محمد عوض ذو الثالثة والعشرون عاما مكث زهى العامين مرابطا أمام بوابة مينا تصدير الغاز الطبيعي المسال الواقع بمنطقة بالحاف على ساحل بحر العرب بحثا عن فرصة عمل لكنه لم يظفر بتلك الوظيفة التي تعول أسرته المكونة من 12 نسمة عليها كثيرا في وقت كانت الوظائف الغير فنية تذهب لأناس من خارج منطقته التي يقع الميناء فيها بل ومن خارج المحافظة فبينما كان الشاب الفقير منتظرا الوظيفة كان المئات من أبناء صنعاء وتعز واب يصلون تباعا إلى الموقع حاملين توصيات من كبار القوم في العاصمة صنعاء فسرعان ما يتسلمون وظائفهم المحجوزة سلفا لهم. وانا في سياق إعداد هذا التحقيق الصحفي وجدت محمد الذي سبق ان لخصت معاناته في الحصول على وظيفة في شركة الغاز ونشرتها في احد الصحف المحلية وجدته واقفا في إحدى نقاط التفتيش القبلية الحامية لميناء تصدير الغاز الطبيعي المسال ببالحاف ممتشقا بندقيته فسألته بعد السلام والتحية عن سبب وجودة هناء فأجابني دون تردد أنا هناء لحماية بالحاف من النهب والسرقة لم اتركه يكمل بل باغتته بسؤال آخر لماذا تحميها وهي لم تستوعبك عاملا فيها قال لي صحيح لم يقبلوني للعمل فيها ولكن هناك غيري من الشباب الفقراء يعملون فيها ويصرفون على أسرهم منها وتعد مصدر رزقهم الوحيد وأضاف مستدركا: ولكن الآن تجدد الأمل داخلي في الحصول على وظيفة خصوصا ان المسئولين سيقدرون جهودي في حماية الموقع. * حماية عسكرية: عبر اتفاق لم تعرف تفاصيله بين كل من وزارة الدفاع اليمنية والشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال نشرت وزارة الدفاع لواء عسكري بكامل عدته وعتاده لحماية مكونات ميناء التصدير حيث تمركزت قوات عسكرية من اللواء ثاني مشاة بحري في بوابات الميناء وتمركزت قوات أخرى على مسافة نحو أربعون كم على الطريق العام الذي يمر بجانب بالحاف مشكلة نقاط تفتيش عسكرية ناهيك عن تموضع عدد من كتائب اللواء في محطات متفرقة على خط أنبوب الغاز القادم من محافظة مأرب شمال اليمن. ودأبت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال على دفع مبالغ مالية قدرتها مصادر مقربة من قيادة اللواء ثاني مشاة بحري بمئات الملايين من الربالات لوزارة الدفاع مقابل الحماية التي يوفرها اللواء للميناء . - علاقة متوترة مع المجتمع: منذ شروع الحكومة اليمنية في العمل عام. لم تستطيع الشركة المسئولة عنه ( الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال ) تطبيع علاقتها بالمجتمع المحيط بالمشروع حيث ضلت علاقتها بسكان المناطق المجاورة لموقع المشروع في توتر دائم وذلك يعود إلى شعور هولا السكان بتجاهلهم من قبل المسئولين عن المشروع وضل هولا السكان يشتكون باستمرار من استحواذ مسئولين وتجار كبار في العاصمة صنعاء على الامتيازات الممنوحة من الشركة مثل المقاولات واستيراد المواد وتأجير الآليات والمركبات ناهيك عن التفرد بموضوع استيعاب العمالة في المشروع. - ثورة الفقراء: أمام هكذا تجاهل وتهميش لأبناء مناطق مديرية رضوم التي يقع المشروع في نطاقها الإداري وبعد إن وصلوا إلى قناعة تامة بعدم استجابة المسئولين في شركة الغاز والحكومة اليمنية لمطالبهم نفذ المواطنون عدد من الفعاليات الاحتجاجية السلمية بهدف الضغط على ذوي الاختصاص للالتفات لمطالبهم وتنفيذها ومع ارتفاع وتيرة هذه الفعاليات التي سميت بثورة الفقراء تولد شي من التجاوب لدي الحكومة اليمنية ممثلة بالسلطة المحلية ومسئولي الشركة وتم عقد عدد من اللقاءات مع ممثلين عن المواطنين حيث قدم ممثلو المواطنين مجموعة من المطالب أبرزها: توظيف الشباب العاطلين عن العمل من أبناء المنطقة في الوظائف الغير فنية واستيعاب المؤهلين منهم والأشراف على مكتب العمل وتنفيذ عدد من المشاريع الخدمية الحيوية في مناطقهم وتأهيل الشباب من خريجي الثانوية العامة واعتماد مبالغ شهرية كإعانة للفقراء والمحتاجين وإعطاء الأولوية للمقاولين من أبناء المنطقة في تنفيذ مشاريع الشركة واستئجار الآليات والمركبات بعض هذه المطالب تم موافقة الطرف الآخر عليها ولكن لم تحظى بالتنفيذ مما دفع المواطنون بالعودة مره أخرى وتنفيذ اعتصام سلمي على بعد نحو 10كم من موقع ميناء بالحاف الشيء الذي دفع السلطات للتعامل معه بقوة مفرطة اذ في صبيحة يوم 21/ مارس من العام 2013م اقتحمت قوة عسكرية من اللواء المكلف بحماية ميناء تصدير. الغاز مخيم الاعتصام وفضه بقوة السلاح نتج عنه مقتل المسئول الأول عن الاعتصام علي محمد لسود باداس المعروف بالخطاف وزميله محمد سالم العظمي وإصابة عشرة من المواطنين. - هروب رسمي وحضور شعبي : في ضل الحرب الدائرة في اليمن والتي تشنها قوات الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح والمليشيات الحوثية على عدد من محافظات الجنوب وتأكد المقاومة الجنوبية الشعبية من انتماء وولاء اعداد كبيرة من الضباط والجنود المنتسبين للواء ثاني مشاة بحري للمخلوع وجماعة الحوثي تداع رجال المقاومة ورجال قبائل حمير لمحاصرة اللواء والتمكن من إسقاطه مساء يوم 14/ ابريل من العام الجاري2015 م والسيطرة عليه بعد هروب قيادته ومنتسبيه وترك منشاءات ومرافق ميناء تصدير الغاز اليمني بدون حماية وفريسة سهلة لعصابات النهب والسرقة الشي الذي دفع أبناء المنطقة من رجال القبائل وعناصر المقاومة إلى سرعان تشكيل سياج أمني منهم حول موقع الميناء وحمايته حيث تمكنوا في الأيام الأولى التي تلت سقوط اللواء العسكري من صد عدد من محاولات اقتحام الميناء وتنفيذ عمليات نهب وسرقة لمحتوياته وعليه تم استدعاء شباب المنطقة والذي قدر عددهم بأكثر من 5000 شاب يشكلون حاليا قوة أمنية لحماية الموقع. - حماية مجتمعية مجانية: قد يستغرب البعض إن قلت ان هذا العمل الجبار الذي يقوم به هولا المواطنين والمتمثل في حماية منشأت ميناء الغاز عمل مجاني اي ان تلك الحراسات لم تستلم مقابل ما تقوم ريالا واحدا حتى الآن ولكن الأمل يحدوهم في تقدير الجهات المختصة لعملهم وتقديم الحوافز المالية المناسبة لهم. - قمنا بواجبنا ونأمل تقدير عملنا: -الأخ خالد علي العظمي رئيس اللجنة التنفيذية وقائد الحراسات الأمنية المتطوعة لحماية الميناء تحدث ل الشرق قائلا: بداية أتوجه بالشكر لعدن الغد على هذه الخطوة الهامة المتمثلة في نزولها لموقع ميناء تصدير الغاز الطبيعي المسال في منطقة بالحاف وحقيقة نحن سعداء بهذه الزيارة التي نعول عليها كثيرا في نقل صورة كاملة عن ماتعانيه الحراسات المجتمعية من مشاكل وتواجهه من مصاعب. فحقيقة ولدت فكرة حماية الميناء كنتاج طبيعي لما آلت أليه الأمور أمنيا عقب سقوط اللواء الثاني مشاة بحري المكلف بحماية الموقع في يد القبائل والمقاومة الجنوبية الشعبية ولأن الميناء يمثل أهمية اقتصادية كبيرة ويحتوي على معدات ومنشأت ومرافق وآليات ومركبات كثيرة وكبيرة وبعد سقوط اللواء أصبح عرضة للسرقة والنهب حيث شاهدنا توافد جماعات متخصصة في النهب والسرقة وانطلاقا من مسئوليتنا الوطنية أولا ووقوع الميناء في أرضنا سارعنا إلى استدعاء شباب المنطقة من أبناء قبائل آل لخنف وشكلنا بداية طوق أمني حول الموقع وتناوب الشباب على حراسة الموقع ليل نهار وفعلا تمكننا من إفشال عدد من محاولات الوصول للموقع وبالتالي نهب محتوياته وبعد ذلك قمنا بتوزيع نحو 4000 شاب مستخدمين أسلحتهم الشخصية( كلاشنكوف) وما تبقى من سلاح متوسط خلفه الجيش على كافة النقاط التي كان يتمركز الجيش فيها وهاهم مستمرون في أداء واجبهم في ضل ظروف أقل ما يقال عنها ظروف صعبة وتكمن صعوبتها في انعدام الحوافز المالية لهولا الشباب فلم تبادر أي جهة رسمية في الدولة في صرف أي حوافز مالية لهم فهم مسئولين عن أسر تنتظر منهم الكثير وقلة المخصصات المالية للتغذية المصروفة لهم ناهيك عن السلاح والذخيرة وغيرة علما إننا سبق وان ناشدنا الشركة اليمنية للغاز الطبيعي وخاطبنا المسئولين فيها وأبلغناهم ما نواجهه من صعوبات واجزم أنهم يدركون ذلك ولكن تجاوبهم لم يكن في مستوى طموحنا لمعالجة تلك المشاكل. ولابد ان يعرف الجميع وفي طليعتهم السلطة الشرعية في الرياض ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور ونائبه رئيس مجلس الوزراء م خالد بحاح ان هناك مخاطر جمة محدقة بميناء الغاز فالتقدم المخيف لقوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي في محافظة شبوة يقلقنا وتطلب مننا مضاعفة الجهود ورفع مستوى اليقظة الأمنية والمتربصين بالموقع من اللصوص والنهابين لم يزالوا متواجدين وينتظرون أي فرصة للانقضاض على الموقع وعليه نطالبهم بسرعة العمل على حل مشاكلنا ومدنا بالدعم بكافة أنواعه . ختاما لأبد ان أشير إلى جزئية بسيطة وهامة إلا وهي إن الشباب القائمين بحماية الموقع معظمهم من العاطلين عن العمل ولم يمتلكون أي مصادر للرزق وجميعهم يعيلون أسر كبيرة فهؤلاء بدأو يتململون ويعلنون ولو همسا عن استيائهم من التجاهل الذي قوبلت جهودهم به وعليه فأنني أحذر فيما أذا قرر هولا ترك مواقعهم وأقولها صراحة مالم يتم الاهتمام بهم وصرف ما يستحقونه من حوافز ومكافآت سيكون أمر إقناعهم بالبقاء ومواصلة عملهم في حماية الميناء أمر صعب. مختتما حديثة ل عدن الغد بأن اللجنة تعمل حاليا على اعداد الكشوفات الخاصة بصرف حوافز الحراسات الأمنية من المبلغ الزهيد الذي تسلمته مؤخرا مؤكدا عدم كفايتها ولكنها تعتبر شي من لا شي وان الصرف سيتم خلال الأيام القليلة القادمة. - تفاعل مشهود ودعم محدود: من جانبه أشاد الأخ سالم صالح باداس نائب رئيس اللجنة بتفاعل مشايخ وشخصيات وأبناء قبائل آل لخنف بمديرية رضوم بشأن حماية ميناء الغاز الطبيعي المسال بمنطقة بالحاف والذي أثمر الحفاظ على الموقع ومحتوياته من أعمال النهب والسرقة والتخريب وذلك لإدراكهم بما يمثله من أهمية اقتصادية للوطن عامة منتقدا في الوقت نفسه عدم تقدير الجهات المسئولة في الدولة ذلك العمل الوطني الذي قام به أبناء المديرية من قبائل ومقاومة جنوبية في حماية هذه المنشأة الضخمة داعيا المسئولين في وزارة النفط والمعادن والشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال ضرورة تقديم الدعم للحراسات الأمنية المدنية مشيرا إلى ما قدمته حتى الآن لا يساوي شيئا أمام ما قدمه هولا الشباب مستدركا إن دعم الشركة مطلوب اليوم وغدا أي بعد إن تستقر الأوضاع ويستأنف العمل في الميناء على الشركة تقدير تلك الجهود من خلال استيعاب هولا الشباب وتوظيفهم وكذلك تنفيذ المشاريع الحيوية في مناطق المديرية وعلي رأسها ربط مناطق رضوم والحامية والحيبلة وحورة الساحل وعرقه والمطهاف بكهرباء بالحاف.