باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال إن إيران تهدد الدول العربية جميعًا وخططت للسيطرة على بلاده منذ الثمانينيات.. رئيس أركان جيش اليمن الجنوبي: لهذه الاسباب أنتصر الجنوبيون وهذه نصيحتي للرئيس هادي
نشر في عدن الغد يوم 03 - 02 - 2016

أكد اللواء قاسم عبدالرب العفيف رئيس أركان االقوات المسلحة بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا، وسفير اليمن السابق لدى إيران على أن العرب قد تأخروا كثيرا في تشكيل القوة العربية المشتركة، وأنه حان الوقت لأن يلتفت العرب إلى حماية أمنهم القومي والوجودي من عواصف الزمن الجارف الذي لا يرحم.
وأوضح العفيف في حواره مع "بوابة العرب"، بأن ما يجري اليوم من سقوط دول عربية وحالة الفوضى وتدخل من هب ودب في الشئون العربية دون حسيب أو رقيب دافع مهم للدول العربية المحورية بأن تأخذ زمام المبادرة في تشكيل قوة عربية مشتركة الهدف منها الحفاظ على الكيان العربي من الانهيار الكامل أمام تدخلات الأعداء والمتربصين بمقدرات الأمة العربية.
وشدد على أنه بهذه القوة سيكون للعرب مكانا في هذا العالم، بل وإنه من المهم أن لا تتعرض هذه الفكرة وهي في المهد للانتكاسة وأن يتبنى القيام بها دول عربية محورية مثل مصر والسعودية وغيرها الراغبة في الانضمام إليها ولا يجب الانتظار حتى يتم الإجماع عليها من جميع الدول العربية لأن ذلك لن يتحقق على الإطلاق.
وتحدث العفيف عن طبيعة الوضع الميداني في اليمن كاشفا عن الأسباب التي ادت إلى تراجع الانتصارات اليمنية في الشمال على عكس ما جرى في الجنوب اليمين، لافتا إلى أن هناك عددًا من الألوية في حضرموت وغيرها يمكن أن تكون رأس الحربة في الحرب في الشمال وتكون قادرة على إنهاء المسألة بل والوصل إلى صنعاء وصعدة في أسرع وقت ممكن.
ولفت العفيف إلى أن ظهور داعش في اليمن هو من صناعة أجهزة نظام الرئيس المخلوع على عبدالله صالح وشركاؤه من الإصلاحيين ( الإخوان المسلمين)، تأتي من أجل خلط الأوراق وإرباك المشهد السياسي وتأجيج الصراعات وإطالة أمدها.. فإلى نص الحوار:-
** كيف ترى الوضع الميداني الراهن في اليمن.. ولماذا تغيرت وتيرة الحرب في الشمال عنها في الجنوب اليمني؟
فيما يتعلق بسير العمليات العسكرية وعن تغير ذلك في الشمال عن الجنوب أقول في ذلك بأن البيئة الجنوبية الجيوسياسية مختلفة عن الشمال بشكل جذري، ولنرى ذلك من خلال تحرك القوات الغازية من صنعاء مرورا بمحافظة ذمار وأب وتعز والبيضاء وكل هذه المحافظات شمالية وفيها أكبر تجمع سكاني يمثل أكثر من 70٪ من سكان اليمن لم تجد أمامها أية مقاومه تذكر، ولكن وعند تخطيها للحدود الجنوبية واجهت مقاومة شرسة مستميتة ابتداء من الضالع ولحج وعدن وأبين وشبوه، علما بان حجم القوات الشمالية (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات ميليشيا الحوثي) أكثر من خمسين لواء نظاميًا إضافة إلى الميليشيات الأخرى مقارنة مع مقاومة شعبية قليلة التدريب وفقيرة من الأسلحة فيما عدا الأسلحة الشخصية.
ومع كل ذلك وبعد تضحيات كبيره وبدعم قوات التحالف العربي من خلال الضربات الجوية وغيره تم هزيمة تلك الجحافل الغازية، وتم تحرير محافظات عدن ولحج والضالع وأبين وشبوه وكلها محافظات جنوبية خلال أقل من ثلاثة أشهر، لكن اليوم تدور معارك في محافظات شمالية مثل مارب وبدعم مباشر من قبل قوات برية مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة تساند الجيش الموالي للشرعية إلا أنها تراوح في مكانها.
وما أشرت إليه مجرد مقارنة لكن الأمر يحتاج إلى تعمق في طبيعة الظروف المحلية التي تواجه تلك القوات وتعيق تقدمها، وأعتقد أن هناك عددًا من الألوية الموالية للشرعية تنتشر في محافظة حضرموت والمهرة من الممكن استخدامها كرأس حربة في اتجاه صنعاء والجوف وصعدة وهذه القوات مدربة نظامية وتنتمي جميعها إلى المناطق الشمالية فهي أدرى بشئون مناطقها، وهذا الأمر أن تم سيسرع في تحقيق الانتصار والوصول إلى صنعاء وصعدة.
** ماذا أيضا عن عودة الرئيس هادي إلى عدن وهل تغير المعادلة على الأرض؟؟
عودة الرئيس هادي إلى عدن تعتبر خطوة مهمة الهدف منها تطبيع الأوضاع والاضطلاع مع الحكومة بمهامها على ارض الواقع، ولكن هناك واقعًا جديدًا قد تشكل بعد هجوم الحوثيين والمخلوع صالح على محافظات الجنوب لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار أي أن يتنبه المعنيون في الأمر إلى حقيقة أن الجنوبيين قدموا التضحيات الجسام من أجل استعادة دولتهم الجنًوبية، وهذا ليس سرًا فقد كان الحراك الجنوبي يضع ذلك في مقدمة أهدافه.
والآن وبعد أن كان للمقاومة الجنوبية الدور البارز في تحقيق النصر، فمن الضروري أن لا يتم تجاهل ذلك بحجة تحقيق هدف عودة الشرعية إلى صنعاء، مثل هذا الهدف ليس من مهمة الجنوبيين ولكنه من مهمة الشماليين الذين يشكون الغالبية من السكان عليهم تقع هذه المسئولية وهناك كما ذكرت الوية مواليه للشرعيه لم تدخل المعركه وهي ترابط في حضرموت والمهره ووجودها هناك ليس له أي داع.
ومن هذا المنطلق أنصح الرئيس هادي وحكومته باستخدام تلك القوات لتسريع النصر.
** ماذا أيضا عن أداء الحكومة اليمنية وهل الخطوات الأولىة التي لا بد من اتخاذها برأيك؟
الأمر يتطلب اعادة بناء الجهاز الإداري في الجنوب الآن ليقوم بمهامه من خلال تشكيل إدارة مدنية في محافظات الجنوب تعني بشئون الأمن والدفاع وتقديم الخدمات الضروريه، وفي الشمال يتم انشاء إدارة مدنية في المحافظات التي ستحرر وهنا تكمن الحكمة في توزيع مهام الحكومة أي أن يوزع الوزراء الشماليون في المحافظات الشمالية لكي يقودوا معركة التحرير وهذا مقترح حتى نتجنب الحساسيات والاحتكاكات التي تحدث يوميا بين المسؤلين الشماليين وبين المقاومين الجنوبيين في عدن بالذات لا بد من دراسة المقترح حتى يتم الخروج بحلول مناسبة تفاديا لأية مشاكل مستقبلية.
ومن مهام الحكومة أن تتخذ خطوات عملية جادة في معالجة جرحى المقاومة الجنوبية وترتيب أوضاع المقاومين لضمهم لوحدات الشرطة والجيش والإسراع في ذلك وصرف مرتباتهم فورا، وكذا فإن من المهام الأساسية أن توفر الظروف لاستتباب الأمن في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى وتعيين الكوادر المؤهلة وتوفير الإمكانيات المادية لتسيير العمل.
ومن المهام الاساسيه توفير الخدمات الضرورية "كهرباء ماء وغيره من تعليم وصحة"، وغربلة الجهاز الإداري وتطعيمه بكوادر من المقاومه الجنوبية بهدف محاربة الفساد المستشري فيه، عودة كوادر الجيش الذي سرح بعد حرب 1994 للمشاركة في تشكيل الجيش الوطني.
** ما الذي تريده إيران من اليمن في ضوء كونك سفيرا سابقا لليمن لدى إيران وهل مضيق باب المندب هو الحالة الأهم في اليمن بالنسبة لإيران؟
- من الملاحظ أن تاريخ إيران البعيد والقريب لا يحمل ودا تجاه جيرانها، وخاصة العرب والشواهد على ذلك كثيرة حيث كان شاه إيران يمثل دور الشرطي في المنطقه ولم يضع في أجندته حسن الجوار والتعايش والتعاون بين الدول المطلة على الخليج العربي وخير شاهد على ذلك احتلاله للجزر العربية التابعة للإمارات العربية المتحدة وايضًا التدخل في شئون دولة البحرين وزعزعة استقرارها وكذا خلافه مع العراق حول شط العرب وايضًا علاقته الوطيدة مع دولة إسرائيل.
وبينما جاءت الثورة الخومينية لتخلف ذلك النظام، لكن لم نر تبدلًا جوهريًا في سياستها الجديدة، لتسير على نفس المنوال في تعاملها مع جيرانها من العرب بل على العكس من ذلك كان تصدير الثورة هدف من أهدافها مستخدمة في ذلك الطائفة الشيعيه كإحدى أدواتها الرئيسية، فمثلا في لبنان شجعت هذه الطائفة ودعمتها بالسلاح وغيره وليس الهدف التصدي لإسرائيل فقط ولكن ليكون دورها أكبر في خطف الدولة اللبنانية، ونرى اليوم تعطيل وظائف هذه الدولة عن مهامها الأساسية.
وقد تدخلت في العراق ودخلت بقوة بعد الغزو الأمريكي للعراق من خلال فرض ميليشياتها وتم تدمير الدولة العراقية وشلها عن تأدية مهامها، حتى أصبحت إيران المسيطر الأول على مقدرات العراق، وفي سوريا تقوم بدعم النظام السوري الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية وأصبحت سوريا مسرحًا للاقتتال والتدمير وبالنتيجة تدمير الدولة السورية وتشريد ملايين السوريين.
بعد كل هذا نأتي لليمن التي لم يكن تدخلها وليد الصدفة، فهي كانت تعد لذلك منذ بداية الثمانينات حيث استقطبت جزءًا من الطائفة الزيدية وفتحت لها مدارس قم وقدمت الدعم المالي والتدريب وكان الهدف تهيئة هذه المجموعه لكي تنقض على الدولة اليمنية في الوقت المناسب وتقوم بزرع جناحها السياسي والعسكري عبر ما يسمون انفسهم "أنصار الله" على غرار ما حدث في لبنان "حزب الله"، بهدف خطف الدولة اليمنية والسيطرة على منفذ باب المندب الإستراتيجي والجزر اليمنية الاخرى المتواجدة في البحر الأحمر.
** ماذا عن الحديث عن وجود إيراني على حدود المملكة السعودية الجنوبية؟
بالتأكيد بل إن هذه التحركات كان الهدف البعيد منها هو محاصرة دول الخليج كل بإطباق الكماشة كاملة، بحيث تسيطر في الشمال على العراق وسوريا ولبنان وفي الجنوب تسيطر على اليمن وبحر العرب وحوض البحر الأحمر والأهم من ذلك السيطرة على منفذ باب المندب، وهذا تهديد خطير للأمن القومي العربي يعني كل الدول العربيه الخليجية والدول العربيه المطله على البحر الأحمر ومنها المملكة العربيه السعوديه وجمهورية مصر العربية أيضا.
**وكيف وصلت إيران لتكون لاعبا رئيسيا في اليمن مؤخرًا وكيف برز حضورها بهذا الشكل؟
حتى نجيب على هذه الجزئية فلا بد من النظر إلى التطورات التي جرت في اليمن فقد مدت جسور التواصل مع الجميع ودعمت الجميع ضد الجميع، وكان الهدف خلخلة الكيان المجتمعي اليمني وتفتيته لكي يسهل لها السيطرة عليه ولكن كان لديها مجموعة محددة هي من تعتمد عليها في تحقيق هدفها والمتمثل في جماعة أنصار الله (الحوثيين) كونها تلتقي معها عقائديا وطائفيا.
وفي الجنوب كان هناك حراك جنوبي يتطلع إلى استعادة الدولة الجنوبية في حدودها في العام 90 منذ العام 2007 وفي الشمال انتقلت عدوى الربيع العربي في 2011 لتندلع ثورة لتغيير النظام الفاسد تحولت في النهاية إلى صراع مسلح بين أقطاب السلطة الحاكمة في صنعاء، لكن وتلافيا لأي انهيار للوضع قدمت دول الخليج مبادرة لنقل السلطة وتم ذلك على أن يتبعه حوار بين الأطراف وعند النهاية تحالف أنصار الله مع الرئيس السابق على عبدالله صالح وكانت إيران تشجع ذلك التحالف، بل وقامت بالدعم العسكري والسياسي بهدف الانقلاب على الشرعية اليمنية وفرض أجندة جديدة يكون اليمن فيها يسير على أساس ولاية الفقيه على النمط الإيراني.
وتحركت الآلة العسكرية اليمنية الضخمة التابعة للمخلوع صالح، مع قوة مليشيات الحوثي للتحول في خدمة ذلك المشروع الإيراني في السيطرة على اليمن الذي يعني الوصول إلى بحر العرب وحوض البحر الأحمر وهذا إن تم سيكون كارثة على الأمن القومي العربي ولهذا جاء تحرك دول التحالف العربي بدعم الشرعية اليمنية لاستعادة الدولة المختطفة.
** إذا ترى أن الخطوة العربية الممثلة في التحالف بقيادة المملكة السعودية جاءت في وقتها؟
ليس هذا فحسب بل أن هذه الخطوه من أهم الخطوات التي اتخذها العرب في تاريخهم الحديث، واعتقد جازما أنه تم توجيه ضربة قاضية للمشروع الإيراني في اليمن بل وفي الجنوب وبالذات في عدن والضالع ولحج وأبين وشبوه بصمود المقاومة الحنوبية والتصدي للغزاة وبمساندة ودعم قوات التحالف تم هزيمة تلك الجحافل الغازية وهذا يعد انتصارًا لقوات التحالف العربي.
** ماذا عن الدور المصري في التحالف ؟
فيما يخص دور مصر في هذه القوات اعتقد أن قوات التحالف قد وزعت المهام فيما بينها وأعطت لكل دولة دورها المناسب ونجاح العمليات العسكرية في الجو والبحر والبر يعني أن هيئات أركان قوات التحالف قد نظمت التعاون والتنسيق فيما بينها بشكل ممتاز وهذا يرسي أسس متينة لتعاون عسكري عربي في المستقبل.
** كنت رئيسًا للأركان في الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية فأين المعضلة في انتماءات الجيش اليمني والذي أدت بأغلبه للوقوف إلى جانب الرئيس المخلوع؟
بخضوع تلك القوات للمخلوع أعتقد أنه أمر بديهي، لأن تركيبة تلك القوات الجهوية التي ينتمي أغلب منتسبيها إلى مناطق ذمار، عمران، صنعاء وصعدة، وقياداتها العًسكرية إما من المخلوع صالح، أو من نفس المناطق الجهوية التي يترسخ لديهم اعتقاد بأنهم حراس السلطة التابعة لطائفتهم، والتي لا يمكن التنازل عنها وهي امتداد لحكم هذه الطائفة الزيدية منذ ألف عام مع تبدل النظام من ملكي إلى جمهوري واليوم يريدون استعادة هذا النظام بتوليفة جديدة بتقاسم السلطة أي أن يكون لأنصار الله ولاية الفقية والمخلوع على عبدالله صالح الرئاسة ولهذا نلاحظ استماتة هذا التحالف طبعا مدعومًا من إيران.
** وماذا عن مسألة الانتماءات والولاءات القبلية في الجيش وكيف يمكن السيطرة عليها والقضاء عليها مستقبلا؟
مسألة السيطره على الجيش والقضاء على الولاءات القبلية أمر يعتمد على طبيعة الدولة بالأسا فإذا كانت قبلية فالجيش سيكون ولاؤه قبليًا، أما إذا كانت، الدولة مدنية فولاء الجيش سيكون للوطن.
وقد كان في الجنوب جيش ولاؤه للوطن، ولكن تم تسريحه بعد حرب 1994، والتي شنها نظام صنعاء على الجنوب بهدف فض للشراكة السياسية للجنوب وإخراجه من المعادلة والسيطرة العسكرية الكاملة على الجنوب، لهذا لا بد أن تحدد أولا طبيعة الدولة التي ستكون، وعليها يمكن بناء الجيش المناسب كونه العمود الفقري لكيان الدولة.
**ماذا عن بروز تنظيم داعش للمرة الأولى في اليمن بالعاصمة صنعاء وكيف تقرأ هذا الظهور من وجهة نظر عسكرية وأمنية، خاصة أنه سبق أن حذرت أصوات من أن المخلوع على عبدالله صالح سيستغل ورقة داعش كآخر أوراق اللعب في الصراع الدائر حال فشلت كل طرقه لإيجاد مخرج له؟؟
كثير من المراقبين يؤكدون أن ظهور داعش في اليمن بالفعل من صناعة أجهزة نظام صالح وشركائه من الإصلاحيين (الإخوان المسلمين) وتظهر في مناسبات مختلفة عند الحاجة إليها في تنفيذ مهام منتقاة من قبلهم كالتفجيرات والاغتيالات أو الاختطافات ولا يستبعد أن يكون ظهورها في هذا الوقت لكي يتم خلط الاوراق وفي نفس الوقت إرباك المشهد السياسي وتأجيج الصراعات وإطالة أمدها وأعتقد بزوال نظام صالح وحلفائه سيؤدي إلى غروب مثل هذه الظاهرة.
** أخيرا.. كيف تنظر إلى القوة العربية المشتركة التي دعا اليها الرئيس عبدالفتاح السيسي ويجري العمل على تدشينها؟
- أعتقد أن العرب قد تأخروا كثيرا في تشكيل مثل هذه القوة، لأسباب تخص الأنظمة السياسية العربية وصراعاتها المتنوعة وارتباط بعضها بتحالفات مع دول خارجية.
لكن الآن حان الوقت أن يلتفت العرب إلى حماية أمنهم القومي والوجودي من عواصف الزمن الجارف الذي لا يرحم، وما نشاهده اليوم من سقوط دول عربية وحالة الفوضى وتدخل من هب ودب في الشئون العربية دون حسيب أو رقيب سيكون دافع مهم للدول العربية المحورية بأن تأخذ زمام المبادرة في تشكيل قوة عربية مشتركة الهدف منها الحفاظ على الكيان العربي من الانهيار الكامل أمام تدخلات الأعداء والمتربصين بمقدرات الأمة العربية.
وأرى بأن توحيد العقيدة العسكرية العربية من أهم الأولويات أمام هذه القوة، وكذلك توحيد التدريب القتالي، تبادل الخبرات وإجراء المناورات العًسكرية المشتركة وكثير من المهام الملحة وفي نفس الوقت التوجه للتصنيع الحربي لكل احتياجات القوات العربية من تسليح والدخول في الصناعات ذات التكنولوجيا الدقيقة وامتلاك خبرات كافية في المجال النووي للأغراض السلمية وغير ذلك من الاحتياجات الدفاعية للعرب.
وأنا أؤكد أن امتلاك ذلك من عوامل القوة العًسكرية إضافة إلى التنسيق والتكامل الاقتصادي كمكمل لعناصر القوة عندها سيكون للعرب مكان في هذا العالم، بل وإن من المهم أن لا تتعرض هذه الفكره وهي في المهد للانتكاسه وأن يتبنى القيام بها دول عربية محورية مثل مصر والسعودية وغيرها الراغبة في الانضمام إليها ولا يجب الانتظار حتى يتم الإجماع عليها من جميع الدول العربية لأن ذلك لن يتحقق على الإطلاق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.