بما ان هناك حقيقة يعترف بها كل الجنوبيين بان الجنوب ورط ورطة حينما دخل بشاركة سياسية مع الجمهورية العربية اليمنية بوحدة اندماجية تحت مسمى الجمهورية اليمنية التي لم يستفتي عليها شعب الجنوب انذاك ولكن الانتخابات البرلمانية التي تمت في العام 1993م وشارك فيها شعب الجنوب بنسبة 100% بفوز اعضاء الحزب الاشتراكي بكافة الدوائر البرلمانية بالجنوب كانت بمثابة استفتاء شعبي لقبول نظام الحكم للجمهورية اليمنية بانتخابة أعلى سلطة في نظامها السياسي ، فحتى عندما فشلت عملية توافق السياسي بين الجنوبيين والشماليين في العام 1994م وأعلن الجنوب فك ارتباطة والانفصال عن دولة الوحدة اليمنية وعودة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حينها لم تلقى اعتراف سياسي بكيانها المعلن من القيادة السياسية الجنوبية لم تعترف بها حتى دولة الصومال وعلى اثر عدم الاعتراف دارت رحى الحرب بين شعبي الشمال والجنوب واجتاحت القوات الشمالية الجنوب بالقوة العسكرية في مطلع يوليو واجبرت القيادة السياسية للجنوب على الرحيل الى الاقطار العربية وخيم عليها الصمت والقبول بالهزيمة دون ان تطالب بتفعل القرارات الدولية برقمي (924/931) وكذا قرار مجلس التعاوني الخليجي بالدورة ال(51) القاضي بانه لا وحدة تفرض بالقوة العسكرية وظل الجنوب تحت الهيمنة والاستبداد حتى قيام الحراك الجنوبي في العام 2007 م بثورة سلمية للخلاص من الوحدة اليمنية بعد (19) عام من الظلم والقهر والمعاناة واستمر بثورته السلمية طيلت (9) سنوات حتى العام 2015م بعد انقلاب المتمردين الشماليين على سلطة الرئيس الجنوبي وشن حرب طاحنة مرة اخرى على ارض الجنوب مما دفع بالجنوبيين الى الانتقال من المربع السلمي الى مربع المقاومة الجنوبية بمساندة دول تحالف العربي تحقق النصر بتطهير اربع محافظاتجنوبية من اصل ست . ورغم كل تلك المسيرة السلمية والمقاومة للجنوبيين إلا انهم لم يستطيعوا ان يثيتوا ان الجنوب محتل بحسب التوصيف الدولي للبلدان المستعمرة وضل الجنوب في ورطة الوحدة. ولطالما ان السبب الرئيسي في ورطة الجنوب هو شعبه العرطه الذي يتغنى بلحن العندليب ( إلي شبكنا يخلصنا ) ويراهن على من شبكة بدولة الوحدة ان يخلصه منها على الرغم من التغيير في المرحلة السياسية إلا انه مستمر بانغام العندليب ولم يدرك ان عملية الشبك احد اطرافها بالمنفى والاخر تم خلعة من السلطة ، وكانه مصصم ان يعيد المخلوع لان عقد الوحدة هو احد اطرف الشبك فيه بين شعبي الشمال والجنوب فمن هنا يتجلى انه شعب عرطه حتى القيادات التي كانت في المنفى عادت بعد العام 2012م للجنوب وكل منهم اساس له مكون ثوري تربع على قيادته وغادر ارض الجنوب بصفة قادة الثورة الجنوبية ، والاكثر عراطه لهذا الشعب انه يلبي دعوة التجمهر المليوني دون ان يسال مجرد سؤال خرجنا اكثر من عشر مليونيات ماذا حققتم للجنوب منها حتى نخرج هذه المرة بالمليونية اخرى والمصيبة انه يطبل لكل من يتعاطف مجرد تعاطف مع قضيته الجنوبية ولا يدرك الفرق بين تعاطف و مشاطرة الظلم والاستبداد ، فلو كان يدرك ان من يتعاطف معه لايستطيع ان يقدم له سوى مجرد كلام او حروف إنشائية لا تغيير من واقعة شي لكن من يشاطرك المعاناه ويقف الى جانبك في خندق النضال هو من يضحي من اجل ان يغير واقعك ويرفع عنك الظلم والاستبداد حتى تعتنق الحرية والاستقلال ، فاذا لم يكن هذا شعب عرطه لما ظل (28) عام تحت عباءة الوحدة اليمنية ..
وبما ان الجنوب في ورطة ليس فقط بسبب ان شعبه عرطه ، بل ايضا لان قيادته خردة ، فقد يتسال البعض كيف لنا ان نصنف القيادة بالخردة ، فان هذا التصنيف متعارف عليه في كل القوانيين الوضعية لكافة بلدان العالم حيث يتم تحديد العمر الافتراضي للعطاء الانساني لاي مواطن بخدمة العمل لوطنة المحددة بآجلين الاجل الاول بلوغ سن تقاعد المقدر بسن (60) عام من العمر او بلوغ آجل الخدمة بالعمل المقدر بفترة خدمة عملية لمدة (35) عام فبعد بلوغ احد الاجلين يصبح ذاك العامل بمثابة خردة بعد انتهاء العمر،الافتراضي للعطاء في خدمة الوطن ، فمن هنا نستطيع ان نجزم بان القادة الجنوبيين الذين يتربعون المشهد،السياسي لقضية شعب الجنوب قد بلوغوا الآجلين للعطاء وهما الان قيادات خردة غير قابلة للتجديد ،ولهذا لم تستطيع تلك القيادات ان توصف القضية الجنوبية بتوصيف يتعاطى معه المجتمع الدولي وفق القوانيين والمواثيق بجمعية الاممالمتحدة ليخرج الجنوب من الورطه ، ولكنه لن يخرج الجنوب من الورطه لان هناك توصيفات لقضيته متعددة من قبل تلك القيادات الخردة فمنهم من يوصفة محتل وتارة استعادة دولة وتارة فك ارتباط وتارة جنوب عربي بعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتارة الاخيرة استفتاء بتقرير المصير وتارة بفدرالية مزمنة فكل تلك التوصيفات هي سبب رئيسي في عدم تعاطي المجتمع الدولي مع القضية الجنوبية بوضعها على طاولة الحل ، اذن ليس هناك ما يمنع بان نجيز التعبير بكون الجنوب في ورطة بشعب عرطه وقيادة خردة ..