا أياه بما فيه عرضة للسرقة والنهب والتخريب. نعم اليوم والحرب الدائرة في البلاد منذ مطلع العام الجاري 2015م تلفظ أنفاسها الأخيرة وأوشكت تلك الحرب على النهاية بانتصار أحد طرفيها أو بالتفاوض والحوار الثنائي برعاية دولية. أنتهت الحرب على الأقل في محافظة مأرب التي تتواجد فيها حقول الغاز وبالتالي عودة الأمور الى طبيعتها وحينها دون شك ستعاود الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال تواجدها بحجمه السابق في موقع بالحاف وستستأنف عملية ضخ وتصدير الغاز وبيعه ماذا سيكون مصير الشباب الذين كانو بمثابة العيون الساهرة على ميناء الغاز ببالحاف وماهو رد جميل المسئولين في الشركة لهم؟ هل ستكتفي بالملايين القليلة التي تصرفها لهم نهاية كل شهر مقابل حمايتهم لموقعها وحفاظهم على عشرات المليارات من الريالات المتمثلة في المرافق والاليات والمعدات الموجودة بداخله والقول لهم كثر الله خيركم ما قصرتم والله معاكم ؟ أم تستوعبهم كموظفين وعمالة لديها وتؤهل من يستحق التأهيل منهم وتنمي مناطقهم بتنفيذ مشاريع الخدمات التي تحتاجها وستمنح أبنائها الامتيازات التي تمنحها لغيرهم في جوانب المقاولات والتوريد وتأجير المعدات والسيارات وغيره ؟ هل ستفعل شيء من ذلك كرد شيء من جميلهم أم ستتنكر له وتوصد أبوابها مجددا في وجوهم كما كانت تفعل قبل أبريل 2015م ؟؟ فحتى ذلك اليوم سننتظر فإن غدا لناظره قريب.