اتهم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي السبت ما أسماها "المليشيا الانقلابية"، في إشارة إلى الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح بعدم الجدية في تحقيق متطلبات السلام في البلاد. جاء ذلك خلال لقاء هادي السبت في مقر إقامته المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض، بالسفير الفرنسي لدى اليمن، مارك جرو جران. وقال هادي، إن "مواصلة الحصار على مدينة تعز (وسط)، والحشد والخروقات (للهدنة) التي تقوم بها المليشيات الانقلابية في مختلف الجبهات، يؤكد عدم الجدية لديهم في تحقيق متطلبات السلام". وذكرت بعض المصادر أن الرئيس اليمني قد بحث مع السفير الفرنسي جملة من القضايا والموضوعات التي تسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد، ومنها ما يتصل بجهود السلام ومشاورات الكويت الهادفة لحل الأزمة في اليمن. من جانبه، لفت السفير الفرنسي إلى دعم بلاده لليمن وشرعيته الدستورية، مشيداً بالأعمال العسكرية بمحافظة حضرموت (جنوب)، و"الانتصار على الجماعات الإرهابية"، معتبراً أن ذلك يسهم في عودة مؤسسات الدولة وتعزيز السلطة الشرعية". وكانت قوات الجيش اليمني قد أعلنت الأحد سيطرتها على مدينة المكلا، بحضرموت، التي ظلت أكثر من عام تحت سيطرة تنظيم القاعدة. وأضاف إن "فك الحصار على المدن وإطلاق الأسرى هي خطوة إنسانية تسهم في إنجاح المشاورات في الكويت، وكذلك عامل هام لتعزيز بناء الثقة". وكانت المقاومة الشعبية في محافظة تعز قد أعلنت الخميس عن تسجيل ما يقارب 950 خرقا من قبل مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، منذ بدء الهدنة في العاشر من إبريل/ نيسان في تعز. وأكدت سقوط 49 قتيلا و277 جريحا في تعز منذ بدء الهدنة، بينهم 26 قتيلا و164 جريحا في صفوف الجيش والمقاومة و18 قتيلا و113 مصابا من المدنيين، فضلا عن دفع الانقلابيين بتعزيزات كبيرة خلال فترة الهدنة حسب تقديرات المقاومة الشعبية اليمنية. وقبل ساعات طالب وفد الحكومة اليمنية المشارك في محادثات السلام الجارية في دولة الكويت المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، بوقف الاعتداءات التي يرتكبها الحوثيون وقوات صالح على المدنيين، قبل الحديث عن أي مسارات أخرى في رفض واضح للمشاورات المباشرة المقرر أن تستأنف السبت مع وفد الحوثيين وصالح. وأفادت بعض المصادر أن الوفد الحكومي في مشاورات الكويت قدم رسالة إلى المبعوث الأممي حول استمرار تفاقم الخروقات من قبل ما أسماها "ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية". وورد في الرسالة، إن "جرائم الحوثيين وصالح تصاعدت لتتجاوز الخروقات العسكرية، إلى تفجير المنازل ونسفها بعد احتلالها"، وهو ما اعتبره الوفد بأنه "شكل إرهاباً حقيقياً واضحاً وجرائم حرب لا لبس فيها". وعدد الوفد برسالته تفجير عدد من المنازل في مدينة تعز وسط البلاد واستمرار الهجوم على مديريات الضباب والوزاعية التابعتان لمحافظة تعز وإعادة إشعال الجبهات المختلفة بشكل كثيف. وكان من المقرر أن تستأنف صباح اليوم السبت، جلسات المشاورات المباشرة بين الحكومة ووفد "الحوثيين صالح"، لمناقشة النقاط الخمس التي ترتكز عليها محادثات السلام. وتنص النقاط الخمس على انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطرت عليها منذ الربع الأخير من عام 2014 وبينها صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة واستعادة مؤسسات الدولة ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية. وكان الوفد الحكومي قد هدد الجمعة بتعليق مشاركته في مشاورات الكويت، التي انطلقت الخميس في 21 أبريل/نيسان بسبب خروقات الحوثيين وصالح (للهدنة) في مدينة تعز.