المتابع لإعلام حزب الإصلاح يرى خطاب نتن يسوقه ذلك التنظيم ضد شخص خالد بحاح وهو خطاب يأخذ أشكال عدة منها اتهامه بالتواطؤ مع دول غربية ضد مؤسسة الرئاسة . وسعيه نحو تحقيق الانفصال للجنوب بتواطؤ مع دولة الإمارات . واتهامه بالتنسيق مع الحوثي وصالح . والإتيان بقانونيين لا يتقنون سلامة اللغة للرد على بيان عدم شرعية قرار عزله . والكذب على الرجل بأنه أبدأ موافقته على العزل في الأول . علاوة على تحميل الرجل وزر كل ما حدث كما ورد في أسانيد قرار إقصائه وهو تقليد غريب بالطبع . وهو طرح ينم عن هبوط في أخلاق الكلمة لديهم . لقد بدأ حزب الإصلاح مزهواً بنفسه بعد إقصاء باحاح و تعبين كبيرهم محسن وذهبوا يضخمونه بالكلمة والصورة وكأن الرجل سيغير العالم متناسين القاعدة من خرج من داره قل مقداره . صحيح أن الإعلام له دور تأثيري ، ولكنه يحتاج إلى وقائع مسايرة له على الأرض . وليس كما كان الأمر في إعلامهم مع تعز . الذي تحول إلى إعلام تبريري للتغطية على الفشل وأخيراً ذهبوا إلى تحميل وزر ذلك الإخفاق على الجنوب . والهروب من مناقشة الأسباب الحقيقة . لأنهم كانوا قد وعدوا العالم بأن تعز مدخلاً لتحرير كل البلاد . نعم ليس مثل ذلك كبيراً على تعز ولكن المسؤول على تقديم تعز بهذه الصورة الباهتة هو حزب الإصلاح ،كونهم قدموا أنفسهم مقاومة وطنية لتعز وهم في الأصل مقاومة حزبية . الأمر الذي دفع كثير من الشباب للعزوف عن المشاركة إيماناً منهم بأن الإصلاح في الأصل هو تعبير عن مصالح قوى النفوذ في شمال الشمال لا غير . يعرف الكثيرون بأن حزب الإصلاح نشأ من رحم السلطة في صنعاء لا من المجتمع وقد لعب المال العام والنفوذ السياسي والقبلي دور كبير في تمكينه وهو لذلك لا يقوى على الثبات إلا بالاستناد على نفوذ السلطة ورجالاتها ورأيناه كيف آل أمره من الضعف بعد غياب علي محسن وأولاد الأحمر من المشهد الأمر الذي دفعهم للذهاب إلى صعدة لمصالحة عبد الملك الحوثي و أملاً في حماية أنفسهم من أتباعه . وقد كان للمقاومة الجنوبية وعاصفة الحزم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في استعادة أمل وجودهم . ولكنهم مع ذلك يتنكرون لتلك الحقيقة . فعوضاً عنه يصبون مشاعر الكراهية ضد الجنوب والجنوبيين ومقالاتهم تشهد على ذلك . لقد كان إقصاء باحاح هو القاسم المشترك بين الرئيس هادي والإصلاح مع إن الأول حتى وقت قريب كان عرضة للتشهير من قبل إعلام الإصلاح فقد اتهموه بالمشارك الخفي في مقتل القشيبي ووصفوه بالرئيس الفاشل والضعيف والدنبوع بل وتحميله المسؤولية في تمكين الحوثيين كي يغيب الإصلاح من المشهد السياسي . وهي تقولات تشي إلى مشاعر خطرة من العداء . لقد كان استهداف باحاح هو استهداف لقوى الحداثة التي تستعصي عن الاحتواء من قبل النظام القديم فالرجل كان عينه على تجاوز الحالة السياسية والاجتماعية ومستتبعاتها من فوضى وفساد ،نحو واقع جديد يعطي الأمل للناس . ومنه النظر بواقعية نوعا ما تجاه القضية الجنوبية وهو ليس انحياز عصبوي بل موقف أخلاقي مسؤول لذلك كان هذا الاستهداف السياسي والإعلامي الكبير ضد الرجل بهدف تشويهه وإجهاض توجهاته أملاً منهم في إعادة إنتاج قوى الفيد ووحدة الغنيمة . وهو أمل بينه وبين واقع اليوم بون شاسع .