تحمّل البروفيسور حسين باسلامة قيادة جامعة عدن في ظروف بالغة السوء والتعقيد ، حيث خرجت مدينة عدن من حرب ظلوم وكان كل شيء فيها مدمر ، بما فيها جامعتها العريقة ، وكان البروفيسور باسلامة في المحك ، أما أن يستسلم ويترك الجامعة تتدمر وتنتهي لا سمح الله تعالى ، وإما أن يتحمّل مسئوليته الأخلاقية والأكاديمية ، فاختار الأخيرة رغم أن الكل ضده من ظروف وبعض البشر! ، فاستعان بالمخلصين من منتسبي الجامعة وقرر تحمّل الأمانة ، فمشت الأمور بصورة سلسة وطيبة رغم الكثير من المعوّقات التي واجهته هو ومن معه ، وتم أنهاء السنة الجامعة 2014- 2015م بنجاح حسده عليه أكبر المتشائمين ، ودخلت الجامعة في عامها الأكاديمي الجديد 2015- 2016م بهمة أكبر وطموح أعلى بفضل الله تعالى ثم بقيادة رئيسها البروفيسور حسين باسلامة !. نهوض جامعة عدن والمعوقات التي واجهت رئيسها باسلامة ، عشت بعضه بحكم أني أتلقى العلم في برنامج الدكتوراه على يد البروفيسور حسين باسلامة ، كان يشكي لنا بعضا من همومه والعراقيل التي يصنعها بعض ضعاف النفوس أمام قيام جامعة عدن بدورها التنويري من جديد، ولطالما سمعته وهو يتلقى اتصالات تفيد أن بعض المخربين أغلقوا بعض الكليات ، وكان أولئك إما متطرفين وإما بعض أفراد المقاومة للأسف والذين لا يعرفون كيف يطالبون بحقوقهم بطريقة حضارية، كان ينظر إلينا ويخبرنا أن المراد من كل تلك الأعمال إفشال الجامعة وجعل قيادتها يرفعون الراية البيضاء ليس لشيء إلا للجهل الذي هو عدو العلم الأول ، وكنا نسمعه دائما يقول لنا أنه مُصر على إكمال الطريق ولو كلفه ذلك حياته!!. يذهب رئيس جامعة عدن باسلامة إلى عمله ويقوم بزيارة جميع الكليات التابعة لها بدون حراسة شخصية ، لذلك لن تستغرب حين تراه في سيارته وحيدا، يرافقه إيمانه فقط برسالته ، يواجه يوميا العديد من المصاعب والعراقيل والتي تزيده إصرارا على مواصلة الطريق لتعود جامعة عدن منارة للعلم والثقافة والتنوير ، وأحسب أنه قد قطع معظم الطريق بنجاح وبمساعدة الشرفاء من منتسبي الجامعة وأفراد المقاومة الجنوبية والذين كانوا عونا عظيما للبروفيسور حسين باسلامة في المحافظة على مباني الجامعة وأصولها . أكتب هذه المقالة وقد عشت مع أستاذي باسلامة بعضا من معاناته وشاهدت وسمعت بالعديد من العراقيل والصعوبات التي واجهته وكنت – أحيانا – أقول : سيستلم هذه المرة!! ، ولكني أجده أكثر اصرارا وعزيمة وكأنه الذهب لا تزيده النار إلا لمعانا وصفاءً! .. في الأخير أتمنى من فخامة الرئيس هادي أن يصدر قرارا جمهوريا بتعيين البروفيسور حسين باسلامة رئيسا رسميا لجامعة عدن وفاء وتكريما لأستاذ ناضل وجاهد من أجل أن تقوم جامعة عدن على قدميها من جديد ، وأحسب أنه نجح في ذلك الأمتحان ناجحا باهراً .