أتمنى أن يكون الخبر الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية الشرعية "سبأ" عن تقديم وزير الخارجية الأمريكي اعتذارا للرئيس هادي صحيحا أثناء استقباله اليوم لنائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية تيم ليندر كينغ وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى اليمن السفير ماثيو تولر، بمقر أقامته المؤقت بالرياض . اعتذار أمريكا للرئيس اليمني هادي لن يعترض عليه أي يمني وسيعتبر منجز هام للرئيس هادي بل منجز كبير في تاريخ اليمن ، لكن ما هو الخطأ الذي ارتكبه الأمريكان حتى يسارعوا بالاعتذار بهذا الشكل ؟ . كل وسائل الإعلام الذي نقلت خبر الاعتذار نقلته وفقا للخبر الذي نشرته وكالة سبأ الشرعية ، بحثت عن الاعتذار في وسائل الأعلام الأمريكية وحساب وزارة الخارجية الأمريكية والسفارة الأمريكية بصنعاء ولم أجد الخبر أو حتى خبر لقاء هادي بالمسئولان الأمريكيان ، حتى سفيرنا في واشنطن #الجاسوس بن مبارك لم يكتب تغريده بحسابه عن الاعتذار رغم أن الخبر يستحق النشر لأنه مكسب لنا كيمنيين وموقف سياسي متقدم لليمن وسابقة في السياسة العربية بشكل عام . هادي التقى مساعد وزير الخارجية والسفير الأمريكي باليمن ولم يحضر اللقاء أي مسئول يمني من الحكومة والخارجية والفريق الاستشاري لهادي ، الذي حضر اللقاء هو مدير مكتب هادي ونائبه فقط والمصور طبعا !! .. نفترض أن وزير الخارجية الأمريكي كيري أرسل مساعده للاعتذار لهادي فهذا يعبر عن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس عن موقف شخصي لكيري وعليه فإن وسائل الإعلام الأمريكية ستنشر الخبر بدلا من هذا الصمت . بعيدا عن العاطفة .. كيري لم يرتكب خطأ يستحق الاعتذار وكل مايقوم به هو ضمن سياسات أمريكا في اليمن بغض النظر عن سلبية وإيجابية تلك السياسة ، أمريكا ضمن رعاة السلام في اليمن من 2011 إلى اليوم وهي ضمن اللجنة الرباعية بل هي المتحكم الأول بما يحدث في اليمن ، وسبق لوزير خارجيتها كيري إن أعلن مبارده إثناء زيارته للسعودية وأعلن عن مشروع خطة للسلام أثناء اجتماعات الرباعية وأخيرا أعلن من مسقط وابوظبي عن التوصل لاتفاق مع مليشيا الحوثي ودول التحالف وذكر بالاسم انه تم اللقاء بولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد وهما الطرفان المؤثرات في الملف اليمني وأعلن موافقتهما على مأتم الاتفاق عليه " مبدئيا " في سلطنة عمان ونشر الخبر في موقع وزارة الخارجية الأمريكية ولم يصدر أي نفي عن الرياض وابوظبي ، على العكس أبوظبي أعلنت مباركتها سابقا لخطة ولد الشيخ الذي تعتبر مساعي كيري لدعم الخطة . لم يعتذر الأمريكان على جريمة تم تشريعها داخل مجلس النواب والكونجرس وهي إصدار قانون "جاستا " الذي يستهدف اهم حليف سياسي واقتصادي للولايات المتحدة ، فكيف سيعتذرون وهم سعاة من اجل سلام في اليمن ، لم يعتذروا رسميا عن ارتكاب أخطاء وجرائم اعترف بها مسئولين رسميين مثل غزو العراق وإلقاء قنابل نووية على اليابان ، لان للاعتذار تبعات قانونية إضافة إلى انه اعتراف بالفشل وهذا لن ترضى به أمريكا . الإعلام الموالي لهادي والممول من خزنة جلال نجله تناقل الخبر وكأنه القضية الأساسية للقاء ، بينما اللقاء هو خاص بمساعي السلام من الأمريكان وشرح لخطة السلام وحث هادي (كطرف من أطراف الأزمة ) على السلام ان لم يكون اللقاء ضغط جديد على هادي بالقبول على الخطة . أما بخصوص الاعتذار الذي لا أتوقع حصوله وفقا لرواية وكالة سبأ الشرعية كما جاء بالنص ( من جانبهم عبرا نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي والسفير الأمريكي عن تقديرهم لمجمل الجهود التي بذلها فخامة الرئيس لمصلحة بلده ومجتمعه خلال مختلف المراحل الماضية. حاملا لفخامة الرئيس عدة رسائل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحمل الاعتذار عما حصل وفسر في وسائل الإعلام التي أخرجت الأمر عن سياقه.) وعليكم وضع خطين تحت عبارة (حاملا لفخامة الرئيس عدة رسائل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تحمل الاعتذار ) فالاعتذار وفقا لهذا النص أكثر من رسالة !! أتوقع أن الأمريكان قدموا شرحا لهادي عن خطة السلام الذي نقلها الإعلام بشكل خاطئ فيما يتعلق بوضع هادي والذي يخالف ما ورد في الخطة بأن يقوم هادي بتعيين نائب رئيس وينقل صلاحيات هادي للنائب مع الاحتفاظ بمكانة هادي كرئيس بدون صلاحيات حتى يتم إجراء انتخابات والإعلام نقل هذه الجزئية على أساس انه سيتم استبعاد هادي ، فالأمريكان اعتقد قدموا توضيحا حول هذا ، والتوضيح طبعا غير الاعتذار. لا يمكن إنكار أن خطة كيري والمبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ ستحقق السلام الشامل في اليمن بقدر ماهي خطة ملغومة تخدم الانقلابيين وتحولهم إلى شرعية ، موافقة الحوثي وصالح عليها الهدف منه هو منحهم فرصة بتجهيز قواتهما لخوض حرب جديدة على اليمنيين وعلى الأشقاء في السعودية ، الخطة كراثية وإذا تم تطبيقها فهو انتصار كبير لإيران ومشروعها وهزيمة واضحة للتحالف وتحديدا السعودية . الجانب المهم من مناقشة الخطة وإبعادها هو لماذا يسعى رعاة السلام والتحالف لفرض سلام في اليمن ؟ ولماذا تم إقصاء الشرعية كطرف من المشاركة بالخطة ؟ هذا هو الجانب المهم وقد أجبت على هذا تفصيلا في موضوع مستقل (لماذا تم إقصاء الشرعية من خطة السلام اليمنية ... ) . واختصارا .. قيادة الشرعية هي من أوصلت كل الأطراف إلى قناعة ثابتة بأنها فاشلة على مختلف المستويات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والإدارية ولم تستفيد من الدعم ومع وجود ارض محررة بنسبة 80% إلا أن سلطات الشرعية لا تزال في الخارج وهذا اكبر مؤشر على فشلها ، تأييد دول التحالف وفي المقدمة السعودية و الإمارات يثبت قناعتهم بفشل إدارة هادي وعدم تفاعله واستغلاله لدعم التحالف ، هادي لم حول الأرض والمناطق المحررة إلى مناطق صراع غادرت بسببه الدولة ، والتحالف أصبح على قناعة بأن هادي هو سر بقاء وقوة الحوثي وصالح وأنهما يستلهمان البقاء من سياسة هادي . أخيرا .. إذا صدر تصريح رسمي أو اعتراف بالاعتذار سواء من أمريكا أو دول التحالف وتحديدا من السعودية والأمارات حينها سنرفع لكم القبعات أما إن يكون الموضوع تهريج فهذا شيء طبيعي ويتوافق مع أسلوب إدارة هادي وليس غريبا عليه هذه التصرفات . ومن جانب أخر نفترض صحة الاعتذار ، ماذا بعد الاعتذار ؟ ماهي خطوات هادي بعد الاعتذار ؟ الأمريكان والتحالف والعالم يريد منجزات عملية ، يريد قوة على الأرض ، القوي هو الذي سيفرض احترام العالم وهذا اكبر اعتذار. الاعتذار يتيم ولن يفهم سوى هكذا لأنه من جانب هادي ، أهم شيء لا تحرجونا إمام العالم إذا استمر تجاهل خبر الاعتذار في وسائل الإعلام الأمريكية وأعلام التحالف الرسمي بعيدا عن نقل الخبر من وكالة سبأ ، وأؤكد للبعض سلفا أن أمنيتي بل فخري أن يكون الاعتذار حقيقي وليس بيع وهم لأنه قيمة لليمن . ملاحظة .. لماذا لم يغرد سفيرنا بواشنطن ومن حضرا اللقاء عن خبر الاعتذار ؟؟!!! .. العقل نعمة !!