هل كانت المملكة العربية السعودية تعتبر سقوط صنعاء بيد حركة الحوثي التي كشفت علاقتها مع إيران وكانت تردد الصرخة منذ سنوات ,باعتباره شأن داخلي يمني ؟...أم أن حاسة الشم للخطر الحقيقي استشعرته المملكة بعد وصول قوات الحوثي عدن.. أم أنها كانت تعتمد على تقارير أن الحوثي سيقوم بتصفية الساحة للسلطة فقط, ثم يتم ابتلاعه بالحرب مع خصومه في الميدان ولن يشكل خطر على الجيران..؟ والسؤال الثاني بطعم المر. هل كان الرئيس هادي لا يعلم بسقوط صنعاء وهي محاصرة ؟ وكيف كان يؤكد أن صنعاء لم ولن تسقط بعد دخول الحوثيين بأيام. ثم توقيع اتفاق السلم والشراكة معهم برعاية الجميع؟...!!!
بالمقابل كيف كان علي عبدالله صالح يقاتل حركة الحوثي ستة حروب وطلب تدخل السعودية في الحرب السادسة ضد الحوثي وكان يصفهم بقوى التخلف والكهنوت ثم يتحالف معهم لإسقاط الشرعية وتهديد السعودية وغزو الجنوب للمرة الثانية.؟ ثم يعتبر تدخل السعودية اليوم عدوان...؟!!!
وكيف كان عبدالملك الحوثي يعلن أن هدفه إسقاط الجرعة وحكومة الفساد كما يصفها ..ثم يقوم بفرض الاقامة الجبرية على الرئيس المنتخب من قبل الشمال ويسقط الحكومة ويعلن حكم صنعاءواليمن بالقوة عبر اللجان الثورية وهو يدّعي الشراكة.. ثم يحرّك قواته نحو الجنوب وهو يعلن أنه مع قضيته العادلة ويهدد السعودية والخليج ويقول أنه ليس ضدهم بل حامي للوطن الجريح ؟!!!
فهل كان يعتقد الحوثي وصالح أن الجنوب سيفرش لهم الورود ولن يقاتلهم حتى تحرير الجنوب كما حدث..!! أو أن السعودية سترسل لهم طرود مليئة بالهدايا وهم مع جمهورية إيران ....؟!!!
وأخيرا لماذا كان حزب الإصلاح يقاتل في عمران ثم رفض قتال الحوثيين في صنعاء.. ثم تأخر عن تأييد الشرعية . ولماذا كل هذا الصراع في تعز بدون حسم...هل يخاف الإصلاح أن الدور القادم سيكون عليه ام يبتز السعودية والشرعية فقط.. ام له رأي آخر...؟!!
اسئلة مثيرة للغاية, والصراحة. دائماً طعمها مر أليس كذلك...؟لكنها مفيدة للجميع لتقييم الواقع بعيداً عن الاستمرار في الأخطاء
اخيراً....أين يكمن الفشل.. في الشرعية أم في التحالف العربي ؟ وهل الفشل في آلية العمل على الأرض أم إليه العمل في الرياض ..
خلاصة الجواب .
لا يمكن للتحالف أن يحرر الشمال. طالما ظل يعتمد على قوى كانت شريكة في التشريع لسقوط صنعاء عبر سياستها المتبعة في محاولة الاستثار بالسلطة قبل قدوم الحوثي... وبعد ان سقطت صنعاء وحصار الرئيس كانت تبحث تلك القوى تشكيل سلطة بديلة في فندق موفنبيك برعاية المبعوث السابق جمال بن عمر رغم أن الرئيس قد اصبح في عدن وكان يردد.
ياقوم انا الرئيس الشرعي قدمت استقالتي لمجلس النواب ولم تقبلوها وهربت من الحصار إلى عدن وأعلنت عودتي للسلطة فأنا من استقال وانا من تراجع عنها فلماذا الصراع حولها ...؟!!!
غير أن الجواب تأخر من الجميع وكان الرد سنلحقك إلى عدن وحدد صالح منفذ واحد لهادي للهروب منه!! وماقصر أنه طرح له منفذ ونسي يضع لنفسه منذ اخر..!
أما حركة الحوثي فلم تسمع النصائح بعدم دخول عدن والجنوب ,فكانت النتيجة تدخل عاصفة الحزم التي قلبت الطاولة فوق رؤوس الجميع, وكانت النتيجة ثورة الجنوب ومقاومته حتى تحرر عدن وأغلب الجنوب..
لذلك سيستمر الصراع في الشمال(اليمن) لأنه لا فرق بين بعض القوى التي تنادي بتحريره والتي تحكمه.
كما ان عدم استفادة الرئيس هادي ومن يحيط به من فشل السياسات السابقة في صنعاء, ومحاولة إعادة فرض حلول ثبت فشلها في الواقع للعودة الى السلطة لن تعيده إلى صنعاء وقد تركه الجميع ولم يشفع له أحد منهم حينما حاصروه في منزله... ا
والسلطة التي كانت بيد الرئيس هادي وجماعته باردة مبردة ثم فرطوا بها بسبب سوء التقدير للأوضاع و غياب استراتيجية العمل السياسي والعسكري والتسويف... والاعتماد على ردود الفعل ورفع شعار .. لكل حادث حديث لا يمكن استعادتها بنفس الأسلوب الذي خسرتم فيه السلطة والقوة والثروة..
بل أن التحالف قد يخسر الجنوب في حال لم يقبلوا بإيجاد حل شامل لقضية الجنوب واستمر الوضع هكذا .