دائما ما يقف المتابع لتحركات العناصر الارهابية على ارض الجنوب امام علامات استفهام كبرى وعلامات التعجب ايضا ، ولا شك في ان حيرته ستزداد ، وستزداد تساؤلاته اكثر ، خصوصا بعد ان وافقت العناصر الارهابية مؤخرا على تسليم مدينتي زنجبار وجعار للسلطة المحلية وهي التي قد تصدت بكل قوة واستماتة للحملة العسكرية في الشهر الماضي . فلربما ان عناصر الارهاب قد ابرمت اتفاق غير معلن ووضعت شروطها مع الطرف الاخر ولا استبعد هذا الامر .
فمهما كانت الشروط التي وضعتها فان انسحابها من مدينتين جنوبيتين مهمتين يصب بكل تأكيد في مصلحة الجنوب وابنائه الذين ضاقوا ذرعا من تصرفات هذه العناصر المنبوذة محليا ودوليا .
لا اريد الخوض في تفاصيل انسحابها فالأيام كفيلة بالكشف عن اسباب الانسحاب الذي اثار عند ابناء الجنوب كثيرا من التساؤلات ، ولكني اريد ان اخوض في الطريقة المستغربة للانسحاب وهذه الطريقة تجرنا لطرح سؤال محير لا توجد له اجابة الى الان وهو الى اين ستذهب هذه العناصر بعد انسحابها المشبوه ؟؟
تصرفات عناصر الارهاب الهوجاء التي يتصرفونها مع ابناء الجنوب كشفت عن عورتها وجعلتها تتعرى على الملأ فقد برزت بكل وضوح على ملامح وجهها القبيح المكائد والدسائس التي تضمرها للجنوب وقضيته العادلة .
فأبناء الجنوب اصبحوا يدركون جيدا ان هذه الفئة الضالة الدنيئة تم زرعها في الجنوب لتنفيذ اجندة ومهام بدعم من القوى الشمالية لإجهاض مشروع الجنوب النضالي المتمثل في استعادة دولته ، وما ظهورها على الساحة الجنوبية بشكل ملفت وغير طبيعي بعد خروج ابناء الجنوب في مسيرات واقامة مهرجانات مطالبين بالتحرير والاستقلال الا خير دليل على ذلك .
قد يقول قائل ان تواجد الارهابيين في الجنوب ناتج عن انفلات الوضع الامني ولكن ما يدحض هذا الهراء والمغالطات هو ما حدث في المكلا اثناء الغزو الحوثفاشي على الجنوب ، فألوية الاحتلال الشمالي قد سلمت مدينة المكلا للعناصر الارهابية لخلط الاوراق وايضا لدعم موقف الميليشيات الغازية امام دول العالم بذريعة زائفة وحجة واهية وهي محاربة الارهاب في الجنوب .
ولكن السحر انقلب على الساحر واصبحت مهمة قادة الجنوب وساسته في الوقت الراهن محاربة الارهاب والقضاء عليه نهائيا بدعم اقليمي ودولي .
فالمرحلة اصبحت مرحلة تحدي وقيام دولة الجنوب مرهون بالقضاء على هذه النبتة الخبيثة وانتشالها من جذورها وعلى جميع ابناء الجنوب ان يثبتوا للعالم قدرتهم على ادارة الدولة .
فيقيني لا يخالطه اي شك في ان الجنوب سيكسب رهان التحدي لأننا لا نراهن على حصان خاسر والحرب الأخيرة خير شاهد على ما اقول .