في المؤتمر العام السابع للحركة: حضور متميز للدول الداعمة للتحرر تثائب العالم الحر وفلحت السياسة الاستعمارية بكل أدواتها الرجعية أن توقع شعوب المنظومة التحررية في شرك الفقر والتناحر المسلح الطائفي والمذهبي والعرقي كي يتسنى لها أن ترقمها على التبعية والتفكك لرسم الخارطة الجديدة التي تأمن الإدرار المستمر لاقتصاديات هذه الدول لتصب في جيوب واحتكار جشع من لا يستحق الاستئثار به من الرأسماليين الإمبرياليين .
عشت لحظات حاضراً في أجواء من الحماسة والثورية المعطاءة مع جيل التحرر والانعتاق من رواد الثورة الأولى والجيل الذي تربى في عهد حركة التحرر الوطني الفلسطينية فتح بمؤتمرها العام السابع .
قد لا نخطى إن قلنا أن القضية الفلسطينية كانت دافعاً قوياً وسببا لتفجر الثورات التحررية في الوطن العربي ضد الاستعمار والاستبداد الذي هيمن على شعوب المنطقة ردحا من الزمن وكان لجيل المؤسسين الفتحاويين بقيادة الشهيد الحي ابو عمار الأثر الأكبر في تشكل مدرسة التحدي والصمود والمقاومة التي ألهمت النشئ السير نحو الحرية والأستقلال والتواصل الهادف لأهمية أقامه الممانعة العربية وتوحيد الموقف العربي وترسيخ العلاقات الاستثنائية القوية مع الدول المحبة للحرية والسلام العالمي والتي بدورها أيدت قضية الشعوب العربية في الحرية والاستقلال وفي مقدمتها قيام دولة فلسطين العربية دولة مستقلة على كامل ترابها الوطني وعاصمتها القدس .
عانت فتح مرحلة حرجة في تاريخها الوطني أنعكس على مسار القضية الفلسطينية ناجم عن تلك الهجمة الشرسة من قوى الإمبريالية العالمية على المعسكر التحرري الذي كان مؤيداً للحركة الناشئة تمثل في اختراق الاتحاد السوفييتي وأنهيار أتحاد الجمهوريات السوفياتية وأشتداد الحصار على دول أمريكا اللاتينية ككوبا وفنزويلا وبوليفيا وما تلاها من مؤامرات في الوطن العربي أدت إلى أنتشار حركة التطبيع مع العدو الاسرائيلي وأشاعت الإرهاب في المنطقة مما أنعكس سلبا على الحركة التي شهدت مسيرتها خلال هذه الفترة إرهاصات وإخفاقات نجم عنها معاهدات السلام التي أساء فهمها الطرف الاخر وأصر على استقلالها لمصلحته وأعتبرها معاهدات استسلام صنفت لدى الكثيرين بمعاهدات التطبيع أضعفت موقف فتح وقللت من مناصريها .
مع ازدياد الحملات المسعورة واللامبالاة بقضايا الشعوب التي تطمح لحريتها على كافة الأصعدة من قبل الدول الكبرى التي تنوي استعمار العالم وتغيير الأنظمة التي تناهض سياساتها بأنظمة موالية وذات تبعية باينه غير عابئة بما تشكله هذه السياسة من ظلم وجبروت تؤدي إلى الأفقار والاستبداد فأن الآوان قد لآح لاستنهاض الهمم وعودة الروح التحررية إلى سابق عهدها وأحياء التضامن ولأجل الحرية .
ما كان للاستعمار أن ينتشر والهيمنة الإحتقارية للشعوب الضعيفة أن تستبد لو أستمر التقارب بين الشعوب التي تكره ذلك ولم تمكِن المعسكر الإمبريالي من تطبيق سياسته التي أثبتت فشلها ونهجها المدمر وتسليم مصائر الأوطان لزعماء المافيا والعصابات الارهابية التي عاثت في العالم فساداً وتدميراً .
كانت كلمة دولة فنزويلا في مؤتمر فتح السابع رسالة كافية للاستشعار بالمسؤولية تجاه الوطن العربي وما يمر به وفلسطين في المقام الأول لأشاعت تحالف عربي ضد القوى التابعة لأعدائه والتي مزقت الممانعة العربية وقد آن التفكير مليا بالمخاطر التي تهدد مستقبل العرب وتلحقهم بالأنظمة التي تهوي بهم في هاوية سحيقة وليس أمامهم سوى التكاتف وخلق علاقات متميزة مع الشعوب التي تناصرهم .
موقف متميز لدول أمريكا اللاتينية وعدد من الهيئات والاحزاب والحركات الثورية من فتح والقضية الفلسطينية يشكل دافع لان تستمر فتح في نهجها التحرري على درب مؤسسها الأول الشهيد الراحل القائد ابو عمار والأيام القادمة تبشر بعودة أنصار الممانعة ومقاطعة الكيان الصهيوني إلى سابق عهدهم في دعم المواقف العربية ورفض تدخل أمريكا وحلفائها في شؤون المنطقة ودعم الارهاب فيها .