اللواء علي محمد الأنسي، اللواء غالب مطهر الغمش المحترمون... يؤسفنا إبلاغكم أن الجنوبيين قد قرروا رد بضاعتكم التي أرسلتموها على سلاحف حرب 94م، وها هي يتم شحنها بشخوصها، معززين مكرمين الى الديار الأصلية. بعد أن فاحت روائح العفن النتنة من تلك البضاعة المغلفة بورق الوحدة، سيئة السمعة والصيت جنوباً. ونود إحاطتكما علماً، يا صاحبي المعالي ومعكما وزيرة ثقافة الوحدة (المباركة)، إحاطتكم: إن الجنوب قد فاض ب كيل أفراد تلك البضاعة بالدماء الجنوبية، كيلهم للدم الجنوبي بعلب السمن البلدي، وبإقداح الجبن المعفن، فها هي البضاعة تعاد الى بلد المنشأ، بعد أن تحولت جواني البصل وأكياس البطاطا الى أكفان للف جثمانين خيرة شباب الجنوب. فها هي مربعات شطرنج وحدتكم الأمنية في الشارع الجنوب تتهاوى على رؤوس صانعيها من عتاولة (صالح) وتنابلة (الإصلاح)، إذ لم يعد في الجنوب متسعاً لممارسة بهلوانيات: (لا تصدق فتندم).. فبعد الحرس الجمهوري الذي تم إقتلاعة من أرض الجنوب الطاهرة، وبعد قطع دابر الحرس الخاص ها هو الدور يأتي على المجانين من أحفاد محمد محمود خميس، ومن سريحة عمار محمد عبدالله صالح.. وها هي البضاعة ترد لصانعيها، ترد الى البلد المُصَّدِر لأنتهاء فترة الصلاحية، ولظروف الخزن التي لم تعد مواتية، في زمن الشلال الجنوبي. فقد (صَّدَقنا فَنَدِمنا)، فخربت بيوتنا، إذ لم نك كلنا في الهوى دم (مع الإعتذار للفنان القدير أحمد فتحي)، فقد أثبت تاريخ العمر المديد أن الحق الجنوبي في هوى الوحدة هو ال (دم)، وأن ليس كل من عبر برميل الحدود جنوباً طالب الله، بل جلهم من طالبي ذاك ال(دم) الطاهر. لذا رفع الجنوبيون ال(كرت) الأحمر وحان للأمور أن تعود الى إصولها. فكفى لعب على الذقون، فقد صدقنا ونحن نستقبل جحافل العابرين الى الجنوب بإننا وإياهم أولاد (أدم)، أولاد الوحدة، لكن الوقائع على الأرض أكدت لنا بأننا في نظرهم لم نك إلاّ من بقايا (أبها الأشرم) ومن رعايا (كلكتا وبلاد النامس). بعد إنتهاء الحرب في 94م كنت أناقش أحد سريحة (القمش) الذي كان يعمل بالغسيل الناشف للمفروشات في الشارع الرئيسي بالمعلى عن السبب الذي دفعة الى إنتحال إسم (علي البيض) فرد بتعجرف (ما بلا.. بنحاول نيمننكم). نيمننكم، أدق توصيف سمعته لفلسفة الوحدة!! فأنتما الأخبر أيها اللوائين (القمش والأنسي)، أنتما الأخبر بإن هذه هي الفلسفة التي قامت عليها وحدتكم في الجنوب وهذه هي المهمة الحقيقية للسريحة، التي تهدد وزير ثقافة الوحدة: بحرب لا تبقي ولا تذر، إن لم يتراجع شلال الجنوب عن جرف خطر الأسلحة الصامتة التي تفتك بأمن الجنوب.. فكفى شهر عسل تطاول لربع قرن. فالمارد الجنوبي خرج من عنق الزجاجة ولن يعود الا بعودة الحق لأصحابة.. وكفاكم دحبشة. التوقيع جنوبي حر