يبدو ان الخارطة التي قدمها المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ قد لاقت رواج و صدى لدى الاطراف الدولية الراعية لمسار التسوية في اليمن واذا ما صحت الانباء عن موافقة المملكة السعودية للخارطة بعد ان أيدتها دولة الامارات العربية المتحدة سابقا فان مسالة اقرارها ليس بمستبعد في قادم الايام كضرورة ملحة لإيقاف حالة الحرب والاقتتال في اليمن التي اوصلت الاوضاع الانسانية للمواطنين الى الحضيض وبات شبح المجاعة يلوح في الافق في حالة استمرت الحرب.. خارطة المبعوث بصيغتها الحالية قد تنهي الحرب لكنها لم توضح طبيعة التعامل مع الواقع الجديد في الجنوب خصوصا وفي الاراضي المحررة بشكل عام ..
الخارطة اذا تم تمريرها قد تنهي حالة الازدواجية في السلطات كالسلطة الشرعية في الجنوب او في سلطة المجلس السياسي في صنعاء ونصبح امام سلطة جديدة معترف فيها وتحظى بتأييد دولي واقليمي..
هذه الخارطة تضع الجنوبيين امام عده تساؤلات خصوصا اولئك الذين في السلطات المحلية وحول كيفية تعاطيهم مع هذه الخارطة التي من المتوقع في حالة إقرارها ان تحول مركز الدولة من عدن التي اصبحت عاصمة مؤقته في ظل الانقسام وتعيدها مرة اخرى الى صنعاء العاصمة المعترف بها دوليا..
والسؤال الذي يتبادر الى ذهني كيف ستتعامل السلطات المحلية في الجنوب في ظل تجريد الرئيس هادي من صلاحياته و في ظل وجود نائب رئيس جديد وحكومة جديدة لا نعلم الى هذه اللحظة على اي اساس سيتم اختيارها وهل ستراعي الوضع القائم في الجنوب ؟ ام ستأتي لتفرض إملاءاتها بحكم انها سلطة شرعية تستمد شرعيتها من المجتمع الدولي والاقليمي وفقا لخارطة الحل التي اقرتها الاممالمتحدة..
من هذا المنطلق و استشعارا بخطورة الوضع الذي قد يوضع فيه الجنوب الذي قد تأتي التسوية السياسية على حسابه وعلى حساب تضحياته الجسام التي قدمها طيلة السنوات الماضية فانه يتعين علينا كجنوبيين سرعة المبادرة لإيجاد الكيان السياسي الذي سيضمن الحفاظ على مكتسبات الثورة و سيفشل اي محاولات التفاف على إرادة شعب الجنوب الذي حققت مقاومته انتصارا عظيما على قوى العدوان مكنتها من تحرير جل اراض الجنوب المحتلة...
الان وبما ان اللواء عيدروس الزبيدي قد وجه بدعوة سابقة الى ضرورة تشكيل كيان سياسي جنوبي فانه اليوم معني اكثر من غيره بتبني هذا الكيان و في اقصى سرعة ممكنه تفاديا لأي محاولات التفاف على انتصارات ومكتسبات شعب الجنوب و ضمانا لديمومها واستمرارها..
وحتى لا يصبح ما نطرحه مجرد كلام فإننا هنا نقدم مقترحات و افكار نتمنى ان تكون مساعده في انجاح هذه المساعي اذا تشاطرنا السلطة المحلية الراي حول خطورة المرحلة و ضرورة انجاز الكيان السياسي الجنوبي في هذا الظرف..
وعلى ذلك فإننا نقترح على اللواء الزبيدي تكليفه لمجموعة من النخب ممن تمتلك الحس الوطني للتحضير لورشة عمل موسعة لمدة اسبوع او خمسة ايام يتم مناقشة عده محاور و لا تنتهي هذه الورشة الا وقد بلورت فكرة معينة يمكن البناء عليها والشروع فورا في عملية التشكيل لهذا الكيان الذي اذا ما تم فمؤكد انه سيحظى بتأييد شعبي واسع..
ومن ضمن هذه المحاور التي ممكن ان تطرح للنقاش والتداول ممكن ان تكون على النحو التالي:
1- اهمية الكيان السياسي في المرحلة الراهنة..
2- العناوين العريضة للكيان و المشروع السياسي والوثائق و الرؤى التي ممكن يتعاطها بها الكيان في حالة اتمامه..
3- السبل والآليات التي ممكن اتباعها للوصول الى كيان سياسي يحظى بشبة اجماع بعد صعوبة الوصل الى الاجماع الشامل و يراعي اشراك كل الطيف الجنوبي ولا يقصي او يستثني احد..
ختاما اتمنى ان تصل اصواتنا للمعنيين و لمن يشاطرونا استشعارنا بخطورة المرحلة وان يبادر الجميع للمساعدة وتقديم الاطروحات الكفيلة بإنقاذ الجنوب من ما قد يحاك عليه وهو في غفلة عن ذلك..