تمكنت قوات من الجيش والمقاومة في ال 24 من ابريل من 2016 من تحرير مدينة المكلا من قبضة تنظيم القاعدة وذلك عقب عام كامل من سيطرة التنظيم على المدينة التي تعد احد ابرز مدن المحافظة . جاءت عملية التحرير عقب عملية عسكرية دعمت بغطاء جوي وأعمال قصف مكثفة نفذها طيران التحالف العربي . مثلت عملية تحرير المكلا انتصارا جديدا يمكن احتسابه لصالح قوات الشرعية التي يقودها الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" لكن مراقبين كثر ربما يرون بان عملية التحرير تمت بإشراف ودعم مباشر من قبل الجيش الإماراتي وقد يعد مكسبا إضافيا للحكومة الإماراتية التي تمكنت من تحقيق مكاسب على الأرض في محافظاتالجنوب وتحديدا مدينة عدن . في ال 17 من يوليو 2015 تمكنت قوات المقاومة الجنوبية مدعومة من قبل الجيش الإماراتي من انتزاع السيطرة على مدينة عدن من قبضة القوات الموالية للحوثيين وصالح . وكان انتزاع مدينة عدن احد اكبر المكاسب التي حققتها المقاومة الجنوبية بمساندة قوات الجيش الإماراتية في الحرب الدائرة منذ عام في اليمن . اندلعت الحرب في اليمن في ال 26 من مارس 2015 عقب سيطرة فرضتها قوات موالية للحوثيين وصالح على مناطق شاسعة من جنوباليمن وسيطرة شبه مطلقة على شمال اليمن . تكونت عقب أيام من اندلاع الحرب فصائل مقاتلة في جنوباليمن غذتها أعمال رفض شعبية واسعة النطاق خلال السنوات الماضية للسيطرة الشمالية على أراضي الجنوب . ورغم شحة السلاح والدعم إلا ان الفصائل التي كانت تتشكل على الأرض واجهت بقوة هذه القوات الغازية وبعد أشهر من المقاومة بدأ واضحا ان الإمارات العربية المتحدة وهي الشريك الأساسي في الحرب التي عرفت لاحقا بعاصفة الحزم قد تولت مقاليد الأمور العسكرية في عدن . عقب 3 أشهر من الحرب في عدن بدأت الإمارات عمليتها العسكرية بالتعاون مع قوات المقاومة الجنوبية والتي انتهت خلال أسابيع فقط بتحرير مدن جنوبية عدة بينها عدن ولحج وأبين وشبوة . كان الانتصار الذي تحقق جنوبا هو الانتصار الأكبر في حين فشلت القوات المقاومة للحوثيين وصالح شمالا في تحقيق أي انتصار يذكر . مثلت الانتصارات العسكرية جنوبا انتصارا واضحا للسياسة العسكرية الإماراتية التي سعت نحو دعم جهود الأمن والاستقرار في عدن والتي نجحت لاحقا . تمكنت الإمارات من تقديم نموذج إدارة جيد في مدينة عدنوالمحافظاتالجنوبية الأخرى المحررة رغم شدة أعمال التفجيرات والاغتيالات والهجمات المسلحة التي حاولت من خلالها قوى سياسية يمنية متنفذة عرقلة أي إصلاحات في هذه المحافظات . عقب أشهر من تحرير عدنومحافظاتجنوبية أخرى بدأ واضحا ان الإمارات نقلت بوصلتها إلى حضرموت وتحديدا مدينة المكلا . وباشرت طائرات تابعة لقوات التحالف قصف غدد من المواقع التابعة للتنظيم في حين دعمت الدولة الخليجية الطموحة أعمال تدريب عسكريين من أبناء حضرموت في عدد من المناطق بينها سيئون ومناطق أخرى من وادي حضرموت . في ال 23 من ابريل 2015 أطلقت قوات التحالف والجيش المحلي بحضرموت حملة عسكرية لتحرير عاصمة المحافظة من قبضة القاعدة . جاءت العملية العسكرية عقب عدة أيام من القصف المكثف الذي نفذه طيران التحالف . مساء يوم الأحد 24 ابريل 2015 تمكنت قوات من الجيش المحلي مدعومة بقوات التحالف العربي جوا من السيطرة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت . مثل السقوط السريع للمدينة بيد قوات الجيش مفاجئة لجميع المراقبين لكنها أظهرت حجم الإصرار الذي بدت عليه الإدارة الإماراتية في حسم معاركها التي تتولى إدارتها في اليمن . تشبه إلى حد كبير معركة تحرير المكلا معركة تحرير مناطق جنوبية أخرى مثل عدن ولحج وزنجبار وشبوة . في ال 17 من يوليو تساقطت مناطق جنوبية عدة تباعا بيد قوات المقاومة المدعومة من قوات التحالف العربي ومنذ ذلك الحين بات الإماراتيون يملكون قاعدة عسكرية في عدن ويقدمون الدعم والمساندة للسلطات المحلية في المحافظاتالجنوبية المحررة . رغم ظروف الحرب الدائرة في اليمن إلا ان المحافظات التي تولت الإمارات مساعدة الإدارات الحكومية فيها تمكنت من النهوض في قطاعات عدة . مكنت عملية أمنية شهدتها عدن ولحج في طرد الجماعات المسلحة منها وبدء عملية التغيير الأمر الذي احدث حالة من الارتياح . يرى مراقبون ان تطورات الأوضاع في المحافظاتالجنوبية المحررة يمكن له ان يمثل نموذج جيد للمدن المحررة التي تجاهد لأجل الوقوف . على خلاف السعودية كرست الإمارات جهودها السياسية والعسكرية والأمنية في محافظاتالجنوب ومع تحرير المكلا يبدو ان الإمارات تمكنت من إضافة انتصار سياسي وعسكري جديد لرصيدها . ما الذي ينتظر حضرموت بعد تحريرها ؟ تؤكد كل التقارير ان الإمارات أخذت على عاتقها مهام عملية تحرير مدينة المكلا الأمر الذي يعني ان الإمارات باتت تضطلع بملف الجنوب بشكل كامل . يمكن للإمارات ان تشكل عملية سياسية وسلطوية في عموم محافظاتالجنوب ومساعدة هذه المحافظات انطلاقا من حضرموت وصولا إلى عدن . قد تدفع الإمارات بعملية تطبيق لنموذج حكم سلطة مشابه لما تم تطبيقه في مدينة عدن ومدن جنوبية أخرى وبتطبيق هذا النموذج فإنها ستكون المرة الأولى التي ستتولى شخصيات حضرمية منفصلة عن قوى النفوذ في صنعاء إدارة المحافظة . قبل أشهر من اليوم اصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قرارا قضى بتعيين احمد بن بريك محافظا للمدينة. يعد بن بريك احد القيادات العسكرية المعروفة بحضرموت وقوبل قرار تعيينه بقبول قطاع واسع من القطاعات السياسية والمجتمعية بحضرموت . ورغم تعيين بن بريك محافظا إلا ان الرجل لم يملك قدرة مباشرة مهام عمله من داخل حضرموت . تمنح فرصة تحرير مدينة المكلا من عناصر القاعدة فرصة لإدارة بن بريك العودة إلى المكلا ومباشرة مهام عمله منها . يرى مراقبون ان الإمارات التي اضطلعت بالملف الجنوبي ستكرس جهودها لمساعدة حضرموت للنهوض مثلما يحدث اليوم في عدن وقد يكون الأمر في المكلا اقل تكلفة بسبب ان المدينة لم تشهد حربا مدمرة كالتي شهدتها عدن . تمنح وجود إدارة حضرمية من أهالي المحافظة وقوات جيش محلية أهالي حضرموت الخروج من حالة استبداد فرضت لسنوات على هذه المحافظة . ويمكن للجنوب عامة في حال استقرار أوضاعه ان يعاود بناء نفسه رويدا رويدا بمساعدة إماراتية ستكون بمثابة تأكيد على قدرة دولية إماراتية في إدارة الصراعات الخارجية إيجابا .