مرت الذكرى الخامسة لخروج المصريين ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك في 25 يناير 2011 واجباره على التنحي عن السلطه في وقتها، دون مظاهرات او فعاليات احتجاجية كبيرة، كما كان يأمل من دعوا اليها في الأسابيع السابقة على الذكرى. وكان متحدثون وقادة في جماعة الاخوان المسلمين في مصر وخارجها وكذلك "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الداعم للجماعة دعوا في بيانات وتصريحات متوالية المصريين الى الخروج في ذكرى الثورة "لاسقاط حكم العسكر"، حسب التعبير الذي ورد في معظم تلك التصريحات والبيانات. وقبل أسابيع من نفس الذكرى، دعت حركات ومجموعات شبابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى مظاهرات منفصلة اعتراضا على ممارسات السلطات الحالية. ولكن بانتهاء اسبوع "الثورة مستمرة وثورتنا وهنكملها" كما سمته تلك البيانات، والذي ضم ايام الاثنين (25 يناير ذكرى انطلاق الثورة) وكذلك ايام الخميس والجمعة وهي ذكرى يوم "جمعة الغضب"، في 28 يناير، التي انسحبت فيها الشرطة امام المتظاهرين ونزل الجيش إلى الشارع تكون المناسبة قد مرت دون صخب كبير. وذكر بيان منسوب لمحمد منتصر، المتحدث الاعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين، في مساء 25 من يناير أن 700 الف من انصار الجماعة شاركوا في زهاء 350 فعالية احتجاجية مختلفة في 27 محافظة مصرية. وكان بيان صادر عن التحالف قد تحدث عن "مسيرات وفعاليات متعددة انطلقت من 275 مكانا شارك فيها أكثر من 300 ألف على مستوى الجمهورية ضمن أسبوع ثورتنا وهنكملها" . ولم تصدر اي بيانات أو تصريحات عن ذات المنابر تذكر تقديرا لأعداد الذين خرجوا في يومي 28 من يناير سوى اخبار ظهرت على عدد من الصفحات الالكترونية للجماعة تظهر عشرات الاشخاص وفي بعض الاحيان مئات قليلة في عدد من القرى والمدن لا سيما البعيدة عن العاصمة. اعتقالات ومخاوف بيان صادر عن التحالف المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين تحدث عن "مسيرات وفعاليات متعددة انطلقت من 275 مكانا شارك فيها أكثر من 300 ألف شخص" في أنحاء مصر بمناسبة ذكرى ثورة يناير وفي اللحظات الاخيرة قبل الذكرى، اعلنت قوى شبابية مؤيدة للثورة ومناهضة للنظام الحالي عن عدم عزمها الخروج الى الشارع في أي مظاهر احتجاج ومن هذه المجموعات حركة السادس من ابريل التى اعلنت اكتفاء اعضائها "بالاتشاح بالسواد" في ذلك اليوم، وعللت ذلك بالانتشار الامني الكثيف في الساحات والميادين وخشيتها من اعتقال اعضائها. وكانت قوات الامن القت القبض على عشرات الاشخاص بزعم مشاركتهم في مظاهرات لجماعة الاخوان او التوجه الى تلك المظاهرات في المطرية بالقاهرة وفي الفيومجنوبالقاهرة يوم 25 يناير. وتقول جماعة الاخوان ان قوات الامن اعتقلت افرادا منتمين لها في ايام تالية للذكرى من منازلهم. وكان أربعة اشخاص، تقول سلطات الامن إنهم محسوبون على الجماعة وكانوا مسلحين، قتلوا في تبادل اطلاق للنار مع الشرطة اثناء مداهمات لمساكن يقيمون فيها ايام 24 و25 من يناير في حوادث منفصلة عن التظاهرات او الحشد للذكرى. لكن جماعة الاخوان ذكرت أن هؤلاء الاربعة جرت تصفيتهم عمدا ولم يكونوا مسلحين. كما استبقت قوات الامن ذكرى يناير بالقاء القبض على عدد من شباب حركة السادس من ابريل بدعوى المشاركة في فعاليات مخالفة للقانون وكذلك عشرات الشباب المنتمين للجماعة في المحافظات المختلفة بنفس الاتهامات. انقسام وانعدام ثقة وعن ضعف تظاهرات جماعة الاخوان المسلمين مقارنة باحتجاجات الاعوام السابقة، يقول محمد حبيب النائب الاول السابق لمرشد جماعة الاخوان المسلمين والمنشق عنها منذ عام 2010، ان المصريين باتوا يخشون من الاستجابة لنداءات تظاهر "مقرونة بدعوة لعنف أو تخريب وتدمير وربما عمليات اغتيال، كما ان النزاعات الداخلية والانقسام الحاصل داخل جماعة الاخوان المسلمين حاليا دفعت كثيرين من ابنائها لعدم الاستجابة لدعوات التظاهر". قوات الأمن انتشرت بكثافة في ميدان التحرير، مهد ثورة يناير، ولم تشهد مصر سوى مظاهرات محدودة في الذكرى الخامسة لها ويضيف أن "الجماعة لا شك تفككت واصبحت أجنحة، للأسف، وكل جناح يدعي لنفسه الخط الصحيح...الفترة التي حكم فيها الاخوان مصر تركوا اثارا سلبية للغاية. وهذا انعكس على الشعب برمته...لا احد يدعوا للحشد الا اذا كان الشعب معه...الشعب في تصوري فقد ثقته بجماعة الاخوان... والجماعة تسحب الان على المكشوف كما يقولون." "بالنقاط وليس بالضربة القاضية" لكن الدكتور جمال حشمت مسؤول ما يسمي "البرلمان المصري" في الخارج وهو كيان موازي لمجلس النواب المصري الحالي ويضم اعضاء جماعة الاخوان المسلمين في برلمان 2012 الذي تم حل مجلسيه في يونيو/ حزيران 2012 و يوليو/ تموز 2013 على التوالي، رفض ان يكون "للازمة الحاصلة حاليا داخل جماعة المسلمين أي تأثير على الحراك الشعبي في مصر." ويقول إن "الخلاف الذي بين الاخوان لم يؤثر على موقفهم ضد الانقلاب وهم مختلفون فقط على ادوات الوقوف ضده، وبالتالي لم يكن له تأثير على الخروج... نحن في معركة بالنقاط ولسنا في معركة بالضربة القاضية... وهناك اسباب كثيرة لعدم المشاركة بكثافة منها ان هناك اكثر من 50 الف في السجون، لان فيه عنفا وقتلا وتعذيبا، ولان هناك صمتا دوليا على ما يحدث في مصر، لكن ذلك كله لا يجعلنا نتردد في المطالبة بحقوقنا." الإسلاميون في مأزق جيهان رجا عضو الهيئة العليا لحزب الوسط المنسحب من "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" ترى ان عدم خروج المصريين في 25 يناير سببه هو أنهم منقسمون حاليا بالفعل منذ 30 يونيو. وتقول إن "الاسلاميين ومنهم الاخوان المسلمون ما بين قتل وطريد ومعتقل يمارس عليهم كل انواع القمع... وكما قال احد الاعلاميين فإن مصر صارت تبنى سجونا اكثر من بناء المدارس... الاسلاميون لا يخرجون الان خشية الاعتقال او التعذيب... الاسلاميون الان يحاربون من جهات عديدة في المجتمع منها بجانب الشرطة القضاء والاعلام ومن البلطجية في الشوارع". جيهان رجا عضو الهيئة العليا لحزب الوسط تقول إن "الاسلاميين ومنهم الاخوان المسلمون ما بين قتل وطريد ومعتقل يمارس عليهم كل انواع القمع". وتضيف رجا التي انكرت ان يكون للازمة داخل الاخوان المسلمين أي تاثير على حشد انصار الجماعة للتظاهر في أي وقت إنه "هناك مشكلة كبيرة لدى جميع الاحزاب المعتدلة والوسطية كالوسط والدستور الليبرالي تتمثل في حالة من الاحباط والفتور بسبب الاجراءات التي تتخذها الدولة ومن ثم لا تجد أن في الخروج للتظاهر حلا او املا في احداث تغيير على الارض وبالتالي بعضها لا يدعو الى التظاهر او الاحتشاد من الاساس لهذا السبب." ثورة في الفضاء الالكتروني و يقول شادى الغزالي حرب أحد اعضاء ائتلاف شباب ثورة 25 يناير الذي حل ذاتيا في يوليو 2012 أن كثير من الحركات الشبابية آثرت عدم النزول للشارع في ذكرى ثورة يناير هذا العام تجنبا للاعتقال. واضاف "هذا المشهد تم التحضير له قبل شهر باعتقال العشرات وربما المئات من الشباب الذين كانوا يدعون للتظاهر في ذكرى يناير وهذا الترهيب والارهاب أدى الى احجام قطاع عريض من المصريين واحباطهم ولجأ كثير من الشباب الى مواقع التواصل الاجتماعي كبديل ." أما الدكتور حسن نافعة، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فيقول انه لم يكن متوقعا خروج المصريين بكثافة في 25 يناير لان القوى السياسية جميعا بخلاف جماعة الاخوان المسلمين لم تحدد 25 يناير موعدا للخروج في مظاهرات من الاساس. واضاف "الاغلبية الصامتة في مصر ترى ان الظرف الداخلي والظرف الاقليمي غير ملائمين، وتدرك المخاطر التي تمر بها مصر وهي لا تلريد أن تستفيد جماعة الاخوان المسلمين من اى خروج " واضاف "شباب الثورة يدرك هذه الحقيقة وجماعة 6 ابريل ادركت ان الخروج في هذه الظروف لن يفيد الحركة ذاتها أو الثورة ."
I نظمت وقفات احتجاج للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من بينهم المصور الصحفي محمود أبوزيد المعروف باسم (شوكان) الحقوق والحريات وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد قال في كلمة له عشية الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير " إن التجارب الديمقراطية لا تنضج بين عشية وضحاها... وإنما من خلال عملية تراكمية ومستمرة .. تسعى خلالها الدولة لتحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات في إطار واع من الحرية المسؤولة... يحول دون تحولها إلى فوضى هدامة... تقوض مقومات الدولة وتقضى على مقدرات الشعب." واطلق السيسي عدة مشروعات قبيل ذكرى الثورة قال متابعون ان من بين أهدافها امتصاص غضب الشباب ومنها مشروع لاستصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان وتوفير قروض للمشروعات الصغيرة ووعود رئاسية باطلاق سراح مئات من المسجونيين. وقبل اسبوع واحد من الذكرى الخامسة للثورة وافق مجلس النواب المصري المنتخب حديثا على قانون سنه الرئيس المصري الانتقالي عدلي منصور في نهاية عام 2013 يحظر التظاهر دون الحصول على موافقة مسبقة من وزارة الداخلية، مع تشديد العقوبة على المخالفين . وبمقتضى هذا القانون جرى احتجاز المئات من شباب من جماعة الاخوان المسلمين وقوى حركات شبابية عديدة ونال مئات اخرون احكاما بالسجن بعضها يزيد على عشر سنوات.