هناك اشياء غريبة ومتناقضات تحدث في بلدي الجنوب نعم يتفق الجميع ان هناك مصالح تدفع البعض بالعبث في وطني وقد لا يختلف اثنان على المعاناة والالام اليومية التي يعيشها الفرد الجنوبي وحقيقة يؤسفني ما يحدث في ارض الحضارات ولكن لابد من الاستدراك والتامل قليلا الى متى يعاني الجنوب ولاجل من وهل للجنوبي نصيب ودور في هذه اللعبة ام هو حكمها او جمهور مبعد عنها؟ كل هذه التساؤلات تجول في خواطر الجنوبي مع كل إطلالة صباح يوم جديد وكل هذا التفكير ليس صامتا بل بصرخات مشحونة بالم المعاناة وما جرى ويجري في الجنوب.
بنظرة فاحصة وسريعة نقول ان المواطن الجنوبي عانى ما عانى في زمن الاحتلال اليمني والعهود المظلمة ولم ينل حقه الطبيعي اطلاقا مرورا بكل من جاء إلى سدة الحكم من السابقين والى اللحظة حيث نجد معاناة المواطن الجنوبي يومية وبجوانب وبأوجه عدة ومسلسل المعاناة مستمر.
امهات الجنوب يكررن الدعاء كل يوم متمنيات انتهاء المشهد الاخير من احداث هذه المتاهات وبات التعب والعياء ظاهر على الجنوبيين ونجد في المقابل دعاة الرفاهة والاستقرار سخروا فضائياتهم وصحفهم ومواقعهم الإلكترونية لكي تكون بوقا لهم بشعارات زائفة تخديرية لهذا الشعب الجريح ويضحكون بها على الذقون فكان الجنوبيين اليوم في بحر لجي تتلاطمهم امواج الوعود كل هذا والمواطن المسكين لا حول له ولا قوة ودعاة أعطاء الحقوق للأفراد الرعاة كما يدعون غير مهتمين كل الاهتمام بالموضوع بل نرى الراعي مرفه ومستقر ووسائل الراحة كلها متوفرة له ولحاشيته والمواطن الجنوبي المسكين لاحول له ولا قوة يفتقر إلى ابسط مقومات المعيشة كالسكن والاكل والشرب حتى الكهرباء لا يستفيد منها الا لساعتين في اليوم وفقط يتمنى أن تضمحل وتذلل امام ثروات واموال بلده كل الصعوبات ويريدون من بلدهم ان يأتي بدررها المكنون وجوهرها الثمين نعم يا سيادة الراعي المحترم يا من ضحى هذا الشعب المسكين من اجلك وذهب لجبهات القتال لإعادة كرامتك ورفع كلمتك وضحي من اجلك ومن اجل الدين والوطن بدمه وماله وبكل ما يملك اهكذا يرد الجميل يا سيادة الراعي فقد يعض الجنوبي بنان الندم على هذا وهل اصبح توفير الخدمات أو ما شابه للمواطن الجنوبي قمة سامقة لا يمكن إدراكها.
وهل تعلمون يا من تجلسون على سدة الحكم ان هناك عوائل تعيش في بيوت من صفائح وبيوت تكاد سقوفها ان تسقط على ساكنيها وتقتصر وجباتها الى وجبه واحدة في اليوم ام هل تعلمون ان هناك عوائل بالجمة تأكل طعام النفايات ويعيشون على قوارع الطرق وهل تعلمون ان هناك نساء تحت وهج ولهيب الشمس تقضي نهارها في البحث بالنفايات للحصول على اشياء قد تفيدها او طعام لتاكله وهل رايتم اطفال بعمر الزهور تركوا المدارس واصبحوا يجوبون الشوارع واسواق القات والتقاطعات وسط زحام السيارات ومخاطر الشوارع في هذا المجتمع الذي تملأه جارحات الفلا وتسلط فيه شذائذ الافاق كل هذا بحثا عن لقمة العيش لهم ولعوائلهم هل سمعتوا بكل هذه الامور يا من ملئت افواهكم ضحكات عريضة وانتم تختلفون في امور دنيوية زائلة امام فضائيات الكذب والنفاق استفيقوا وانصفوا وغلبوا اصوات العقول فان الجنوب يعيش في دهاليز مظلمة ويعاني شظف العيش وظروف حالكة ومرت عليه سنوات عجاف واستبشر بكم خيرا ولكن الظاهر انه سيبقى يعيش سنوات العجاف بسبب تعاملاتكم الساذجة واعلموا واعلموا ان الحلول بيدكم وايضا ليعلم المواطن الجنوبي ان من حقه ان يعيش حرا مستقلا معززا مكرما بمستوى اقتصادي متساوي للجميع لما يملك الجنوب من خيرات وفيرة من نفط وزراعة ومواني وووو.... يعجز القلم عن كتابة كل هذه النعم التي لابد ان تدر الخيرات والبركات على سكان ارضها والا يا سيادة الراعي ماذا يفسر عدم وجود كهرباء وعدم توفر الوقود او عدم توفر صرف صحي وعدم توفر العلاج في مستشفيات الدولة.....
قد بات القلم يكره ذكرها لتجدد صرخات المواطن الجنوبي بها كل يوم متى ومتى ومتى اذا لابد من الوقوف والاعلان الحقيقي لماذا يحدث هذا في الجنوب واين ادوات السعادة التي وعدتم بها الناس اين تذهب واردات الجنوب ولمن ولماذا وكيف ولماذا لغير الجنوبي وليس للجنوبي نفسه بعد كل هذه الصرخات اعتقد الموقف واضح فليفكر الجميع مليا من اصحاب قرار وغيرهم لان العادل سوف ينادي وقفوهم انهم مسئولون .