سؤال ينتظر الإجابة .. بعد العجز التام عن تقديم أدنى مستوى من الحفاظ على الأمن في العاصمة عدن والذي منيت به إدارة شلال وعيدروس كثنائي صفق له الجميع وتوسم فيه الخير ولكن أي خير يمكن الحديث عنه فالاغتيالات التي أعقبت مقتل المحافظ محمد سعد استمرت وبأكثر ضرارة لتطال الكثير من الشخصيات الجنوبية العسكرية والمدنية ورجال الدين وأخيرا العجزة والمسنين ! يتفق الجميع على أن غياب الإمكانيات لدى الرجلين هو سبب الإخفاق الذي يعتري أدائهما ، ولذا نقول إنها مهمة لا بد وأن يرافقها إحساس بالمسؤولية ، فإزهاق الأرواح في ظل هذا العجز من قبل شلال كجهة أمنية وعيدروس الذي يحمل هو الآخر رتبة عسكرية تخوله القيام بواجبه جنبا إلى جنب مع صاحبه ورفيق رحلته إلى الرياض والتي امتدت لأكثر من مائة وعشرين يوما ، لا يعوزهما التكاتف ولا التأييد من قبل المقاومة الجنوبية بل ينقصهما الشجاعة الأدبية التي تقضي بالاعتراف بالفشل وبالتالي رمي استقالتيهما على طاولة هادي لأنه تسبب في إحراجهما كما أشارت إلى ذلك كلمة الرئيس علي سالم البيض .
إن الدور الذي لعبه شلال وعيدروس قبيل تنصيبهما في هذه المراكز كان يبشر بخير ولهذا استقطب الاثنان ليسيرا وفق أجندة هادي الذي لم يتعامل مع مجمل هذه الأحداث الدامية إلا بالصمت ونعلم أن السكوت علامة الرضى ، إن هادي يتعامل مع قتلى الجنوب برصاص القناصة وكأنهم ارهابيون تعرضوا للموت فلا شأن له بهم ، إنه حتى لا يكلف نفسه تعزية أسرهم ، وهذه الحقيقة يدركها الرجلان ويفهمانها جيدا بل أنهما يحذوان حذوه.
لم يبق أمام المقاومة الجنوبية إلا الزحف إلى المعاشيق والقيام بواجبها تجاه هادي ورفاقه إذا لم يبادروا إلى تقديم استقالتهم وكف أذاهم عن الأبرياء وأحرار الجنوب ، والله من وراء القصد .