المقاومة الجنوبية في الضالع وعدنولحج وابين وشبوة هي وحدها من حققت أنتصاراً حقيقياً على الجيش اليمني ومليشيات الحوثي الذي سيطرت على كافة محافظات شمال اليمن وعلى غالبية محافظاتالجنوب وكادت أن تعلن فرع دولة ولاية الفقية الإيرانية في جنوب الجزيرة العربية لولاء تدخل عاصفة الحزم ومساندة قوية فعلية وجادة على الأرض من قبل المقاومة الجنوبية في المحافظات المذكورة أعلاه. تحررت الضالع بعد شهرين من هجوم الجيش اليمني والمليشيات المساندة له وبعد ذلك بشهرين تحررت العاصمة الجنوبيةعدن ثم تحررت لحج وأبين وأجزاء شاسعة من محافظة شبوة وخلال مدة لاتتجاوز 25 يوم من تحرير عدن .
الانجاز والتلاحم الكبير بين قوات التحالف العربي بقيادة المملكة والمقاومة الجنوبية أبهر العالم وكان بإمكان دول التحالف أن تعزز من ذلك التلاحم من خلال الاعتماد الكلي على قيادات المقاومة الجنوبية على الأرض ودعمها المباشر ووعدها بتحقيق طموحات شعبها الجنوبي أو على الأقل بوعدها بعدم الوقوف ضد أرادة الشعب الجنوبي في المستقبل القادم بعد انتهاء الحرب وإعادة عبدربه منصور وحكومته إلى صنعاء.
لو أن التحالف اعتمد على واقع الأرض وواقع الرجال وواقع الأمر الواقع لكان حقق انتصارات ساحقة مثيله بانتصاراته مع المقاومة الجنوبية في الجنوب من خلال إسقاط المحافظات الشمالية مثل تعزومأرب والجوف والبيضاء وممكن إب والحديدة على أقل تقدير منذ الانتهاء من تحرير محافظاتالجنوب من الضالع إلى شبوة منذ شهر أغسطس 2015م وحتى اليوم.
المخجل والمخزي والمعيب هو حجم الدعم الجوي والأرضي والمالي والإعلامي واللوجستي للمقاومة الشمالية في تعز منذ قرابة العام الكامل دون أن تستطيع تلك المقاومة من تحرير مديرية واحدة من بين 23 مديرية بعدد سكاني تجاوز الأربعة ملايين نسمه وفق تقديرات السكان والمساكن لعام 2010م ، رغم كل ذلك الدعم إلا أن التهم تتجه نحو حزب الإخوان المسلمين (الإصلاح) العدو الرئيسي لأغلب دول التحالف حيث يشارك عدد من قيادات هذا الحزب في قيادة المقاومة هناك بدعم كامل من الفريق / علي محسن الأحمر الذي عين مؤخراً النائب الأول للقائد الأعلى للجيش اليمني وهو ما يؤكد صدق التقارير الاستخباراتية الذي قالت أن أغلب المدرعات والقوات والأطقم العسكرية الذي يقاتل فيها الجيش اليمني ومليشيات الحوثي المقاومة في جبهات تعزومأرب والجوف شمالاً وباب المندب وكرش ومكيراس وبيحان جنوباً هي من سلاح قوات التحالف الذي قدم لمقاومة تعز منذ بدء الحرب حتى اليوم.
المقدشي في مأرب يستلم الملايين شهرياً لدفعها كرواتب الجيش الموالي له واتباعه هناك ومثلها يستلم الحليلي في حضرموت والمهرة وبالمثل يستلم المخلافي لمقاومته التعزية دون أي نصر حقيقي تحقق على الأرض اليمنية في الشمال أو حتى الاستفادة من الجيش اليمني الرابض في محافظتي حضرموت والمهرة الجنوبيتين الذي يأكل ويشرب ويستلم راتبه وهو ينتظر أي نصر لرفقائه من الجيش اليمني ومليشيات الحوثي باتجاه الجنوب ليعلن سيطرته على حضرموت والمهرة وانضمامه إليهم للتخفيف على الجيش العفاشي المنهك في الانتشار بتلك المحافظتين الأكبر مساحة.
المقاومة الجنوبية صاحبت النصر الكبير هي وحدها من تركها التحالف العربي بعيداً عن حساباته الكبرى وترك الآلاف من جنودها وقادتها دون رواتب أو دعم حقيقي والجميع يعلم أن سبب ذلك هو خوفاً من إعلان استقلال الجنوب وإهمال المقاومة الجنوبية هو دعماً لآعادة فرض الوحدة اليمنية بالقوة دون حسابات الواقع على الأرض والأمر الواقع فعلياً جنوبياً وهو ما يجعل الجنوب والمقاومة الجنوبية أمام خيارين لاثالث لهما وهو البقاء كشريك مهمل إلى جانب التحالف حتى يتم أعادة فرض الوحدة بالقوة أو خوض المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي الممثلين الحقيقيين للجنوب حواراً منفصلاً مع الجيش اليمني برئاسة عفاش ومليشيات الحوثي برئاسة عبدالملك الحوثي والوصول معهم إلى قواسم مشتركة تحقق مستقبلاً للجنوب حريته واستقلاله قد يكون من بين ما يمكن أن يطرحه الطرف الشمالي هو إيقاف تعامل المقاومة الجنوبية مع التحالف العربي وهو ما يعني خسارة التحالف للجنوب والمقاومة الجنوبية وقد يؤدي ذلك إلى خسارة التحالف للحرب في اليمن بشكل كامل ما يعني عودة المد الصفوي الشيعي الايراني إلى جنوب شبة الجزيرة العربية.
أخشى ذلك وعلى دول التحالف ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وباقي دول التحالف سرعة أعادة ترتيب أوراقها في حرب اليمن والاعتماد على منهم أصحاب الأرض ، وكما بدأت حوارها مع الحوثيين الأقوياء على الأرض الشمالية عليها بالبدء في حوار موازي مع المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي بالتوازي مع حوارها مع الحوثيين لتحقق التوازن الحقيقي والواقعي للحرب حتى تصل للنصر الذي تتمناه وتريده ويريده شعب الجنوب العربي الذراع الأيمن للمملكة والخليج ضد أي مد فارسي أيراني في قادم الأيام.