يعاني وادي حضرموت في هذه الأيام من تردي كبيراً جداً في الأوضاع ، والمواطن البسيط يعاني هذه الأوضاع الصعبة ، في ظل عدم وجود أي حلول ملموسة من قبل المسؤولين والسلطة المحلية لحل هذه المشكلات وتحسين الخدمات ، لم ينل المواطن من المسؤولين والسلطة المحلية إلا الوعود العرقوبية والتصريحات الجوفاء ، التي تعج بها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، والتي تبشر دوماً بتغير الوضع وتحسن الحال ، إلا أن الحال هو نفسه لم يتغير والوضع لم يتحسن ، بل يزداد سُواءً ، ولم يرى المواطن شيئاً على أرض الواقع من تلك الوعود وتلك التصريحات إلا التعب والعذاب .
المواطن يتساءل أيضاً عن العلماء والوجهاء ، ومن يعتقد فيهم الخير ، أين هم من كل ما حل بالوادي ؟ فلا أحد تحرك لوضع حداً لهذه الأوضاع المأساوية الصعبة ، ولا أحداً حرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيهم .
درجة الحرارة في هذه الأشهر تصل إلى حوالي 50 درجة مئوية تزيد قليلا أو تنقص قليلا في ظل انقطاع متكرراً يومياً للتيار الكهربائي يصل إلى أكثر من 15 ساعة في بعض الأحيان . فكيف سيتحمل شدة هذا الحر الشديد المرضى وكبار السن ؟ ناهيك عن الأطفال وبقية الناس .
الجانب الأمني أيضاً متدهور فقد شهد الوادي خلال الفترة القصيرة الماضية من شهر رمضان وحتى اليوم حوالي 4 عمليات اغتيال ، وهروب لبعض من المسجونين في سجن سيئون ، وحدوث عمليات تقطع في الطرقات للمسافرين القادمين من السعودية عبر منفذ الوديعة ، والعديد من القضايا الأمنية الأخرى . فيما أسعار المواد الغذائية مرتفعة ، وخصوصاً الغاز المنزلي الذي يصل سعر الأسطوانة الواحدة منه حوالي 4000 ريال مقارنة بساحل حضرموت الذي تباع فيه الأسطوانة بحوالي 2300 ريال ، وكأننا لسنا في محافظة واحدة . وكذلك المشتقات النفطية سعرها يختلف عن السعر في ساحل حضرموت ، مع قلة توفرها في المحطات الرسمية ، وانتشار للسوق السوداء التي أثقلت أسعارها كاهل المواطن البسيط .
الشارع الحضرمي في الوادي ساخطاً وغاضباً على أداء المسؤولين الذين أصبح البعض منهم رهينة بأيدي قيادات حزبية معينة ، تملي عليهم خططها الحزبية و أهدافها وأجندتها المرسومة ، مهددة إياهم في حال عدم الانصياع لما يقولون بإقالتهم تحت بند ( نحن من أتينا بك لهذا المنصب ونحن من يستطيع أن يزيحك ) . والكثير من هؤلاء المسؤولين لديهم حب للسلطة وجوع للمناصب ، وإلا لماذا كل هذا التشبث بالمنصب والتمسك بالكرسي وهم غير قادرين على خدمة إخوانهم المواطنين . فلماذا لا يقدمون استقالتهم ، ويبرئون ذمتهم ، ويتركون الفرصة لغيرهم ليتحمل المسؤولية ، فهناك الكثير لديهم القدرة على إحداث التغيير ، وخدمة المواطنين .
ألا يعلم هؤلاء أنهم سيسألون أمام الله عما فعلوا ، وأن دعوات المظلومين من المواطنين تلاحقهم وستلاحقهم مدى العمر ، كفى ظلماً وكفى استهتارا بحياة ومشاعر أهلكم وإخوانكم ، فلقد خنقتمونا .