تحوّلت تحرّكات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في المنطقة إلى ما يشبه السباق بين الحلّ التفاوضي والحسم العسكري الذي تلوّح به الحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي وبدأت تتجه نحو تنفيذه بتحريك قوات المقاومة والجيش الوطني صوب العاصمة صنعاء والسيطرة على مناطق استراتيجية على أبوابها. وجاء إصرار حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي على إنهاء انقلاب جماعة أنصار الله الحوثية والرئيس السابق علي عبدالله صالح بقوة السلاح، بعد يأس من رغبة الانقلابيين في التوصّل إلى حلّ سلمي من خلال ماراثون من المفاوضات احتضنتها الكويت على مدار سبعين يوما ووقع تعليقها بمناسبة عيد الفطر، وبدا من العسير على ولد الشيخ استئنافها، خصوصا في ظلّ مآخذ على أدائه من قبل حكومة هادي التي لم تتردّد أطراف مقربة منها في اتهامه بالانحياز للانقلابيين وتبني طروحاتهم. ووصل المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأربعاء، إلى العاصمة اليمنيةصنعاء، للترتيب للجولة الثانية من مشاورات السلام اليمنية المقرر -نظريا- انطلاقها في الكويت في 15 يوليو الجاري، دون أفق واضح لتنفيذ ذلك. ويسعى ولد الشيخ لتدارك الموقف، وعقد جولة المشاورات في موعدها، مع مؤشرات كبيرة لتأجيلها بسبب اشتراط الوفد الحكومي تنفيذ الحوثيين القرار الأممي 2216 والذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليمهم السلاح. وجاءت زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء إثر زيارة إلى العاصمة السعودية الرياض التقى خلالها الرئيس هادي، وقالت مصادر إنّه سمع منه موقفا صارما بشأن تطبيق القرار الأممي المذكور. وتزامن وصول المبعوث الأممي إلى العاصمة اليمنية مع تصاعد القتال على بوابتها الشرقية بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من قوات علي عبدالله صالح من جهة، والقوى المساندة للشرعية من جيش وطني ومقاومة مدعومة بطيران التحالف العربي من جهة مقابلة، والتي تمكنت الأربعاء من السيطرة على جبل الذهب بمديرية نهم بعد مواجهات عنيفة ضدّ المتمرّدين سقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى من الطرفين.